خبير عسكري لتسنيم: أمريكا استثمرت في "داعش" لتغير الخارطة الديموغرافية والعسكرية

خاص / تسنيم || يعمد التحالف الدولي بين الفترة والأخرى إلى استهداف مواقع سورية عسكرية في محاولة يائسة لرفع معنويات التنظيمات الإرهابية المنهارة أمام تقدم الجيش المتلاحق.

وعن اعتداءات التحالف الأمريكي على أحد المواقع العسكرية السورية في بلدة "الهري" جنوب شرق البوكمال، ونفي الولايات المتحدة مسؤوليتها عن تنفيذ هذه الضربات، قال الخبير العسكري والاستراتيجي "علي مقصود" في تصريح خاص لوكالة تسنيم الدولية للأنباء:

"لا شك بأن التحالف الدولي بقيادة أمريكا قام بتنفيذ عدة اعتداءات، إن كان بشكل مباشر أو عبر دعم المجموعات الارهابية، بعد التحولات التي حصلت في البيئة الاستراتيجية وبشكل خاص في البيئة السيكولوجية والاجتماعية وخروج بعض الفصائل التي كانت تنضوي تحت صفوف "قوات سورية الديمقراطية" أو كانت حليفة وتحمل الأجندة الأمريكية."

وأشار "مقصود" إلى قيام "أمريكا" بتنفيذ عدّة اعتداءات على عدة بلدات في الريف الجنوبي الشرقي من الحسكة، مؤكداً أن "العمليات العسكرية التي قام بها الجيش السوري ومعه محور المقاومة والمقاومة الشعبية وتحرير أكثر من 1500 كم2، إضافة إلى الانتهاء من عملياته في العاصمة دمشق وريفها واستكمال الحشود وانتشار العمليات في الجنوب السوري، جعلت أمريكا تسعى على الدوام للتعطيل والتخريب والترهيب."

وأكّد "مقصود" أن ما يحصل عملية ممنهجة مخططة من قبل التحالف الامريكي، فبالأمس كان هناك اعتداء على هجين وسوسة، واليوم كان هناك عدوان بطائرات التحالف الدولي موضحاً في هذا الخصوص أنه "قد لا تكون الطائرات التي نفذت العدوان أمريكية ولكنها تخضع للتحالف بقيادة أمريكية، مبيّناً أن عبر استدعاء القوات الفرنسية والإيطالية تريد أمريكا أن تضفي طابعاً أطلسياً على الوجود الأجنبي لهذه المنطقة التي نفذت عبرها أمريكا عدّة اعتداءات حتى تصطدم بالوجود الايراني في هذه المنطقة ."

وأردف "لذلك نلاحظ أنها تركز على محيط البوكمال كونه العقدة الذي تقابل القائم في داخل العراق وبالتالي تؤمن إنجاز الرصيف الإقليمي الذي يربط هذا المحور بشكل فعلي وأساسي، فـ"امريكا" تريد أن تستفز "ايران" وبالتالي يحصل صدام محدد لتضع الأوربيين وعبر الأطلسي بمواجهة مع الوجود الايراني وهكذا تحقق الهدف الذي فشلت في تحقيقه عندما انسحبت من الاتفاق النووي الايراني."

وأوضح أن إجراءات أمريكا هذه جاءت لأنها لم تستكمل أهدافها بالضغط على ايران وبشكل خاص اقتصادياً حتى تحجّم دورها المتصاعد إقليمياً، فتريد بهذه المناوشات والاعتداءات أن تصل الأمور إلى مواجهة وبالتالي يقع في هذه الاشتباكات -فيما لو حصلت- جنود فرنسيين أو ايطاليين وهكذا تجبر الدول في الاتحاد الاوربي أن يغيروا سياستهم ويلتحقوا بأمريكا بالانسحاب من الاتفاق النووي.. لكن كل هذه الخطوات يبدو أنها على طريق الفشل."

وأشار إلى "أن أمريكا تعتقد أنها باعتداءاتها يمكن  أن تؤخر العملية العسكرية في الجنوب السوري وبالتالي تستطيع بما تبقى لها من هامش وبتأييدها وإعلانها أن تنضم إلى مفاوضات جنيف في 26 من الشهر الجاري فتؤمن بيئة للتفاهم والتوافق وبالتالي تحفظ ماء وجهها قبل أن تعلن انسحابها من سورية وبالتالي تقول إنها حققت خروجاً مماثلاً للوجود الايراني."

وأكد أن "هزيمة أمريكا وتأزّمها تجعلها تتحرك بهذا الشكل الذي يمكن أن نضعه في سياق سياسة حافة الهاوية، فهي تحاول إعادة التجميع لتحقق رصيداً على المسار السياسي، لأنه دائما وعبر التاريخ أطراف الصراع تلجأ إلى توجيه المواجهة نحو المسار الذي يتفوق فيه كل طرف، وباعتبار أن أمريكا كانت دائما توجه الصراع نحو مجال تفوقها وهو المجال العسكري الذي خسرته في سورية كما تفوّق عليها منافسوها في المجالين الدبلوماسي والسياسي، تريد أن تحقق أهدافها عبر سياسة الأمر الواقع واستخدام التهديد والتلويح وبالتالي تستطيع أن تفاوض بهذا الرصيد وبما تنجزه من وقائع."

وعما تتبعه أمريكا من سياسة النفي قال "مقصود" إن "امريكا عندما تُقدَّم الأدلة تقول حصل ذلك بالخطأ، وأنها كانت  تستهدف الدواعش أي أن أمريكا دائما استثمرت في "داعش" الإرهابي  ذريعة للاستثمار به لتغير الخارطة الديموغرافية و أيضا ذريعة لاستهداف مواقع عسكرية أو غيرها، مشيراً إلى أن هذه السياسة المتبعة بهدف الإبقاء على مجال مفتوح لخط العودة وحتى لا تحدث مواجهة حتمية فلا تستطيع أن تناور."

وأضاف "تستقدم أمريكا "الدواعش" لتنفيذ أي اعتداء، فلا يختلف الأمر إن كان جيشها الارهابي هو من ينفذ الاعتداءات أو هي من يقوم بها، فالهدف واضح؛ تريد استنزاف الجيش وإطالة الصراع ليكون لها دور تفرض فيه أجندتها وأجندة حليفها "اسرائيل" التي باتت بحالة من القلق الكبير بسبب هزيمة أداتها وذراعها الإرهابي، الأمر الذي يفضي إلى تنامي دور محور المقاومة ومحور محاربة الإرهاب  على حساب محور العدوان الذي فقد الكثير من قدراته ومقوماته وبالتالي دوره على الساحة الدولية."

وكانت وكالة الأنباء السورية أِشارت إلى تعرض إحدى المواقع العسكرية السورية لضربات التحالف الأمريكي والذي جاء بعد ثلاثة أيام من تحرير وحدات الجيش السوري المنطقة الممتدة بين طريق حقل الورد والمعيزلة والطماح وصولاً إلى فيضة ابن موينع بمحور يبلغ طوله 40 كيلومترا وتمشيطها مساحة تقدر بـ 2000 كيلو متر مربع من مخلفات "داعش" الإرهابي في البادية الغربية للميادين، في حين قال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "أدريان رانكين غالاوي" "هذه ليست ضربة للولايات المتحدة أو التحالف"، نافياً أن يكون للطيران الأمريكي صلة بهذا الهجوم.

/انتهى/