العبود لـ/تسنيم/: خرق استخباراتي ساهم في انهيار مسلحي الجنوب

وصل الجيش السوري إلى درعا البلد ورفع العلم السوري فيها وسط تسارع عجلة المصالحات في قرى وبلدات الريف الغربي والشرقي لدرعا.

خاص- تسنيم: وكالة تسنيم الدولية للأنباء التقت عضو مجلس الشعب السوري عن محافظة درعا والمحلل السياسي "خالد العبود" للحديث أكثر حول أخر تطورات الميدان والمصالحات في الجنوب السوري.

وأكد عضو مجلس الشعب السوري أن هناك "سيناريو" يُرتّب لتسليم هذه المناطق (الجنوب السوري) وترحيل بعض العناصر الإرهابية، وبذلك تتحقق السيطرة الكاملة على الأراضي التابعة لمحافظة درعا.

الميدان نقل الصورة

وأشاد "العبود" بإنجازات الجيش السوري مؤكّداً أن المصالحات لم تكن من تلقاء نفسها؛ مضيفاً أنه لو لم ينجز الجيش في الميدان، ولو لم يكسر ويهزم ويفكك أداة الفوضى ما اتجهنا نحو المصالحات والتسويات، مؤكّداً أنه لا يمكن تحديد جدوى زمنية لانتهاء العملية، فعنصر الزمن بيد قائد المعركة؛ الذي يرسم الخطوات ويديرها.

تتابع الأحداث

وكشف "العبود" عن مجموعة من الأسباب كانت الدافع في تسارع العملية في الجنوب السوري؛ فقد نجحت الدولة السورية في تظهير حقيقة الفوضى الحاصلة في الجنوب، مضيفاً بأن "الاستخبارات السورية تخللت إلى عمق أداة الفوضى واستطاعت أن تفككها، وهذا ما يفسّر الانهيارات السريعة والهزائم الكبيرة عند تقدّم الجيش السوري في المنطقة الجنوبية".

هزيمة أداة الفوضى ومشغّليها

وأضاف "لا أعتقد أن المعركة لها علاقة بأداة الفوضى ذاتها إذ أنني أجزم في هذا السياق أن جغرافيا حوران أصبحت بيد الدولة السورية لكن المعركة الآن هي مع الإسرائيلي لعدّة عناوين تتعلق بجبهة الجولان".

وأوضح "العبود" أن "الإسرائيلي أمام معضلة حقيقية؛ أمام هزيمة أداة الفوضى تحت ضغط الدولة السورية وأداتها الخشنة (القوات المسلحة الباسلة)، فالقوات المسلحة السورية تحاول من خلال هذا التقدم أن تفرض قواعد اشتباك جديدة، مشيراً إلى أن  الإسرائيلي بغنى عنها، ويحاول الهرب منها".

وباعتقاد "العبود" فإن "المعركة ليست مع أداة الفوضى الموجودة في الجنوب وإنما مع مشغّل أساسي لها ومعنّي بها تماماً وهو كيان الاحتلال".

مساعدات مخفيّة

وأوضح أن "المساعدة الكبرى التي لا نراها، هي المساعدات الاستخباراتية؛ أي الاستخبارات الإسرائيلية الموجودة بين هؤلاء، والتي دعمت وشغّلت ودفعتهم باتجاه عناوين هي لم تكن في بال أداة الفوضى".

وأضاف "بتقديري في الساعات القليلة القادمة سنتابع أكثر من ذلك، ففي المرحلة الثانية من العدوان وصده من قبلنا ذهب الإسرائيلي باتجاه سيناريو جديد بعد أن وجد أن الدولة السورية صامدة وتضرب أداة الفوضى، مشيراً إلى أنه ذهب باتجاه إيجاد حزام يشبه حزام الجنوب اللبناني".

وبيّن أن "هذا الحزام ينهار، وهذا ما يفسّر بشكل أو بآخر تفاوُض الإسرائيلي على شروط فض اشتباك الـ 1974، باعتبارها مخرجاً له من الحالة التي بات فيها، ولهذا سيضغط في النار وسيساعد أداة الفوضى ويحاول أن يؤخر عملية هزيمتها والقضاء عليها".

قواعد اشتباك

وتابع "نعتقد أنه (الإسرائيلي) يحاول الضغط في الميدان من خلال هذه العناوين وسيضع وسطاء دوليين من أجل إيقاف تقدم الجيش السوري، فلم يعد يعنيه في الاستراتيجية أداة فوضى لكنها أصبحت تعنيه في التكتيك من أجل تثبيت شروط فض الاشتباك في 1974.

وختم "العبود" بأن الرائع في السوريّ أنه لن يقبل حتى في التعليق على شروط فض اشتباك ال1974 ونعتقد في هذا السياق أنه يؤسس لقواعد اشتباك جديدة ولن يبقي أداة الفوضى، لا في الاستراتيجية ولا في التكتيك بيد الإسرائيلي، لهذا نتوقع أنه يحاول أن يفرض (السوري) قواعد اشتباك جديدة تتجاوز شروط فض اشتباك الـــ74.

/انتهى/