صوان لــــ"تسنيم": لا يحق لإسرائيل التدخل في علاقة سوريا وإيران.. ولدينا ثقة كبيرة بروسيا

انتهت اعمال القمة المشتركة التي جمعت الرئيس الامريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي وصفها بوتين بالمحادثات البناءة والصريحة، ولكن هناك الكثير من المشاكل التي لم يتمكنا من حلها في لقاء واحد.

وكالة "تسنيم" الدولية للأنباء التقت الاستاذ احمد صوان الكاتب والمحلل السياسي لبحث نتائج هذه القمة التاريخية.

ما بعد قمة هلسنكي:

ردا على سؤال حول ما إذا كانت قمة بوتين وترامب ستسهم في إطفاء الحرائق المشتعلة في المنطقة قال صوان: من الواضح جدا من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بين الرئيسين ترامب وبوتين على أن كل المسائل هي رهن التنفيذ والتطبيق العملي وخاصة فيما يتعلق بالتفاهم حول القضايا الكبرى ولا سيما الوضع في سوريا، وهذا يعني تماما أننا نحن بانتظار تشكيل هذه اللجان التي تم الحديث عنها في ما يتعلق بالوضع السوري، لكن مع ذلك سنأخذ جانب الحذر من الموقف الأمريكي لأن السياسة الأمريكية سياسة متناقضة وبالتالي تحاول أن تجمع المتناقضات فوق سطح واحد، يبدو أن الولايات المتحدة أدركت تماما إن ما كانت تطرحه من خطوط حمراء للوضع السوري قد سقطت نهائيا وهي عاجزة بالفعل عن تحقيق أي هدف من أهدافها في سوريا.

 يبقى هذا رهن المرحلة القادمة لا سيما أن هناك حديث الان فيما يتعلق بعقد مؤتمر أستانا مجددا من أجل ضمان الوضع الامني وتوسيع هذا التوجه بحيث يشمل أيضا الطروحات التي تم التوافق عليها في مؤتمر سوتشي وخاصة ما يتعلق بتشكيل اللجنة الدستورية المشتركة، ما بين كل شرائح وقوى وفعاليات المجتمع السوري، بالنتيجة نحن أمام توجه وحرص روسي حقيقي على ضمان وحدة وسيادة سوريا والمرحلة القادمة ستكون مرحلة هامة من وجهة النظر الروسية وستتضمن:

  •  رفض كل المشاريع الانفصالية في الداخل السوري.
  • عدم المساس بالقرار السيادي السوري.
  • ضمان وحدة أراضي سوريا وطرد قوات الاحتلال التركية والاسرائيلية والامريكية من سوريا.

 هذا الرهان، بحسب صوان، خاضع لموازين القوى حتى في داخل الوضع السوري، لا سيما وأن هذه الموازين باتت تشير إلى غلبة محور المقاومة.

حصة الملف السوري من قمة هلسنكي:

 تابع صوان:

من الواضح تماما أن ردود الفعل فيما يتعلق بالتصريحات وبما يتعلق بهذه القمة كانت حصة كبيرة وهذه الحصة تمثلت بكلام بوتين بشكل واضح فيما يتعلق باستكمال طرد الإرهابيين من منطقة الجنوب والاهتمام في منطقة الشمال الشرقي، والدخول أصلا في ما يتعلق بما قاله الرئيس بوتين بالعودة إلى اتفاقية فض الاشتباك عام 1974 هذا يشير بكل وضوح على أن لاوجود لأي طرف في المنطقة المنزوعة الا للقوات الشرعية السورية، إضافة طبعا إلى الجانب الإسرائيلي، وكل ذلك أشار إليه بوتين بالدخول لتنفيذ القرار 338 الذي ينص فعلا على إيجاد حل كامل ودائم لمسالة الاحتلال الإسرائيلي في الجولان السوري، القائم على انسحاب القوات الإسرائيلية من هذه المنطقة، لأن سوريا لا يمكن نهائيا أن تتخلى عن هدفها بتحرير أراضيها وهذه أرض سورية وهي تشكل فعلا مسألة مهمة، وعلى "إسرائيل" أن تلتزم بقرارات الشرعية الدولية وخاصة قرار الانسحاب الكامل من أراضي الجولان.

مشكلة الإدارة الأمريكية

وحول هذه المشكلة لفت الصوان إلى أن "اسرائيل" تتحدث ما تشاء.. هي قالت أن الرئيس الاسد لا يشكل مشكلة استراتيجية لها، لكن كل الوضع في سوريا يشكل مشكلة ومسألة استراتيجية وخطرة. وبالتالي "إسرائيل" حتى هذه اللحظة مازالت تتحدث عن الخطر القادم من الشمال والمقصود بذلك الجيش العربي السوري الذي تنظر إلى دوره على أنه دور هام وفاعل بما يتعلق بعدم استمرارية احتلالها لأراضي سورية أو دعم الإرهابين، لذلك أن اعتقد أن اسرائيل لا يمكن فعلا أن تحاول فصل هذه العلاقة بين كل أطراف المقاومة لأن من حق سوريا أن تتعامل مع من تشاء من أجل الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها، وبذلك ضمان الاستقرار هو أمن البلد.

ولايجوز لا لإسرائيل ولا لأمريكا ولا لغيرهما التلاعب بالأوضاع الداخلية السورية عن طريق فرض شروطهم وإملاءاتهم.. كل ذلك مرفوض رفضا تاما وهذا التحالف الاستراتيجي يربط ما بين سوريا و إيران حتى قبل الأزمة. وخلال الأزمة لا يجوز لإسرائيل أن تنكث من خلاله وتتلاعب بمساراته ومقوماته، لأنه مسار حقيقي وأساسي.  والقضية الأولى والأساسية، كما شهدت الأوضاع في سوريا، هي الصراع بين محورين المحور الأمريكي السعودي التكفيري الذي كان يشكل طرح أساسي في استهداف سوريا، والمحور المقابل هو محور المقاومة الذي لا يمكن نهائيا إلا أن يؤكد حقائقه وواقعه على الأرض فيما يتعلق بالقضاء على كل المشاريع المطروحة في المنطقة  انطلاقا من سوريا، لأن سوريا هي الرحى، لكونها مركز الصراع بين هذين المشروعين...

نتائج قمة هلسنكي الزعيمين بوتين وترامب

أضاف صوان أنه من الواضح تماما إنه كان هناك مشاكل داخلية تعصف بترامب، وخاصة ما يشار إليه من اتهام ترامب بما يتعلق بالانتخابات الرئاسية.

وكان واضح تماما أن الرئيس بوتين قادر برؤيته ومواقفه وبتمسكه بمسألة الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية وهذه الشراكة التي تصب في اتجاه أمن واستقرار المنطقة. كما نعرف أن بوتين بدأ يوجه حالة داخلية مضطربة من قبل الديمقراطيين, من قبل خصومه في الداخل الأمريكي وهذا ما لمسناه من خلال بعض التصريحات لعدد من قادة الحزب الديمقراطي الأمريكي بعد قمة هلسنكي بين الرئيسين ترامب وبوتين وكل ذلك يشير بوضوح على أن هناك عملية تفتيت حقيقة فيما يتعلق بكل هذه التدخلات.

وتابع: هذه المسألة ترتبط بثقتنا الكبيرة بالموقف الروسي الحريص على أن تتم السيادة ووحدة الاراضي السورية على كامل الرقعة الجغرافية، وثقتنا كبيرة باستمرارية التحالف الاستراتيجي بين سوريا وإيران لأنه لا يجوز لإسرائيل وامريكا أن تتلاعب بهذه العلاقة.

/انتهى/