"كوهين" لـ"تسنيم": الأوروبيون خاضعون لواشنطن وليس لهم أي إرادة أو سياسة مستقلة

أوروبا، أعلنت مراراً عبر مسؤولة العلاقات الخارجية التزامها بالاتفاق النووي، ولكن هل تستطيع أن تفي أوروبا بالتزاماتها لإيران؟

خاص/تسنيم- وكالة تسنيم الدولية أجرت حواراً مع البروفيسور جاكوب كوهين، الكاتب والمفكر اليهودي الفرنسي عن الموقف الأوروبي.

*- هل تعتقد أن الدول الأوروبية ستتمكن من تقديم ضمانات لإيران للحفاظ على الاتفاق النووي، أم أن اوروبا ستبقى رهينة القرار الأمريكي؟

**- الأوروبيون خاضعون اقتصادياً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كما هو الحال على المستوى العسكري، فالأوروبيون ليس لهم أي إرادة أو أي سياسة مستقلة، والاهم أنهم ليسوا متحدين، كما وسيخضعون بالنهاية لقوة الولايات المتحدة الأمريكية وسيخسرون أسواق تجارية حيوية.  

وبين كوهين أنه يجب التنويه أن الأحادية القانونية الأميركية تستطيع مقايضة الشركات الأوروبية وخصوصاً أن هذه الأخيرة تستعمل الدولار.

وأضاف "كوهين" الإيرانيين يريدون البقاء بالاتفاق النووي لكن دون الجانب الاقتصادي، فالاتفاق محكوم بالفشل، ولا أعتقد ان الإيرانيين سيخسرون في كل المجالات، العملية معقدة جداً لوجود حل توافقي ومتوازن.

*- ألا تعتقد أن تصريحات وزير خارجية فرنسا لودريان، توحي بأن الأوروبيين يماطلون في تقديم أي ضمانة لإيران؟.

لودريان يمثل العجز والإحباط، وفرنسا هي قوة متوسطة دون أي تأثير واستقلالية، والوزير الفرنسي يحاول إيجاد خطاب متوازن، لكن خطابه ليس له أي تأثير، مع التأكيد أن خطاباته لن تمنع خسارة بيجو، رونو وتوتال أسواق تجارية مهمة في إيران.

*- في حال رفضت إيران ما تقدم به الأوروبيون، هل سنشهد حصاراً جديداً على طهران، بمعنى آخر هل ينتظر الاوروبيون من إيران أن ترفض لكي يلتحقوا بالركب الأمريكي؟

**- إيران الآن في موقع حساس، وهي لا تستطيع الخضوع والقبول بمراقبة برنامجها النووي دون إعادة العلاقات الاقتصادية المثمرة.

موضحاً، الحظر قد يكون صعب جداً، فأمريكا قررت أن تستعمل كل السبل والوسائل لمنع كل البلدان من تطبيق الاتفاق النووي الإيراني، ويبدو أن روسيا والصين ليس لهم الإمكانيات لمواجهة القوة الأميركية والتعويض على الغربيين بفقدانهم الأسواق.

*- نعود للضمانات، برأيك هل تستطيع أوروبا الوقوف بوجه أمريكا وحماية شركاتها، وقد رأينا توتال تنسحب من حقول الغاز الإيرانية، هل بالفعل الاتحاد الاوروبي بعد كل الذي يجري في العالم، قوة سياسية واقتصادية قادرة على فرض مصالحها، أم انها لغاية اليوم ملحقة بالسياسية القادمة من خلف المحيط؟.

**- على الورق الاتحاد الأوروبي قوة عظمى، اقتصادياً الاتحاد الأوروبي قوي لكن هو مرتبط جداً بالمصالح الأميركية، والدول الأوروبية الكبيرة تفقد في هذه الأيام أكبر صناعاتها لحساب دول أخرى.

أما على المستوى السياسي فالاتحاد الأوروبي لا يستطيع أن يتكلم بصوت واحد، وهناك تتضارب بالمصالح داخل الاتحاد الأوروبي، والشيء نفسه على المستوى الدفاعي والعسكري.  الاتحاد الأوروبي يتبع السياسة الأمريكية في جنونها وسيتبع المسألة نفسها بوجه إيران.

*- لماذا زار الرئيس روحاني النمسا وسويسرا ولم يزر فرنسا وبريطانيا هل من دلالات؟

**- هناك عدة وجهات نظر، منها أن النمسا هي رئيسة الاتحاد الأوروبي منذ الأول من تموز، وكان لرئيس وزرائها تصاريح مهمة بضرورة الحوار مع الرئيس الروسي بوتين وإيران. والامر الثاني أن النمسا هي مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية.  والأمر الثالث تاريخياً هو أن النمسا هي بلد حيادي وليس موقع على الاتفاق النووي الإيراني، وبالتالي يمكن القول إن الرئيس روحاني يريد إيجاد وسيط لحل المشكلة.

*- هل باعتقادك أن إيران ستتخطى العالم الاسلامي والقضية الفلسطينية بأجمعها وتعترف بإسرائيل، وهي محتلة للأراضي الفلسطينية وأقدس مقدسات العالم الإسلامي؟

**-الاوروبيون أرادوا الخضوع الطوعي إلى أميركا وإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، هؤلاء نجحوا بإخراس كل الدول العربية التي كانت من الممكن لها معارضة القوة الإسرائيلية. ولكن منذ الثورة الإسلامية في إيران أصبحت هذه الدولة السند الوحيد لفلسطين ولذلك هي العدو لهذا المحور، طالما هذا النظام قائم فلن يكون هناك مفاوضات مع إسرائيل. أما بالنسبة للأوروبيين فهم بحالة حداد على فلسطين ويتمنون أن يقبلوا الفلسطينيين بعروض الإسرائيلي لينتهوا من العملية ويقفلون الملف.

/انتهى/