خاص/ تسنيم "جحيم حارم".. 3 سنوات من القهر تحت وطأة إرهابيي النصرة"

من سجن حارم "مكان احتجازهم السابق" بدأ مخاض الحرية.. مسلحون استلموهم واقتادوهم إلى جهة مجهولة.

خاص تسنيم: جوع، عطش، تردي الحالة الصحية، أمراض مزمنة عانوا منها بسبب عدم معالجتهم أو تقديم الدواء لهم خلال فترة اختطافهم في سجون العصابات التكفيرية.

هم يعلمون أنها الصفحة السوداء الأخيرة في مسيرة سنوات الجحيم، التي استُهلّت بمجازر مروعة راح ضحيتها العشرات، وتبعت بسنوات داخل سجون تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، لكن المصير لا يزال مجهولاً.

في اللاذقية، نحن ننتظر، نترقب الوصول، الأهالي يتوقون لرؤية ذويهم الذين لم يروهم من سنوات.

وصلت الحافلات، المئات من أبناء اللاذقية استقبلوا عند المركز الثقافي العربي بالمدينة، 33 من أهالي قرية اشتبرق يوم الجمعة الماضي.

وكالة تسنيم الدولية للأنباء التقت عدداً من المحررين يوم الوصول وفي اليومين الماضيين تحدثوا عن المأساة التي عاشوها خلال أسرهم لدى المجموعات الإرهابية في إدلب طوال السنوات الثلاث الماضية.

تحدثوا عن تفاصيل عملية الأسر، وسنوات العذاب متنقلين بين سجون الإرهابيين ما بين غانة وحارم، تحت وطأة إرهاب "النصرة"، بتهم وذرائع اختلقها الإرهابيين لمجرد انتماء المخطوفين إلى طائفة معينة.

يصف "جعفر" "26 عاماً" إرهابيي النصرة بأنهم أنصاف رجال وصعاليك يدعون أنهم رجال.. يقول: "كانوا يضربون النساء بخراطيم المياه، يتسترون بالدين ويدعون أنهم يحكمون بشرع الله، والدين بريء منهم، و يتابع جعفر الحمد لله أصبحوا الآن يتقاتلون بين بعضهم البعض، "داعش" و"النصرة" والـ "فيلق".

يضيف "جعفر": "شذاذ آفاق غرباء من دول لا أعلم بها إلا على الخريطة، طاجكستان، أوزباكستان، أتراك، تركمانستان، أفغان، باكستان"... "كانوا يضربوننا بأدوات لا يمكن لعاقل أن يضرب بها، قتلوا طفل بريء ضرباً بسيخ معدني لأنه طلب الحليب، ويقول بغصة الله يرى كل شيء وسيحاسبهم".

ويقول "أسعد" 30 عاماً: " قتلوا أخي أمامي بكل برودة دم، بتهمة التعامل مع "النظام"، ووضعوه بيننا في غرفة لا تتسع لـ 7 أشخاص، كانوا يضعوننا فيها وعددنا يفوق الـ 28، كما توضع "الدواب" في الاسطبل، ويضعون بيننا إرهابيين من تنظيم "داعش" قاموا بأسرهم أيضاً، ليهددونا بالذبح كل دقيقة، ونحن لا نرى شيئاً، لأنهم عصبوا أعيننا بقطعة قماش سوداء".

أضاف "أسعد": "جن جنونهم عندما بدأت عمليات الجيش العربي السوري في درعا، أصبح التعذيب والضرب والرش بالمياه الساخنة على مدار الساعة، فقدوا أعصابهم وهم يسمعون أنباء تقدم الجيش في الجنوب".

"أم ملاذ" 45 عاماً، كانت أحدى أسيرات تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في حارم، تحدثت لـ "تسنيم": "وضعوني بداية في زنزانة منفردة، أتى إلي شيخ من شيوخهم، خيّرني إما أن أتزوج  احد "المجاهدين" أو أصبح جارية مع النساء أخدم "الأمراء" و "المجاهدين" فاخترت أن أبقى في سجن النساء لأخدمهم.. ذقت مرارة الحياة تحت سطوتهم وبطشهم ومعاملتهم إيانا كالجاريات والخدم".

أما "أبو أحمد" 67 عاماً فتحدث عن تجربته في الزنزانة التي كانت تحت سطوة جماعة إرهابية مغربية، يقول لـ "تسنيم": بقيت مدة سنة و4 شهور في الزنزانة تحت أمرة "أمير" مغربي، كانوا يعتقدون أن كل إنسان ينمتي للطائفة "العلوية"، حسب تعبيره، كافر وأمي وجاهل و"عَرضَهُ" رخيص بالنسبة إليه، هكذا زرعوا في رؤوسهم.. حكموا علي بالقتل بذريعة أنني قتلت إرهابياً منهم، أقسمت لهم أنني لم أقتل أحداً، وأنني كنت موظفاً في معمل السكر، فأنزلوا بي عقوبة التعذيب بتهمة العمل مع "النظام".

يضيف "أبو أحمد": "وضعونا في أقبية لا يدخلها الضوء ولا الهواء، يرمون إلينا كل يوم "لقمتين" من الخبز لنبقى على قيد الحياة، وأحياناً تكون ملطخة بروث الحيوانات..".

يختم "أبو أحمد": "أقول لهم.... لن أقول شيئاً خوفاً من أن أقع بين أيديهم مرة ثانية... فما ذقناه من إجرامهم لا يحتمله العقل البشري..".

"علي" 27 عاماً، يشكر باكياً الجيش والرئيس بشار الأسد لتخليصه من الأسر بعد 3 سنوات و3 أشهر ويومان على حد قوله... يضيف: "فقدت ثلاثة من أهلي تحت التعذيب أمام عيني من قبل شخص يدعى "مصعب العراقي".. كنا نقوم بطبخ اللحم لهم تحت أعين رقباء منهم لكي لا نقوم بتذوقه.. نقوم بالطهي "سخرة" أصناف من المأكولات واللحوم، ونحن لا نأكل إلا الخبز اليابس. 

يوجه علي رسالته إلى إرهابيي النصرة بالقول: " سأعود إليكم إلى إدلب حاملاً بندقيتي، برفقة قوات الجيش السوري، وليس أعزلاً كما واجهتكم لسنوات، يا دعاة الإسلام.. الإسلام بريء منكم.

سنوات من القهر والعذاب عاشها أهالي "اشتبرق" لتكتب لهم اليوم الحرية بفضل الجيش السوري والحلفاء والاصدقاء الذين يحققون الانتصارات في الميادين كافة، منتظرين فتح الجيش لمعركة الشمال لكي تتسنى لهم العودة إلى بلدتهم التي تقبع تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية.

/انتهى/