هذا ما سيخسره الطلاب السعوديّون من ترك الدراسة في كندا

تستعدي السعودية الالاف من شبابها نتيجة لتصرفاتها الاعتباطية واعتراضها على أي صوت يكشف حقيقتها اللاإنسانية كما حصل مؤخرا بينها وبين كندا، ولو على حساب طلابها المبعوثين لمتابعة دراستهم، واللذين يعتبرون عمادها الاساسي اذا ارادت الارتقاء في العلم والمعرفة.

لم يدرِ الطلبة السعوديون المبعثون للدراسة إلى كندا أن قرار حكومته بسحبهم من هذا البلد نتيجة خلاف سياسي سيؤدّي بهم إلى خسارة أفضل بيئة تقدّم جودة تعليم عالية على مستوى العالم، مقابل مستويات أقل بكثير للتعليم في الجامعات السعودية، حسب التصنفيات الدوليّة.

يهدّد القرار الرسمي السعودي آلاف الطلبة الموجودين في كندا من إكمال تعليمهم بشكل طبيعي ومنتظم؛ لكون الكثير منهم تقدّم مراحل متطوّرة في التعليم بجامعات هذا البلد.

وسيُجبر الطلبة السعوديون العائدون من كندا على الدراسة في جامعات محلّية ستحدِّدها حكومة بلادهم، وفق تصريح وزير التعليم السعودي، "أحمد العيسى".

وبعد بحث في الفروق الجوهريّة لمستوى التعليم بين كندا والسعودية، حصلت الأولى على المرتبة السابعة عالمياً في مستوى جودة التعليم، بينما حصلت المملكة على المركز الـ 52 عالمياً من بين 140 دولة، وفق تصنيف البنك الدولي في تقريره المتعلّق بجودة التعليم للعام 2018.

وتعتمد السعودية بشكل كبير في تعليم أبنائها المتفوّقين على برنامج الابتعاث، حيث وصل عدد الطلاب المبتعثين إلى الخارج إلى 170 ألف طالب وطالبة، بحجم إنفاق نحو 15 مليار ريال سنوياً (4 مليارات دولار). حسب تقرير هيئة الإحصاء بالسعودية.

وتلجأ السعودية إلى هذا البرنامج بسبب ضعف التعليم داخل المملكة مقارنة بالدول المتقدّمة، وهو ما تُظهره الأرقام والإحصاءات التي تصدر بين الفترة والأخرى، والتي كان من منها حصولها على الترتيب الـ 45 من أصل 48 دولة، في مادة الرياضيات كمثال، والترتيب 46 من أصل 48 دولة في العلوم.

ولا يقتصر الأمر على مستويات الطلبة السعوديين، فالبحث العلمي في السعودية يحتلّ أيضاً مراتب متأخّرة بين دول العالم، فقد حصلت المملكة على المرتبة 55 عالمياً من أصل 100 دولة، في مؤشّر الابتكار العلمي للعام 2017.

مستوى التعليم في كندا

 وتصل درجة الفروق في التعليم بين "كندا" والسعودية إلى درجات عالية؛ إذ تصل نسب المتعلّمين في كندا إلى 99% بين الرجال والنساء، كما تتمتّع الدولة بأعلى معدّلات لخريجي الجامعات على مستوى العالم.

ويعدّ نظام التعليم في كندا"إجبارياً" حتى 16 عاماً في معظم الأقاليم، وتنفق الدولة ما يوازي 5.4% من الناتج المحلي الإجمالي على القطاع، علماً أن نصيب المواطن من الناتج المحلي الإجمالي الكندي 44.7 ألف دولار.

وتعطي الحكومة الكندية العديد من التشريعات التي تسهّل على الطلاب الدوليين فرصة البقاء في كندا والعثور على وظائف بعد التخرّج.

ومن ضمن تلك التشريعات أنه في حالة الدراسة لمدة أكثر من عامين في كندا يحقّ للطالب التقدّم للحصول على تصريح عمل لمدة ثلاث سنوات، أما إذا كانت الدراسة لمدة عام واحد فقط فإنه يحق له الحصول على تصريح عمل لمدة سنة واحدة.

وتصل تكلفة الدراسة في الكليات والجامعات الكندية إلى 50% من مثيلاتها في الدول الكبرى الأخرى.

ويقول السيد بول دايفدسون، رئيس رابطة الكليات والمعاهد الكندية: إن "الشهادة الجامعية من كندا تفي بالمعايير الدولية"، ويضيف في تصريحات صحفية سابقة: إن "الطلاب الذين يُتمّون دراستهم الجامعية في كندا يكون لديهم فرصة كبيرة للحصول على أفضل برامج الدراسات العليا في كافة أنحاء العالم".

ويُردف بالقول: "الشهادة الجامعية التي يحصل عليها الطالب الأجنبيّ من كندا سوف تخدمه في ذلك كثيراً، كما أنها ستكون بمنزلة جواز سفر للحصول على وظائف جيدة".

ويتميّز التعليم في كندا بأنه تعليم تفاعلي يتمّ في أحدث المنشآت التعليمية، وهي في الغالب تكون كليات ومعاهد متخصّصة، وتضع السلطات الكندية معايير أكاديمية عالية ومراقبة جودة صارمة على الجامعات، الأمر الذي يعني أن الطلاب سيتمكّنون من الحصول على مؤهّل علميّ ذي جودة عالية .

واحتلَّت كندا كذلك المرتبة الأولى من حيث مستوى الإنجاز في التعليم العالي، طبقاً لمنظَّمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وتستقبل ما يقرب من 130 ألف طالب دولي كل عام، وهو يُتيح التعدّدية الثقافية التي تتميَّز بها.

تصنّف الأمم المتحدة كندا دائماً كواحدة من أفضل الأماكن في العالم للمعيشة، ويتمتَّع الطلاب الدوليّون في كندا بجميع الحريات المكفولة للمواطنين الكنديين؛ وهي: احترام حقوق الإنسان، والمساواة، والعيش في مجتمع مستقرّ يتمتَّع بالسلام، كما تفخر المؤسَّسات التعليميَّة والجامعات في كندا بسمعتها الدوليّة في توفير الأمان للطلاب داخل مقرّات الدراسة.

وتتضمَّن خيارات التأمين الحراسة الدائمة على مدار اليوم، وبرامج السير الآمن "Walk Safe" التي تساعد الطلاب المتجوّلين داخل الجامعات في ساعات متأخّرة من الليل، بالإضافة إلى توفير وسائل النقل العامة الآمنة من وإلى الحرم الجامعي.

ويوجد في كندا 90 جامعة على مستوى عالمي تقدِّم تعليماً في مرحلة ما بعد الثانوي لمدة أربع سنوات دراسية أو أكثر، بالإضافة إلى أكثر من 100 كلية مجتمعية ومهنية.

وتعطي كندا الطلاب الدوليين حق الهجرة إليها بعد انتهاء الدراسة بها، حيث تمكِّن الطلاب الدوليين الحاصلين على مؤهّل دراسي من كندا ولديهم خبرة العمل في كندا التقديم للحصول على الإقامة الدائمة بدون الحاجة إلى مغادرة كندا بعد انتهاء فترة إقامتهم للدراسة.

وكانت السلطات السعودية أعلنت استدعاء 8200 من طلبتها يدرسون في جامعة كندا، وبرفقتهم 6400 من عائلاتهم،  وقد تحدّث التلفزيون السعودي عن "خطّة عاجلة" لوزارة التعليم لنقل هؤلاء الطلاب من الجامعات الكندية إلى جامعات أخرى بالسعودية أو غيرها.

وتفجَّرت الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وكندا؛ بعد انتقاد الأخيرة للمملكة بسبب سياساتها القمعيَّة في التعامل مع النشطاء والحقوقيين واعتقال العشرات منهم دون تهم واضحة أو أيّ سند قانوني، وعلى أثر تلك الأزمة اتّخذت السعودية العديد من الإجراءات العقابية ضد كندا؛ من ضمنها استدعاء طلبتها منها، ومرضاها، ووقف النقل الجوي، وسحب السفراء.

انتهى/