محلل كردي لـ"تسنيم" : خسارة عفرين كانت الدافع الأول لمفاوضات "قسد" مع الحكومة السورية

خاص / تسنيم || قال رئيس لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار اليوم الثلاثاء إن وفدا ًمن المجلس زار دمشق الأسبوع الماضي لإجراء جولة ثانية من المحادثات مع الحكومة، ولكنه عاد للتشاور مع القيادات في القامشلي.

وللحديث عن المفاوضات التي تجريها سورية الديمقراطية "قسد" مع الحكومة السورية في دمشق، وكالة تسنيم الدولية للأنباء أجرت حواراً مع الناشط والمحلل السياسي الكردي كاوا نادر الذي اعتبر أن الكرد خسروا من خلال المفاوضات مع الحكومة السورية، فما كسبوه بالحرب والعسكر والسياسة، خسروه بالمفاوضات.

وأضاف أن المفاوضات والحوار والتفاوض هو لغة العقل، ومن المفروض أن الكرد أن لا يتخلفوا عنها، أو يتخوفوا منها أيضاً، وهي جيدة، أي المفاوضات، إذا كانت نيّة الحكومة السورية نية طيبة اتجاه شعبنا الكردستاني "غرب الفرات" في الحسكة والقامشلي، فنحن كجزء من المنطقة، لن نستطيع أن نترك المنطقة أو الحكومة السورية تترك المنطقة، مهما يكون الخلاف بيننا، يجب أن نتفاهم فيما بيننا وأن نحترم الرأي الآخر وحقوق الأخرين.

وأوضح "نادر": أتصور أن الحكومة السورية وجماعة "قسد" يستطيعون التفاهم لأنه يوجد مشاكل وأيضا ًعدو مشترك، فالتفاهم هو لغة العصر والعقلانية الإنسانية في هذا الزمن شيء جيد لو يستمرون بها حتماً لن يتحقق كامل حقوق الكرد ولن يتحقق كل ما تطلبه الحكومة السورية من الكرد، ولكن تتقارب الرؤى والأفكار.

وحول المفاوضات الجارية حالياً بين "قسد" و"دمشق" وفيما إذا كانت بضوء أخضر أمريكي، قال "كاوا نادر": هذه مشكلة الامريكيين وليست مشكلة الكرد، فالدولة السورية والكرد يجب أن يحافظوا على أمن واستقرار المنطقة فكل خطوة تؤدي إلى الاستقرار في المنطقة حتى إذا وافقت أمريكا أو لا، فالمفروض أن الطرفين يتابعا المفاوضات والحوار.

وبين "نادر": لا تصور أن اللقاء بين الحكومة السورية و"قسد" هو ناتج عن التفاهم الأمريكي الروسي في هلنسكي، ما هو مؤكد لدي أن الرفاق في "قسد" بعد ما جرى في عفرين والتي تخلى فيها الأمريكيين عن "قسد"، إضافة للروس الذين دعموا الأتراك في غزوتهم واحتلالهم لعفرين، شكل الدافع الأهم للقاء مع الحكومة السورية، مطالباً "قسد" بأن تحتفظ بسياسة مستقلة عن كل الأجندات الموجودة مع مراعاة مصالح الكرد.

وبخصوص الاتفاق الذي يمكن أن تتوصل إليه "قسد" مع الحكومة السورية هل ستسمح الولايات المتحدة الأمركية بتنفيذ الاتفاق، قال "كاوا نادر": لا أتصور أن أمريكا تريد الخير لأحد، ومصالحهم فوق كل اعتبار، وعندما يتحالفون مع أي دولة أو مجموعة لا يبحثون عن صديق أو حليف، ولكن عن تابعين ينفذون سياستهم. وأتصور بان الأمريكان لا يريدون المصالح لشعوب المنطقة ولكن يريدون تخريب المنطقة وضرب مكوناتها. لكن على الكرد ومع الوجود الامريكي الكبير في المنطقة أن يراعي عدم الصدام معها للحفاظ على مصالحهم، فالكرد أصحاب قضية ومن يساندنا بالقضية نحن نحتاجه حتى وإن كان امريكا.

وختم كاوا نادر حديثه : أتصور أنه ليس هناك أي طريقة أفضل من طريقة التفاوض والتفاهم، فالوطنية هنا والمفاوضات ليس من أجل كسب الوقت وإنما من أجل الوصول إلى حل. فالمشاكل لن تنتهي بيوم واحد وبتوقيع واحد وإنما ستستمر.

/انتهى/