ماذا يعني انسحاب مصر من "الناتو العربي"؟

كتب الاعلامي الفلسطيني عبدالباري عطوان مقالاً في جريدة "رأي اليوم" قال فيه، ان الرئيس المصري وجه صفعتين قويتين لأمريكا، الأولى عندما قرر الانسحاب من ما يسمى حلف "الناتو العربي" والثانية عزمه شراء طائرات "سو 35" الروسية كبديل عن نظيراتها الأمريكية.

وافادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن عطوان ذكر في مقاله ، "أن رويترز قالت نقلًا عن أربعة مصادر إنّ الحُكومة المِصريّة أبلغت الإدارة الأمريكيّة بقرارها هذا، ورفَضت إرسال وفد لتمثيلها في اجتماع لدول "النّاتو العربي" الذي ينعقد يوم الأحد في الرياض".

وأضاف، "الأسباب التي أوردتها الوكالة لهذا الانسِحاب مثل عدم ثقة هذه الحُكومة باحتِمالات فوز الرئيس ترامب، صاحب هذه الخُطّة في الانتخابات الرئاسيّة المُقبلة غير مُقنعة للغاية، ونُرجّح أن مِصر لا تُريد زيادة التوتّر مع إيران، والدّخول في حربٍ طائفيّةٍ بتحريضٍ أمريكيّ سعوديّ، ولقاء القمّة الثّلاثي المُفاجِئ الذي استضافته القاهرة قبل ثلاثة أسابيع وضم العاهل الأردني عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء العراقيّ عادل عبد المهدي، إلى جانب الرئيس السبسي، يدعم هذه النظريّة، لأنّ العِراق بات البوابة الرئيسيّة غير المُباشرة إلى طِهران".

وتابع، "مصادر عربيّة أكّدت لهذه الصّحيفة، أن الملك الأردني عبد الله الثاني غير مُتحمّس" للانضِمام إلى هذا الحِل، ان التّقارب الأردنيّ التركيّ، والتّقارب الأردنيّ العراقيّ وعلى أعلى المُستويات يُوحي بأنّ العاهل الأردني بات لا يعوّل على خياراته السابقة في التّحالف مع دول الخليج (الفارسي)، والرّهان على دعمهم الماليّ المرفوق "بالتّمنُّن".

واردف قائلا، "السيسي حصل على ما يُريد من الدّعم الماليّ الخليجي، (حواليّ 50 مليار دولار)، وبات يتبنّى سياسات أكثر استقلاليّة عن "الكفيل" الخليجيّ، وكفيل كفيله الأمريكي،  لا يُريد أن يتكرّر المشهدان الجزائريّ والسودانيّ في مِصر، حيث لا تستبعد هذه الاحتماليّة مُعظم التّحليلات الاستراتيجيّة الغربية".

 

وأكد عطوان ان "انسِحاب مصر من "الناتو العربيّ" إذا تأكّد قرار استراتيجيّ جريء يُحرّرها من العُبوديّة الأمريكيّة والخليجيّة معًا، ويُعيد إليها قرارها المُستقل أو يُعزّزه، وربّما يكون تمهيدًا لمُراجعة سياساتها في استمرار التّعاون مع دولة الاحتِلال الإسرائيليّ في سيناء".

/انتهى/