دولة وحكومتان..ليبيا ساحة كباش للاعبين الإقليميين
تشهد ليبيا صراعاً داخلياً بين "حكومة الوفاق" وقوات الجنرال خليفة حفتر، والمعركة الاخيرة التي يقودها حفتر للسيطرة على طرابلس أظهرت هذا الصراع من جديد، فأي طرف من اطراف الصراع الليبي سيكون الرابح في هذا الكباش، العسكر بقيادة حفتر أم فائز السراج المتواجد في طرابلس؟
وكالة تسنيم الدولية للأنباء-حسن رستمي- تشهد ليبيا منذ 8 أعوام صراعاً بين المعارضين والميليشيات التي ظهرت في جميع أنحاء هذا البلد عقب سقوط القذافي.
كان معارضو معمر القذافي متفقون على شيء واحد وهو ازاحة القذافي وعزله عن السلطة ولكن بعد سقوطه استمر النزاع على السلطة وتقسيم الغنائم والتي تستمر الى يومنا هذا.
وعلى عكس ثوار مصر وتونس، لم يدع الثوار الليبيون خلافاتهم جانباً عقب سقوط القذافي فبسبب غياب وجود حكومة مركزية موحدة وقوية في هذا البلد، ظهرت الميليشيات في جميع أنحاء ليبيا والتي كانت تعزف كل منها على الوتر التي تراه مناسباً لها وكانت تحاول باللجوء الى القوة إلغاء منافسهاً لتصل الى القيادة.
وتسبب ضعف المؤتمر الوطني الليبي والافتقار الى جيش قوي وموحد –الامر الذي مهد الأرضية لخلق الفوضى الشاملة في هذا البلد- بأن لايبصر الشعب الليبي الهدوء والسلام عقب سقوط القذافي حتى اليوم.
ففي ظل هذه الاجواء ظهر رجل عسكري غير معروف بإسم خليفة حفتر الذي كان من المناصرين والاوفياء لمعمر القذافي، يقال أنه يحمل معه في هذا الصراع البنية السابقة للجيش الليبي.
ليبيا اليوم شرقٌ وغربٌ وتدار من قبل حكومتين وبرلمانين في طبرق وطرابلس، فمن جهة اطلق الجنرال حفتر الذي يدعم من قبل مصر والامارات والسعودية وفرنسا وروسيا وأمريكا ويسيطر على شرق ليبيا، اطلق حرباً بكل ماتعنيه الكلمة من معنى للسيطرة على طرابلس التي يوجد فيها فايز السراج رئيس وزراء ليبيا ويتولى السلطة في عاصمة هذا البلد ويحظى بإعتراف من قبل منظمات المجتمع الدولي ومنها الامم المتحدة. كما أن الجبهة المواجهة لحفتر لم تلتزم الصمت وتقوم بدعم خيارها في هذا البلد.
وفي هذه الحرب يعزز السراج موقفه مدعوماً بإيطاليا وتركيا وقطر، حكومة الوفاق الوطني التي يتولى زعامتها السراج جرى تشكيلها في طرابلس بمبادرة من الامم المتحدة وهي الان تسيطر على غرب ليبيا ومن ضمنها طرابلس.
يعتبر كلا طرفي الصراع نفسيهما منقذاً لهذا البلد ويتهم الطرف المقابل بعرقلة تشكيل الحكومة الليبية المنتخبة، وفي خضم هذه الاحداث يبدو الدور المصري والاماراتي في تطورات ليبيا اكثر وضوحاً من باقي الدول فهما يوظفان جميع امكاناتهما وقدراتهما لتنصيب رجل عسكري على مقاس السيسي في هذا البلد لأنهما تعتبران العسكر هم الانسب لإرساء الامن والضرب بقبضة من حديد عند محاربة المجموعات الاسلامية.
اللاعبون الاقليميون وغير الاقليميين الذين يتابعون بموجب مصالحهم الخاصة سياساتهم في هذا البلد النفطي، يقدمون الدعم المالي والعسكري لطرفي الصراع في هذا البلد انطلاقاً من قناعة خاصة اذ ان هذه القضية زادت من تعقيد الازمة الليبية حيث قتل حتى اللحظة 260 شخصاً وجرح العشرات في معركة طرابلس وشرد 32 الف ليبي اثر هذا الصراع ففي حال عدم تدخل المنظمات الدولية لوقف الحرب من الممكن ان يُجر هذا البلد الى حرب داخلية شاملة أخرى، فهل ستتدخل المنظمات الدولية لإنهاء هذه الحرب او يجب الانتظار ورؤية أي من اطراف الصراع سينتصر، العسكر بقيادة حفتر أم المدنيين بقيادة السراج.
/انتهى/