امين حطيط لـ"تسنيم": التحالف البحري الأمريكي لن ينجح.. اسرائيل لن تتورط بالمشاركة خشية الاصطدام بالقوة الايرانية

أكد الكاتب والخبير في الشؤون العسكرية الاستراتيجية "امين حطيط"، أن اسرائيل رغم ابدائها الاستعداد المشاركة في التحالف البحري الامريكي فإنها لن تتورط في العمل الفعلي والجدي بهذه المشاركة خشية الاصطدام بالقوة الايرانية.

وقال الكاتب والخبير في الشؤون العسكرية الاستراتيجية "امين حطيط" في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، ان مشاركة اسرائيل في التحالف البحري في الخليج (الفارس) سواء كانت مشاركة فعلية أي بإرسال القطع البحرية او كانت مشاركة رمزية القصد منها هو استراتيجي وجعل اسرائيل ظهيرا لمن يسموا دول الخليج (الفارسي) بدلا من ان تكون عدوا لهم.

 

ونوه إلى أن الدول التي تريد ان تصبح اسرائيل مكونا في منظومة المنطقة هي الدول التي تخضع في قرارها كليا للسياسة الامريكية.

 

وأشار إلى أن طرح مشروع التحالف البحري في الخليج (الفارسي) اعتقد ان ظروف نجاحه غير متحققة بشكل يسير.

واضاف، ان أمريكا عندما تجد ان مصالحها تضررت من أي مواجهة عسكرية تلقي بحلفائها في أتون النار وتنسحب من الميدان، ودول الخليج (الفارسي) يعرفون هذا ويخشون التمادي في العمل مع السياسة الامريكية والانخراط في منظومات تشكلها امريكا ثم يجدون انفسهم وحيدين في هذا الموضوع.

ورأى ان اسرائيل رغم ابدائها الاستعداد المشاركة في هذا التحالف فإنها لن تتورط في العمل الفعلي والجدي بهذه المشاركة خشية الاصطدام بالقوة الايرانية التي لن تسمح باقتراب الخطر الاسرائيلي الى حدودها.

وبيّن ان اسرائيل قد تدعي انها ستشارك بشكل رمزي في هذا الموضوع ولكنها لن تتورط بمشاركة فعالة لأنها تعلم ان ردة الفعل الايرانية ستكون بحجم لا تستطيع اسرائيل احتماله.

وفي ما يلي نص الحوار مع الكاتب والخبير في الشؤون العسكرية الاستراتيجية "امين حطيط":

تسنيم: اعلن الكيان الصهيوني أنه ينوي المشاركة في التحالف الامريكي المزعوم من أجل "دعم الامن في المنطقة"، هل يمكن ان يشارك الكيان الصهيوني في مثل هذا التحالف أم لا؟، ولماذا تم طرح مثل هذه القضية في مثل هذه الظروف؟

امين حطيط: الموضوع كله مرتبط بالاستراتيجية الامريكية التي تريد ان تحقق ثلاث اهداف رئيسية، الهدف الاول تحويل وجهة العداء الاقليمية والعربية من عداء عربي -صهيوني الى عداء عربي - ايراني، والهدف الثاني هو خلق منظومات اقليمية تكون اسرائيل مكونا رئيسيا فيها وهذه المنظومات متعددة العناوين منها المنظومات الاقتصادية والمالية كما شاهدنا في ورشة البحرين ومنها المنظومات العسكرية والامنية كما هو مشروع اقامة التحالف البحري بحجة حفظ امن الخليج (الفارسي) وهناك تحضير لمنظومة سياسية ثالثة البعض يقول انها ستكون بديلا لجامعة الدول العربية وتكون جامعة اقليمية وهذا ضمن مفهوم صفقة القرن.

القصد من كل ذلك هو تغيير طبيعة تركيب المكونات في المنطقة وخليطتها واعادة صياغتها بشكل تصبح اسرائيل مكونا رئيسيا فيها وبالتالي بالنسبة لمشاركة اسرائيل في التحالف البحري في الخليج (الفارس) سواء كانت مشاركة فعلية أي بإرسال القطع البحرية او كانت مشاركة رمزية، القصد منها هو استراتيجي وجعل اسرائيل ظهيرا لمن يسموا دول الخليج (الفارسي) بدلا من ان تكون عدوا لهم وهو القصد الرئيسي.

تسنيم: أي الدول العربية تسعى لمشاركة الكيان الصهيوني في هذا التحالف خاصة ان الكثير من الدول العربية تدعي انها لا تعترف بالكيان الصهيوني؟

امين حطيط: الدول الرئيسية التي تريد لإسرائيل ان تكون شريكا في التحالف هي دول الخليج (الفارسي) وبشكل اساسي السعودية والامارات والبحرين، لكن هناك دولتان عربيتان اخريان، مصر والاردن، هما موقعتان على اتفاقيات صلح وسلم مع اسرائيل، هاتان الدولتان لا تستطيعان رفض وجود اسرائيل في أي منظومة اقليمية طالما انها لا تملك الحجة لرفض ذلك، نحن نستطيع ان نقول ان الدول العربية هي اربع فئات اليوم، الفئة التي تريد لإسرائيل ان تزرع في المنطقة بحجج رئيسية ويأتي في طليعتها الدول الخليجية بقيادة السعودية والفئة الثانية الدول التي لا تستطيع ان تواجه اسرائيل في سعيها لتحتل موقعا رئيسيا في المنطقة كالأردن ومصر والفئة الثالثة الفئة الصامتة التي لا تستطيع ان تبدي أي موقف بهذا الموضوع قبولا ورفضا خوفا من العقاب الامريكي ويبقى هناك دول قليلة مثل سوريا والجزائر وسواها التي ترفض انتظام اسرائيل في منظومة اقليمية في المنطقة تحت أي عنوان، والدول التي تريد ان تصبح اسرائيل مكونا في منظومة المنطقة هي الدول التي تخضع في قرارها كليا للسياسة الامريكية.

تسنيم: نظرا الى المعارضة الكبيرة التي شهدناها خلال الايام الماضية حتى من قبل حلفاء امريكا في اوروبا حيث اعلنوا انهم لن يشاركوا في تحالف امريكا، هل برأيك سوف نرى تشكيلاً للتحالف الامريكي لتستطيع اسرائيل ان تصبح عضوا فيه ام ان هذا التحالف هو اساسا محل تشكيك ولا يمكن لأمريكا انشاءه؟

امين حطيط: امريكا حاولت في الآونة الاخيرة انشاء اكثر من منظومة اقليمية في الشرق الاوسط تكون خاضعة لسيادتها ونذكر بشكل اساسي بـ ما طرح عن الناتو العربي وكانت فكرته امريكية اسرائيلية ولكن عندما وصلوا الى ميدان التنفيذ وكلفوا السعودية في السير قدما فيه، نعلم جيدا ان هذا المشروع قد فشل واليوم ان طرح هذا المشروع مشروع التحالف البحري في الخليج (الفارسي) اعتقد ان ظروف نجاحه غير متحققة بشكل يسير وخاصة ان هناك تزعزع للعلاقات ما بين السعودية وكل من الامارات وقطر وان هناك خشية من بعض الدول ان تذهب بعيدا في التقيد في السياسة الامريكية في مواجهة ايران ثم تجد نفسها وحيدة في هذه المواجهة بعد ان تتخلى عنها امريكا.

امريكا صرحت فيما يتعلق بالأزمة السورية أنها لن تكون بصدد القيام بحرب ثالثة من اجل أي احد وكانت تعني يومها الارهابيين والاكراد والامر نفسه يتكرر، فأمريكا عندما تجد ان مصالحها تضررت من أي مواجهة عسكرية تلقي بحلفائها في أتون النار وتنسحب من الميدان، ودول الخليج (الفارسي) يعرفون هذا ويخشون التمادي في العمل مع السياسة الامريكية والانخراط في منظومات تشكلها امريكا ثم يجدون انفسهم وحيدين في هذا الموضوع.

اعتقد انه رغم ما يروج الان لإمكانية نجاح هذا التحالف فإن احجام الاوروبيين بمعظمهم ومعارضة معظم العرب له صراحة او ضمناً و تردد دول الخليج (الفارسي) تجعل من هذا المشروع مشروعا منخفض الاحتمال في النجاح.

تسنيم: رأينا خلال الايام الماضية احتجاجاً شديد اللهجة من قبل ايران على تشكيل مثل هذا التحالف وايران اكدت ان امن المنطقة لا يكون إلا عبر التعاون بين ايران والدول الجارة واعلنت استعدادها لتأسيس مثل هذا التحالف بين ايران والدول العربية، إذن عندما تعلن اسرائيل نيتها المشاركة في التحالف الامريكي وهذا طبعا إن تأسس، فماذا ستكون تبعات هذا الأمر؟

امين حطيط: اعتقد وجود اسرائيل بشكل فاعل في الخليج (الفارسي) يعتبر تهديدا مباشرا للأمن القومي الايراني، وايران لن تسمح بهذا الامر سواء كان الوجود الاسرائيلي وجودا منفردا او في اطار تحالف دولي لأن اسرائيل ليست معنية في امن الخليج (الفارسي) لا من قريب ولا من بعيد وان وجودها في التحالف يعتبر عملا استفزازيا يعطي ايران -صاحبة المصلحة والحق المشروع بالدفاع عن نفسها- يعطيها الحق بالمواجهة لذلك اعتقد ان اسرائيل رغم ابدائها الاستعداد للمشاركة في هذا التحالف فإنها لن تتورط في العمل الفعلي والجدي بهذه المشاركة خشية الاصطدام بالقوة الايرانية التي لن تسمح باقتراب إسرائيل من حدودها.

ان وجود اسرائيل في مياه الخليج (الفارسي) على بعد بضعة عشرات الاميال من الشواطيء الايرانية سيشكل خطرا على الامن الايراني وهذا امر لن تسمح به ايران واسرائيل تعلم هذا وتعلم ان ايران عازمة على التصدي لمصدر أي خطر يتشكل بوجهها وما حصل بالنسبة للبحرية البريطانية حتى في الاربع وعشرين ساعة الماضية من فرار بعض القطع البريطانية من امام الحرس الثوري وكذلك استهداف الطائرة المسيرة الأمريكية بعد انتهاكها حرمة الأجواء الإيرانية، هو نموذج تراه اسرائيل وتتجنبه.

اعتقد ان اسرائيل قد تدعي انها ستشارك بشكل رمزي في هذا الموضوع ولكنها لن تتورط بمشاركة فعالة لأنها تعلم ان ردة الفعل الايرانية ستكون بحجم لا تستطيع اسرائيل احتماله.

حاوره / سعيد شاوردي

/انتهى/