ما هي أسباب الاقتتال بين الامارات والسعودية في جنوب اليمن؟

قال الخبير في الشؤون الدولية سعدالله زارعي، ان الاشتباكات التي بدأت منذ يوم الأربعاء الماضي حتى يوم الأحد، تعتبر أول اشتباكات يمنية –يمنية بين معارضي أنصار الله رغم التخطيط لها من قبل الامارات.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن الخبير في الشؤون الدولية سعدالله زارعي كتب في مقال له في صحيفة "كيهان"، ان تطورات جنوب اليمن والتي تسارعت وتيرتها منذ الأربعاء الماضي حتى يوم الاحد من الاسبوع الجاري، أظهرت أن هذه الاسابيع "مهمة للغاية" لليمن ومستقبله.

ونوه زارعي إلى ان اشتباكات المعتدين مع بعضهم البعض وعملائهم المحليين هي دليل على معاناة الجانبين من مواجهة المنافس الذي قاومهم أكثر من 52 شهراً وبلغ اليوم مزيداً من القوة والمقاومة.

وأوضح أن الامارات والسعودية مختلفان مع بعضمها البعض على شكل تقسيم اليمن، قائلا، ان الامارات التي ليس لها أي تاريخ في اليمن، ترى تشكيل حكومة مرتبطة بها في الجنوب أمراً مهماً للغاية وتعتبره ضرورة لتنامي قدرتها.

 

واضاف، كما ان الاماراتيين هم أقل من السعوديين قلقاً من بقاء حكومة الزيديين في الشمال لأنهم في النهاية لا يرون فيهم مشكلة على جغرافيتهم، وبالإضافة الى ذلك يعتبرون وجود حكومة زيدية في صنعاء سبباً لاحتواء قوة السعودية في المنطقة ويقيمونه بالأمر المفيد لهم.

ورأى زارعي أن النظام السعودي ولأسباب شخصية تماماً يدعم وحدة اليمن، بالطبع "يمن موحد ولكن ضعيف" هو أفضل للسعودية من تقسيم اليمن او تشكيل قوة مهمة في جغرافية اليمن.

وبيّن أن الرياض تعتبر أي تقسيم في المنطقة أمراً مسرعاً لتقسيم السعودية أيضاً، قائلاً، تشكلت السعودية من خلال ضم خمس مناطق لـ"نجد" عام 1931 وبذلك يمضي 88 عاماً فقط على وجود هذا البلد بهذا الاسم.

ولفت إلى ان التركيبة القومية القبلية لليمن شبيهة الى حد كبير بالتركيب القبلي في السعودية، فإن امتداد الكثير من القبائل اليمنية يصل الى السعودية بشكل طبيعي.

وأشار إلى ان تقسيم اليمن سيعرض السعودية الى مشكلة معقدة ومن جهة أخرى ان رضوخ السعودية لوجهة نظر الامارات بشأن التقسيم فهو يعني الاعتراف بإدارة شمال اليمن من قبل الزيديين وزعامتهم السياسية، انصار الله، وهذه القضية سيترتب عليها خسارة كبيرة للسعودية.

ونوه إلى ان الاشتباكات الاخيرة في جنوب اليمن اظهرت ان السعودية لا تحظى بمكانة قوية بين الجنوبيين رغم انفاقها الكبير، قائلا، عندما تستسلم حكومة عدن خلال اربعة أيام اثر اشتباك محدود فإن هذا الامر يدل على ان السعودية لم تتمكن من الحفاظ على الحكومة التابعة لها حتى في مواجهة فرقة عسكرية واحدة.

/انتهى/