طلال عتريسي لـ "تسنيم": المشروع الامريكي فشل في تسمية شخص آخر بدلاً عن "حسان دياب"

أكد الأستاذ في الجامعة اللبنانية د. طلال عتريسي فشل المشروع الامريكي في تسمية شخص آخر بدلاً عن "حسان دياب" ليتولى رئاسة الحكومة اللبنانية القادمة.

وأشار المحلل السياسي اللبناني والأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور "طلال عتريسي" في حوار خاص مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء الى ان هناك من يريد ممارسة الضغوط على لبنان مثل امريكا تحديدا التي فرضت عقوبات على المصارف اللبنانية و اقفلت بعض المصارف هي تعتقد ان ازمة حكومية في لبنان يمكن ان تعجل في الانهيار و تحمل حزب الله المسؤولية.

ونوه الى ان بعض الاعلام العربي وبعض الدول العربية والاعلام الغربي ايضا يحاول ان يقول بأن هذه حكومة حزب الله، قائلا، ان هذا كذب وغير صحيح لان السيد حسان دياب لا علاقة له بحزب الله ولم يطرحه اصلا حزب الله وانما طرحته اوساط اخرى.

وأوضح أن هناك احتمال قوي ان تتشكل الحكومة من دون هذه القوى السياسية لان الوضع في لبنان لا يحتمل تأخير في تشكيل الحكومة بسبب الوضع المالي و الاقتصادي الصعب.

وفي مايلي نصل الحوار الكامل مع الدكتور طلال عتريسي:

س) لماذا يحاول البعض احداث حالة من الخوف في المجتمع اللبناني بأن انتخاب اي شخص مقرب من حزب الله و حلفائه سوف يكون عائقا امام دعم لبنان دوليا وسيؤدي الى انهيار اقتصاده ؟

ج) ما جرى في لبنان من تعثر و ازمة في تشكيل الحكومة لا يزال مستمرا الى اليوم وهذا يعود الى اسباب عدة أولا حجم الاعتراض الشعبي على السياسات الاقتصادية الاجتماعية السابقة التي ادت الى وضع صعب على المستوى المعيشي والبطالة وغير ذلك وهذا جعل الناس تخرج الى الشوارع وتطالب بتغيير طبقة سياسية سابقة كلها وفي مقدمتها الرئيس الحريري الذي كان رئيس حكومة خلال سنوات سابقة. النقطة الثانية هناك من يريد ممارسة الضغوط على لبنان مثل امريكا تحديدا التي فرضت عقوبات على المصارف اللبنانية و اقفلت بعض المصارف هي تعتقد ازمة حكومية في لبنان يمكن ان تعجل في الانهيار و تحمل حزب الله المسؤولية ولهذا السبب كان هناك من لا يريد ان تتشكل حكومة في لبنان اصلاً. النقطة الثالثة أن الرئيس الحريري المرشح لهذه الحكومة لم يكن لديه القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب تعرض لضغوط سعودية وامريكية لكي ينسحب في اللحظات الاخيرة وعلى الرغم من ان حزب الله وحلفاءه في هذا المحور كانوا موافقين على عودته الى رئاسة الحكومة اذا هذا يجعل الازمة معقدة الى ان تم التوافق على شخصية السيد حسان دياب من بعد ما انسحب الرئيس الحريري من الترشح لرئاسة الحكومة.

بعض الاعلام العربي والبعض الدول العربية والاعلام الغربي ايضا يحاول ان يقول بأن هذه حكومة حزب الله وهذا كذب وغير صحيح لان السيد حسان دياب لا علاقة له بحزب الله ولم يطرحه اصلا حزب الله وانما طرحته اوساط اخرى، المقصود أن يبقى لبنان تحت الضغوط الاقتصادية ويبقى تحت التهويل والمخاوف خصوصا ان هناك ازمة مالية مصرفية في لبنان. هذا هو الهدف وهو ان لا يكون لبنان مستقرا لان امريكا وبعض دول الخليج (الفارسي) تعرف ان حزب الله حريص على الاستقرار وان المقاومة حريصة على هذا الاستقرار لان التهديد الخارجي هو الخطر الحقيقي وهذا يحتاج الى استقرار داخلي اذا هم يحاولون ان يخربوا هذا الاستقرار الداخلي اقتصاديا وسياسيا في حين انه بالمقابل الطرف الاخر يعمل من اجل هذا الاستقرار من اجل ان تشارك كل القوى السياسية في الحكومة بما فيها المستقبل وغيره من تيارات واحزاب هذا ربما يوضح طبيعة الازمة الحالية.

اليوم ما هو المطروح ماهي الاحتمالات هناك احتمال ان لا تشارك هذه الاطراف السياسية في الحكومة يعني لا يشارك تيار المستقبل ان لا تشارك القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي هذا احتمال قوي في المقابل الاحتمال القوي ايضا ان تتشكل الحكومة من دون هذه القوى السياسية لان الوضع في لبنان لا يحتمل تأخير في تشكيل الحكومة بسبب الوضع المالي و الاقتصادي الصعب اذا نحن امام هذا المشهد السياسي المتعلق بالوضع الحكومي في لبنان .

س) لماذا يمتنع تيار 14 مارس عن دعم حسان دياب لكي يشكل حكومة جديدة حيث لم تصوت لصالحه الكتلة والشخصيات السياسية السنية الرئيسية في المشاورات البرلمانية التي جرت في الخميس الماضي رغم اعلانه انه مستقل وغير تابع لاي تيار ؟

ج) لان امريكا وقوى 14 اذار كانت تريد شخص اخر ( مندوب لبنان السابق في الامم المتحدة السيد نواب سلام ) هذه هي الشخصية التي كان مطلوب التصويت لها امريكا تريد هذه الشخصية وحلفائها في لبنان يريدون هذه الشخصية في حين ان القوى الاخرى المقاومة وحلفاؤها لا يثقون بهذه الشخصية التي تطرحها القوى الامريكية وحلفاؤها لهذا السبب اختلطت الامور وسقط اسم السيد نواب سلام والحريري ايضا فشل في ادارة هذه المناورات السياسية ايضا .

س) ديفيد هيل اتى الى لبنان مؤخرا والتقى بالحريري ونبيه بري و ايضا رئيس الجمهورية فكان يطالب لبنان بأن يشكل حكومة مستقلة ماهي هذه الحكومة المستقلة التي يقصدها هل هي حكومة لا تدافع عن لبنان ام تسكت امام الاعتداءات الاسرائيلية ماهي الحكومة المستقلة باعتقادك حسب الرؤية الامريكية ؟

ج) السيد هيل تحدث عن حكومة مستقلة تحديدا وزراء مستقلين بمعنى خارج القوى السياسية الحزبية هذه هي الفكرة المطروحة ايضا في لبنان باعتبار ان تجربة السياسيين السابقة في الحكومة لم تكن ناجحة وهذا مطلب حركة الاحتجاج الشعبي ايضا لكن هذا لا يمكن ان يكون مقبولا ان تكون هناك حكومة تقبل بالاعتداء الاسرائيلي او ما شابه ذلك لكن في الوقت نفسه لم يكن هناك اعتراض من الجانب الامريكي ديفيد هيل على تسمية السيد حسان دياب بالعكس كان هناك كلام هادىء اتجاه هذه التسمية لماذا ؟ لان المشروع الامريكي بتسمية شخص اخر فشل لان الرغبة الامريكية في احداث فوضى في لبنان فشلت لان الرغبة الامريكية في توريط حزب الله في اشتباكات داخلية فشلت طوال شهرين من المحاولات لهذا السبب هم يتحدثون عن القبول بهذه الحكومة ولكن بالمقابل هم يريدون تحصيل شيء ما او حكومة مستقلين اذا امريكا خسرت من جهة لكن من جهة اخرى تقول نحن نرجو ان تكون هناك حكومة مستقلين لكي يقال ان تغير شيء او تحقق شيء في لبنان.

س) هل تعتقد ان السيد حسان سينجح في تشكيل الحكومة خاصة بأنه يعرف ان تيار 14 مارس يصر على ان يكون الوزراء من الاختصاصيين وحزب الله وحلفائه يؤكدون على ان اي حكومة تشكل ينبغي ان تكون من عناصر اختصاصيين وسياسيين او تكنوسياسيين ؟

ج) اعتقد ان الامور لها حظ كبير من النجاح، الشخصيات الاخرى التي طرحت اصلا لم تصل الى موقع التكليف و احرقت الاسماء قبل ان تكلف بشكل رسمي والسيد حسان اليوم مكلف بشكل رسمي تمت تسميته من قبل النواب بالشكل الديمقراطي المتعارف عليه، قطع شوطا كبيرا في التفاهم مع القوى السياسية اعتقد بأنه يجب ان يكون هناك قبول مع السيد حسان دياب بأن تكون الغالبية في هذه الحكومة من الاختصاصيين لكن هؤلاء الاختصاصيين تسميهم القوى السياسية بحيث تكون تثق بهم وبتوجهاتهم السياسية هذا هو الحل المعقول والمقبول كحد وسطي يمكن ان ينجح السيد حسان دياب معه في تأليف الحكومة هناك حظوظ كبيرة في تشكيل الحكومة.

/انتهى/