10 أسباب تؤكد أهمية المناورات المشتركة بين ايران وروسيا والصين


بدأت المناورات البحرية المشتركة بين إيران وروسيا والصين في شمال المحيط الهندي يوم الجمعة. حيث سنقوم في هذا التقرير بتسليط الضوء على بعض النقاط التي تجعل من هذه المناورات ذات أهمية كبيرة.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء ان المناورات البحرية المشتركة بين إيران وروسيا والصين انطلقت يوم الجمعة الماضي في شمال المحيط الهندي بعد وصول السفن الروسية والصينية، مرفأ شهيد بهشتي في ميناء جابهار (شمال المحيط الهندي وبحر عمان).

وفي هذا الصدد قال مساعد شؤون العمليات في القوات البحرية للجيش الإيراني والمتحدث باسم المناورات الأدميرال غلام رضا طحاني  قبل انطلاق المناورات في جمع من الصحفيين ان هذه هي المرة الاولى التي تقوم فيها الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد انتصار الثورة الاسلامية بإقامة مناورات مشتركة مع القوتين البحريتين الكبيرتين في العالم (روسيا والصين) وفي هذا المستوى، ومن المؤكد ان الدول المتقاربة أكثر مع بعضها اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وامنياً تعمل معاً لتوفير الامن الجماعي.

لماذا تعتبر مناورات الحزام الأمني البحري لإيران وروسيا والصين ذات أهمية؟

كما ذكر المتحدث باسم المناورات، هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها قوات البحرية الإيرانية، بما في ذلك القوات بحرية الجيش وحرس الثورة، بمناورات على هذا المستوى إلى جانب دولتين قويتين في المجالات السياسية والاقتصادية والبحرية وأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. حيث يسلط التقرير التالي الضوء على النقاط التي تجعل من هذه المناورات ذات أهمية كبيرة.

السبب الأول الذي يؤكد على أهمية هذه المناورات هو أنه ومنذ بضعة أشهر، زعم الأمريكيون، مع بعض الدول الغربية، أنهم في صدد تشكيل ائتلاف في الخليج الفارسي لحماية سفنهم في المنطقة، وبصرف النظر عن مدى فعالية هذا التحالف وهل هو ناجح ام لا, فإننا نشهد حالياً تعاونًا عسكريًا مشتركًا بين الدول الثلاث، إيران وروسيا والصين. والتي من الممكن ان تكون ذات أهمية حيث يمكن تطوير هذه التجربة في مجالات مختلفة في المستقبل، فتعتبر مشاركة الدول قريباً في المناورات الكبرى "آيونز" مثالاً على هذا الموضوع. كما ستجري الدول الأعضاء "آيونز" أي دول جوار المحيط الهندي مناورات دولية مهمة والتي تتعهد ايران برئاسة اجتماعاتها حالياً، وعلاوة على تجربة اليوم ستكون تجربة كبيرة وناجحة وفريدة من نوعها بالنسبة لإيران.

اما الدليل الثاني على أهمية المناورات المركبة بين إيران وروسيا والصين هو أنه عندما تقبل دول قوية في المجال البحري باجراء مناورات مشتركة مع دولة أخرى مثل إيران، فهذا بمثابة اعتراف بأن إيران بلد قوي في مجال الجيش والبحرية وبمثابة إقرار هذه الدول بوجوب العمل مع إيران بهدف تأمين مصالحها الخاصة.

والدليل الثالث على أهمية المناورات شمال المحيط الهندي وبحر عمان يكمن في اجراء هذه المناورات في مجال الإغاثة والإنقاذ وإرساء الأمن الإقليمي، ولهذا السبب سميت هذه المناورات بالحزام الأمني البحري.

 لطالما صرحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرارًا وتكرارًا في السنوات الأخيرة بأنها تعلق أهمية كبيرة على أمن المحيط الهندي وبحر عُمان ومضيق هرمز والخليج الفارسي والتي تعتبر من أهم الممرات المائية الدولية وأن النهج الإيراني في السنوات الأخيرة ينص على ضرورة عمل دول المنطقة معاً للحفاظ على أمن المنطقة، وان وجود دول مثل الولايات المتحدة هو مصدر لزعزعة الأمن الإقليمي وليس ارساءه.

والدليل الرابع لأهمية هذه المناورات هو أن إيران وروسيا والصين توصلت إلى لغة وفهم مشتركين في مجال العمليات والأمن، وان هذه المناورات هي مثال واضح على هذا الفهم المشترك.

والدليل الخامس هو أهمية هذه المناورات بالنسبة لروسيا والصين، الذي يتضح من الطريقة التي تم بها ارسال المعدات والوحدات للمشاركة في المناورات. فعلى سبيل المثال، قامت روسيا بإرسال مدمرة تتمتع بقدرات مختلفة، بما في ذلك التصدي للأهداف تحت سطح الماء، وحمل المروحيات، ومختلف أنواع منظومات الصواريخ أرض -أرض وأرض -جو إلى جانب ناقلة للتزود بالوقود وزورق قطر.

من ناحية أخرى، قامت الصين بإرسال أحد أحدث مدمراتها وأكثرها تطوراً الى المنطقة للمشاركة في المناورات، انضمت هذه المدمرة إلى بحرية شمال الصين في عام 2017 وتحتوي على مجموعة متنوعة من أنظمة الرادار والأنظمة الإلكترونية مثل "عين التنين" بالإضافة الى أنواع قاذفات الصواريخ العمودية المضادة للأهداف الأرضية والجوية والغواصات، وقدرتها على حمل مروحية.

الدليل السادس على أهمية هذه المناورات هو أن الأمريكيين حاولوا قبل عدة أشهر من موعد المناورات الحلول من عدم مشاركة القوات البحرية الصينية والروسية فيها عن طريق السياسية والتهديد، واليوم تبين أن هذه الدول لا تأبه بهذه التهديدات فقد أرسلت أحدث معداتها للمشاركة في المناورات.

والدليل السابع على أهمية هذه المناورات على المستوى الدولي، هو ان وسائل الإعلام الأجنبية قامت بتغطية المناورات بشكل كامل في الأيام القليلة الماضية, واصفتاً اياها بأنها غير مسبوقة، لافتتاً الى ان هذه المناورات يمكن أن تحمل رسالة سياسية للأميركيين والتحالف الغربي في الخليج الفارسي.

وتعقيباً على المناورات البحرية المشتركة بين إيران وروسيا والصين قال المتحدث باسم البنتاغون شون روبرتسون يوم الخميس: " إننا على دراية بالمناورات البحرية الإيرانية الروسية الصينية المشتركة في بحر العرب. ونحن نراقب هذه المناورات ونضمن لحلفائنا حرية الملاحة واستمرار حركة التجارة الحرة في المياه الدولية ".

اما الدليل الثامن لأهمية هذه المناورات المركبة هو أن إيران كانت قد تصدت منذ ما يقرب ال 11 عاماً للقراصنة الذين منعوا السفن الإيرانية وغيرها من الإبحار بحرية في خليج عدن ومضيق باب المندب وذلك من خلال ارسال القطع البحرية الى تلك المناطق، لمرافقة تلك السفن التجارية حيث يمكن للمناورات ان تكون تجربة جديدة لارساء الأمن في المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أنه على عكس إيران والصين، تصدت معظم الدول للقراصنة في السنوات الأخيرة على شكل تحالفات متعددة الأطراف حيث يمكن أن تشكل هذه المناورات بداية لمناورات أكبر مع دول المنطقة لضمان أمن واستقرار المنطقة.

والدليل التاسع لأهمية هذه المناورات هي أن إيران قد أبدت استعدادها من حيث القدرة القتالية والبحرية إلى الحد الذي تستطيع فيه الدخول إلى مرحلة العمليات وتنفيذها وفقاً لبرامج محددة باستخدام سفن كبيرة ومتقدمة مثل روسيا والصين. والمثال على هذه القدرة الدفاعية هو مشاركة المدمرة سهند في المناورات الحالية، المدمرة التي صممت وبنيت في ايران بخبرات محلية محضة، بينما تخضع إيران لأقسى العقوبات الأمريكية القاسية وتواجه صعوبة في توريد قطع الغيار. ومن ناحية أخرى، وبسبب هذه العقوبات، يتعين على العاملين الايرانيين الحفاظ وصيانة السفن الحالية بأنفسهم، حيث تضم المناورات احدى هذه السفن ويُطلق عليها البرز، والتي تقود مراحل المناورات بريادة الأخصائيين المحليين بالإضافة الى تجهيزها بأحدث الأنظمة المتطورة.

والدليل العاشر لأهمية هذه المناورات هو أنه من خلال القيام بمثل هذه المناورات، يعني فشل المشروعان التي تقودهما الولايات المتحدة ضد إيران، وهما عزل ايران وخلق المخاوف منها مما سيزيد من نهبها لثروات المنطقة عن طريق بيع الأسلحة.

/انتهى/