محلل أمريكي لـ"تسنيم": ترامب يسير في طريقه الخاص وليس في طريق بلاده

قال المحلل السياسي الأمريكي مايلز هينيغ أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب يتحرك في الاتجاه الذي يريده، وليس في طريق بلده.

وفي تصريح لوكالة تسنيم الدولية للأنباء قال المحلل السياسي الأمريكي مايلز هينيغ والذي رشحه حزب الخضر عام 2016 ليكون ممثله في الكونغرس الأمريكي: " شهدنا سيركًا سياسيًا ثلاثي الدوائر على مدى السنوات الثلاث الماضية يخلق مشكلة جديدة كل دقيقة ونحن نعيش الان في حالة معقدة للغاية في الوضع الراهن لأمريكا. فلقد أصبح الرئيس الأمريكي، الذي كان يحظى باحترام العالم بأسره، طرفة ومزاحًا لقادة العالم الآخرين ولأغلبية سكان العالم. إنه خارج نطاقه تمامًا ولكنه لا يزال خطيرًا بما يكفي، انه يسير في طريقه الخاص وليس في طريق بلاده، ولا يزال يخضع لسيطرة قوى أقوى منه.

وأضاف قائلاً: بفضل ترامب، ينصب الكثير من التركيز على استمرار العنصرية والانقسام الطبقي والاستغلال الطبقي هذه الامور التي عانت منها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة. وهناك الكثير من الأشخاص الذين يتعرضون للمضايقات بشكل كبير من قبل الأشخاص الذين يشبهون ترامب في العالم، مؤكداً ان المهم في استجواب ترامب هو كيف سيحكم التاريخ على ذلك لأنه لا يوجد حاليا أي تحليل موضوعي أو هادف. وقد نال نيكسون اهتمام وسائل الإعلام بسبب تقدمه في السياسة الخارجية، وأصبح يقارن مع العديد من الديمقراطيين الذين ينافسون اليوم. وأحب الجميع ريجان، وخاصة العملاء والوكلاء الديمقراطيين وممولي المستقبل الذين ذرفوا دموع التماسيح أمام الكاميرات عندما توفي. لكن كيف سيقيّم المؤرخون وغيرهم ترامب ويحكمون عليه خلال العقود القادمة؟

وحول اتهام الجمهوريون لاترامب باستغلال منصبه بالضغط على رئيس أوكرانيا لمساعدته في الانتخابات المقبلة في 2020 وعرقلة نشاط الكونغرس قال المحلل السياسي الأمريكي: ربما تكون هذه هي المرة الأولى في التاريخ المعاصر التي تتوجه فيها تهمة عدم الشرعية عند حدوث مشكلة سياسية أو استراتيجية سياسية ما. لا يوجد أي شيء غير قانوني بشأن الاستجواب لأن الاستجواب هو محاولة لإقالة الرئيس من خلال الوسائل السياسية، وليس القانونية. إن ما فعله ترامب بشأن رئيس أوكرانيا يتجاوز الابتزاز المعتاد والتهديدات التي يقوم بها جميع الرؤساء لنظرائهم الآخرين الأضعف. ولكن هذه المرة دخل ترامب في السياسة الانتخابية على وجه التحديد، الامر الذي يشبه خط السكك الحديدية الثالث. يُمنع ببساطة تلقي المساعدات الانتخابية، ويبدو أن مطالبة رئيس آخر بدعمه في الانتخابات أسوأ. وكانت زيارة نتنياهو خلال الحملة الانتخابية لمعارضة الاتفاق النووي مع إيران بمثابة إساءة استخدام للسلطة من جانب الجمهوريين الذين دعوه للتحدث حول هذه القضية. كما أن تقويض ترامب لأنشطة الكونغرس واضح جداً. لكن الاستجواب هو عملية سياسية، ولم يكن انتظار الاستجواب خيارًا سياسيًا بالنسبة لهم.

وحول ادعاء مدير حملة ترامب الانتخابية أنه تم جمع 46 مليون دولار في ظل الاستجواب في الأشهر الثلاثة الماضية من قبل عدد من المانحين للحملة وكما قالت تولسي جابرد مؤخرًا إن عملية المساءلة ضد ترامب ستزيد من فرص فوز الجمهوريين في انتخابات 2020 قال: يمكن أن يكون الاستواب سيف ذو حدين. يرى الناس كيف ان كلينتون لم ينج من المساءلة فحسب، بل كيف ازدهر حزبه نتيجة المساءلة أيضاً. ومع ذلك، فقد انتهى استجواب نيكسون ضد حزبه، وتمت اقالته وخلفه جيمي كارتر، وتحدث الناس عن المدة التي سيستغرقها الجمهوريون لاستعادة السلطة. في الواقع ، استغرق الأمر 4 سنوات.

وتابع قائلاً: لا ينبغي أن يكون مفاجأة أن حملة ترامب قد جمعت الكثير من المال بسبب المساءلة. لان الاستجواب هو قضية مهمة لكلا الطرفين عند جمع أموال الانتخابات. ولا أحد يستطيع أن يقول كيف سيكون تأثيره لأنه حدث نادر. تماما مثل مليارات الدولارات التي تنفق على الانتخابات الرئاسية ولكن هناك جانب واحد خاسر في النهاية. السيناريو الأكثر ترجيحًا لفوز ترامب يعتمد على من يختار الديمقراطيون كمرشح نهائي للتنافس ضد ترامب. والسيناريو المحتمل الاخر هو بايدن ويكاد يكون هزيمة مضمونة أو من المرجح أن يفوز ساندرز ولن يتمتع المرشحون الآخرون بقدرة كافية على مواجهة الاستراتيجيات الانتخابية للجمهوريين ومقاومتها.

/انتهى/