امين حطيط لـ"تسنيم": الضربة الصاروخية الإيرانية أحدثت متغيراً استراتيجياً كبيراً.. أمريكا تتكتم عن الخسائر حتى تعفي نفسها من الرد

أكد الكاتب والخبير في الشؤون العسكرية الاستراتيجية "امين حطيط"، أن الضربة الصاروخية الإيرانية أحدثت متغيراً استراتيجياً كبيراً.

وحول تحليله للضربة الصاروخية التي استهدفت قاعدة عين الأسد، قال الكاتب والخبير في الشؤون العسكرية الاستراتيجية "امين حطيط" في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، "نحن ننظر الى هذه الضربة على أنها عملاً عسكرياً في مواجهة أمريكا يعتبر فريد من نوعه بعد الحرب العالمية الثانية. أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية تتعامل دائما بمنطق هجومي وعدواني مطمئنة بأن لا يوجد احد لا يملك القدرة على مواجهتها او الرد عليها. فكانت هيبتها وقدرتها الردعية حاسمة في منع الأخر عن الهجوم ومنعه عن ممارسة حق الدفاع عن النفس. وهي مطمئنة بأن لا رد عليها.

واضاف، لكن الضربة التي نفذتها ايران كسرت هذا المشهد الذي كانت تستفيد منه أمريكا ويمكن تناول هذه الضربة من زاويتين ومن الزاوية الميدانية. من الزاوية المعنوية كسرت هذه الضربة الصورة النمطية الامريكية الردعية التي كانت قائمة على الهيبة والردع. وفي هذه النقطة نحن نعلم دائما ان امريكا لا تحمي جنودها المنتشرين بنارها بمقدار ما تحميهم بهيبتها واليوم هذه الضربة اذهبت هذه الهيبة وهذا يعتبر تحولا استراتيجيا بالمسار العسكري الامريكي.

وتابع، اما من الزاوية المادية الميدانية فإن هذه الضربة الحقت بقاعدة عسكرية محصنة خسائر كبرى اجبرت أمريكا على الكذب والتكتم على الخسائر في بداية الحال ثم بدأت أمريكا تكشف شيئا فشيئا حجم هذه الخسائر. بدأ ترامب يقول أن الامور على ما يرام ثم قال ان الخسائر مادية بسيطة ثم اعلن الجيش الامريكي ان هناك 11 اصابة واعتقد ان الاصابات اكثر من هذا الحجم بكثير ولكن امريكا تتكتم عليها حتى تعفي نفسها من الرد لأنها تخشى من الرد وبالتالي هذه الضربة اصابت امريكا معنويا وماديا بخسائر فادحة ولا يمكن لدولة عظمى كأمريكا ان تبتلعها بسهولة ولكن القوة الايرانية وقوة الارادة الإيرانية وشجاعة القرار الايراني واستعداد ايران للمواجهة كل ذلك اجبر امريكا على السكوت وابتلاع الضربة.

وعن مصير الكيان الصهيوني وبعض الانظمة العربية التي تدفع المال للولايات المتحدة لتوفر لها الامن بعد هذه الضربة قال حطيط ان هذه الضربة كشفت حقائق كثيرة وفضحت أوهام كثيرة وعرت الادعاءات والعنجهيات الامريكية واسقطت الآمال الاسرائيلية لان القول باللجوء الى السلاح النووي من اجل تحصيل الهيبة والردع مجددا هذا أمر في ظل عالم متشابك وفيه 7 الى 8 مكونات تمتلك السلاح النووي يعني نهاية العالم لأنه لا يمكن لمكون واحد ان يستعمل السلاح النووي والاخرون يتفرجون فاذا استعمل السلاح النووي سيكون استعماله شاملا وسيكون تدميره شاملاً  ويكون نهاية العالم وهذا ما لا يقصده ولا يبتغيه احد من جميع الذين يملكون السلاح النووي.

واضاف، لذلك نحن اليوم لن نتعامل بجدية مع امكانية استخدام هذا السلاح. يبقى السلاح التقليدي اليوم هذه الضربة فتحت بابا جديدا في مشهد الصراع بين شعوب منطقة غرب آسيا وبين الغرب بقيادة أمريكا. اصبح لزاما على المعتدي ان المعتدى عليه يملك من الأظافر والانياب ما يمنعه من تحقيق اهدافه واصبح لازماً على مكونات المنطقة التي تتكتل على أمريكا بما فيها اسرائيل ان تفكر مليا أنها هي لم تعد بحجم تقدم فيه خدمات ميدانية او عسكرية للغرب، ثانيا لم تعد في موقع تستطيع ان تطمئن الى ان الغرب سيقدم الخدمات العسكرية لها طالما ان وجوده في المنطقة بات تحت علامة استفهام كبرى.

وأردف قائلا، نحن نعتبر ان هذه الضربة احدثت متغيرا استراتيجيا كبيرا وكل واحد من المعنين عاد الى نفسه ليجري تقدير موقف ويرسم مساره في المستقبل.

/انتهى/