محلل فلسطيني : صفقة القرن تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية

حذر أستاذ العلوم السياسية و الدراسات الفلسطينية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس عبد الستار قاسم من ان صفقة القرن تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية والسيطرة الصهيونية على القدس القديمة.

واكد عبد الستار قاسم في تصريح لوكالة تسنيم الدولية للانباء ان صفقة القرن تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية وفق مخطط  ترامب وستعزز المقولات الصهيونية بالنسبة للقدس القديمة والسيطرة عليها تماما. 

واضاف : ستوافق امريكا على فرض السيادة الاسرائيلية على الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية والسيادة ايضا على جزء كبير من منطقة " ج "  وذلك تمهيدا لسيطرة اسرائيل المطلقة على كل مناطق " ج " في الضفة الغربية والتي 58 بالمئة من المساحة أي سيبقى للفلسطينيين تجمعات سكانية متقطعة ومنعزلة عن بعضها البعض بمساحة 42 في المئة وهي المناطق المصنفة اوسلو 2 مناطق ألف وباء تابعة ادارياً للسلطة الفلسطينية  متوقعا  انه بعد صفقة القرن ستبدء مرحلة جديدة  في تهجير الفلسطينيين .

واكد المحلل الفلسطيني أن الفلسطينيين سيحرمون من حقوقهم الوطنين الثابتة وستلبى كل مطالب الاحتلال الاسرائيلي  على الاقل في المرحلة الحالية أي مشددا على ان اسرائيل تريد الارض بدون سكان.

واستطرد قائلا :  فماذا ستصنع أمريكا والكيان الصهيوني وبعض العرب وربما معهم السلطة الفلسطينية؟ هم سيعملون على خنق الشعب الفلسطيني أمنيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا من أجل ان يرحل الناس. اين سيرحلون؟ سيرحلون الى بعض الدول العربية وخاصة الاردن وبعض الدول الاجنبية التي تفتح ابوابها لهجرة الشباب الفلسطيني ومثل السويد والنرويج وكندا واستراليا الدول التي تحتاج الى مزيد من السكان فنحن نواجه خطرا كبيرا جدا على المستوى الفلسطيني.

واضاف: هناك تآمر واضح وهناك سلطة فلسطينية لا تريد للشعب الفلسطيني ان يقف على اقدامه ولم تقدم أي خطة او استراتيجية او برنامج للشعب الفلسطيني لكي يتبعه لمواجهة التحديات الاسرائيلية والامريكية ، الشعب الفلسطيني متروك بلا قيادة   مبينا  ان قيادة  محمود عباس هي قيادة فاشلة بامتياز لا تملك أي رؤية او خطة حتى ادنى درجة من الذكاء للتعامل مع المتغيرات على الساحة في المنطقة العربية والاسلامية.

وفي معرض رده على سؤال عما اذا كان الصمت العربي والاسلامي عندما نقل ترامب السفارة الامريكية الى القدس جعله يتجرأ الى هذه الدرجة مما بات اليوم يطرح صفقة القرن، اكد  ان "  الموقف العربي عادةً يتبع الموقف الفلسطيني اذا كان الموقف الفلسطيني متحداً ويواجه التحديات بصلابة وهناك مقاومة ستجد ان الموقف العربي  سيضطر   الى مجاراة الفلسطينيين ، لأن الشعوب العربية تتفاعل مع الفلسطينيين وبالتالي تضع عبئاً ثقيلاً على انظمة العرب لتضطرها لاتخاذ موقف لصالح الفلسطينيين". 

واضاف" لكن المشكلة الآن ان الفلسطيني يسارع الى التطبيع اكثر واسرع مما تسارع إليه البلدان العربية، المسؤولية الأكبر تقع على القيادة الفلسطينية التي جرت الشعب الفلسطيني الى مثل هذا التخاذل وإلى غياب المقاومة الفلسطينية والى التجرؤ على الرؤى والمفاهيم الوطنية الفلسطينية. كيف نلوم العرب في حين ان الفلسطينيين يقودونهم نحو الهاوية ؟ المطلوب تغيير موقف فلسطين. داعيا  الشعب الفلسطيني الى مواجهة الاحتلال و الادارة الامريكية  لكي تستقيم الامور في الساحة العربية.

واستطرد قائلا : الساحة العربية مهترئة وخاصة المواقف الخليجية منها وحتى انهم وفقهاء الناس والمسلمين في المملكة السعودية والخليج  (الفارسي) يجيرون الدين الاسلامي لصالح اليهود. رأيتم كيف زار رئيس رابطة العلماء المسلمين الهولوكوست في بولندا. هناك تجيير واستخدام للدين الاسلامي لتبرير الاعتداءات الصهيونية على البلدان العربية وبالأخص الشعب الفلسطيني .

وحول موقف الشعب الفلسطيني تجاه صفقة القرن، قال " الموقف الوحيد لدى الشعب هو في قطاع غزة لدى المقاومة الفلسطينية، الضفة الغربية لا موقف لها . السلطة الفلسطينية واسرائيل وامريكا قتلوا الناس معنويا ونفسيا واشغلوهم بالهموم المعيشية اليومية وقضوا على الثقافة الوطنية الفلسطينية لكي تصبح ثقافة استهلاكية.

وختم قائلا : " البيئة في الضفة الغربية ليست بيئة مناسبة على الاطلاق لهبة جماهيرية عند الشعب الفلسطيني، الامور لن تبقى هكذا بل ستتغير خاصة وان موازين القوى في المنطقة قد تغيرت ،لدينا حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله وايران اصحاب قوى وبأس شديد واثبتوا قدراتهم في المعارك فلم تعد معادلة القوة في المنطقة كما تشتهي اسرائيل وأمريكا ، تغيرت المعادلة وتبدلت وان شاء الله أملنا كبير بأن كل المقاومين في المنطقة العربية والاسلامية سيحزمون امرهن وسيخلصون الشعب الفلسطيني مما هو فيه من كرب واحزان".

/انتهى/