اللواء بختيار لـ"تسنيم": أينما كنا نطلب المساعدة كان سليماني يأتي لمؤازرتنا
قال مساعد قائد الوحدات 70 في قوات البيشمركة في إقليم كردستان العراق اللواء بختيار فايق خدارحم، ان الحاج قاسم سليماني كان يتمتع بخصائص فريدة وقام بحمايتنا من داعش في كل زمان ومكان، خاصةً في وقت كنا فيه تحت الضغط، وكان يساندنا على الصعيد المعنوي والتسليحي، حتى أنه أتى شخصيًا إلى مراكزنا والتقى بقواتنا.
وكالة تسنيم الدولية للأنباء - عندما وصلت آلة حرب داعش إلى بوابات أربيل عام 2014 ، كانت الجمهورية الإسلامية الايرانية أول دولة تساند وتقف الى جانب الأكراد في إقليم كردستان.
ووفقًا لما يقوله الزعماء الأكراد أنفسهم، فبعد ساعات فقط من طلب المساعدة من إيران، وصل اللواء قاسم سليماني برفقة عدد من قواته إلى مطار أربيل لمواجهة داعش.
ان قصة المساعدات الإيرانية ودور الشهيد الحاج قاسم سليماني في هذه المساعدات هو موضوع ناقشناه (من خلال تقارير أعدها موفد تسنيم الى اقليم كردستان العراق) في حديث مع العديد من الزعماء الأكراد في السليمانية بالعراق، بمن فيهم اللواء "بختيار فايق خدا رحم" مساعد قائد الوحدات 70 في قوات البيشمركة في إقليم كردستان العراق المرتبطة بالاتحاد الوطني الكردستاني.
هذا ويتواجد اللواء بختيار في صورة التقطت للواء سليماني مع الأكراد في إقليم كردستان.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة الحصرية التي أجرتها وكالة تسنيم الدولية للأنباء مع اللواء بختيار فايق خدا رحم في اطار ملف "هجر الحبيب":
تسنيم: بدايةً نود ان نشكركم على اتاحة الفرصة لنا لإجراء هذه المقابلة حول دراسة شخصية اللواء الشهيد قاسم سليماني، ونبدأ المقابلة بتقديم نفسك وعدد سنوات الخبرة لديك في القوات العسكرية؟
بختيار: بسم الله الرحمن الرحيم. شكرا جزيلا لكم ولتواجدكم هنا، أنا اللواء بختيار، تدرّبت وتلقيت تعليمي في مدرسة جلال طالباني في كلية قلا جوالان "قلعة جوالان" العسكرية، دورة الشهيد جوان مير الاولى، وأنا أخدم في قوات البيشمركة في كردستان منذ 29 عامًا. وفي الوقت الراهن أنا أيضًا أشغل منصب مساعد قائد وحدات البيشمركة السبعين في الاتحاد الوطني الكردستاني.
تسنيم: يدور جزء من حديثنا حول الفترة التي هاجم فيها داعش إقليم كردستان وهدد بعض المدن المهمة، ما مدى خطورة هذا التهديد لكردستان العراق، في نظرك؟ فأنت رجل عسكري وكنت بالتأكيد في مواقع مختلفة حتى الآن، لأي حد يختلف تهديد داعش هذا عن التهديدات السابقة؟
بختيار: داعش عبارة عن منظمة إرهابية دولية. فعندما تعرضت مناطق مختلفة من إقليم كردستان والعراق للهجوم في 9 يونيو 2014 ، كان تهديدًا لاحتلال كردستان، لكن لحسن الحظ، هزمت قوات البيشمركة في كردستان في المناطق التي نسيطر عليها والمناطق تحت حكم وزارة البيشمركة، هذه المنظمة الإرهابية من خلال التعاون الدولي. وكان داعش تهديدًا عالميًا، لذا شارك جميع الحلفاء في هذه الحرب، وقد وضعت جهودهم التي دامت لمدة 4 سنوات، حداً لتهديدات هذه الجماعة الإرهابية.
تسنيم: في الفترة التي اقترب فيها داعش من اقليم كردستان العراق، طلب الأكراد المساعدة من أصدقائهم وحلفائهم. وكما قيل، كانت إيران أول دولة تستجيب لطلب المساعدة هذه، فلماذا تم هذا الطلب من إيران وما مدى تعاون الجمهورية الإسلامية الإيرانية واللواء سليماني؟
بختيار: لدينا علاقات طويلة وتاريخية مع الجمهورية الإسلامية الايرانية، والتي أدت إلى تاريخ مشترك، بالإضافة الى أنه لدينا فعاليات مشتركة وأهداف سياسية مشتركة. كما طلبنا المساعدة من جميع الحلفاء الذين ساندونا خلال حرب داعش، وكان أحدهم قاسم سليماني رحمه الله، والذي جاء إلى منطقتنا وقد قابلته في منطقة الزركة وقرى بير أحمد، وهذا في الفترة التي كانت قواتنا تتقدم نحو ارهابيي داعش.
كان قاسم سليماني رحمة الله عليه حاضرًا أيضًا بالقرب من قوات مدفعية الجمهورية الإسلامية الايرانية. وعند الغسق، اجتمعت القوات للهجوم على مكان تجمع الإرهابيين. ونحن كنا نتقدم مع قوات البيشمركة الكردية تحت قيادة كاك الشيخ جعفر مصطفى قائد وحدات البيشمركة الـ 70، وكان قاسم سليماني رحمه الله متواجد هناك وتم التقاط صورة تذكارية حيث تظهر هذه صورة وحدتنا في المشاركة في تلك الحرب.
وبالنسبة لنا، كان لتعاون الجمهورية الإسلامية الإيرانية وغيرها من الحلفاء آثار كثيرة علينا، والتي أدت إلى هزيمة داعش في نهاية المطاف، وكانت حرب داعش حربًا واسعة النطاق هددت المنطقة الكردية بأكملها. حيث ان المنطقة التي هاجمها داعش كانت واسعة على امتداد (1100 كيلومتر)، وفي هذه الحرب، بعنوان وزارة البيشمركة وقوات البيشمركة قدمنا نحو1723 شهيدًا، وأكثر من 10720 جريحًا و 66 مفقوداً لم يعرف مصيرهم حتى الآن.
تسنيم: لنفرض جدلاً ان جميع هذه الاحداث لم تحدث وكان بإمكان داعش أن يهيمن على إقليم كردستان العراق، فكيف كانت لتكون التهديدات ضد المنطقة وشعبها؟
بختيار: كما ذكرت سابقاً، فان داعش منظمة إرهابية كانت تهاجم أي منطقة، مخلفةً وراءها دمار وتخريب هائلين. وكانوا يدمرون اقتصاد تلك المنطقة بالكامل، ورأينا كيف أنهم في سنجار وفي أماكن أخرى أسروا عددًا كبيرًا من النساء والفتيات والشباب والمسنين ونقلوهم إلى مناطق أخرى واستخدموهن كسبايا وعبيد. والجميع يعلم ماذا فعلوا بالموصل، لقد أبادوا المدينة كلياً، ودمروا الآثار والبنية التحتية للمدينة بالكامل.
وقد هاجموا أيضًا مناطقنا كثيرًا، لكن مقاومة قوات البيشمركة دافعت عن هذه الأرض من خلال تقديم العديد من الشهداء والجرحى. وكنا واثقين بأنهم إذا وصلوا إلى مناطق مثل السليمانية وأربيل وأماكن أخرى، فإن ذلك سيؤدي إلى النزوح والتشرد الحتمي، وسيتم تدمير البنية التحتية الاقتصادية وتفكيك اللحمة الاجتماعية. وباختصار، كانوا ليوجهوا لنا ضربة كبيرة ولحسن الحظ فقد تمكنا من خلال جهود قواتنا وتعاون وتنسيق قوات التحالف، وخاصة الجمهورية الإسلامية الايرانية، من إبعاد تنظيم داعش الإرهابي عن المنطقة.
تسنيم: كيف رأيت شخصية اللواء سليماني من خلال لقاءاتك به، وما هي الخصائص التي برزت لك والتي يتمتع بها على الصعيد الشخصي والإداري؟
بختيار: خلال الوقت الذي رأيته فيه، كان قائداً شجاعًا وهادئًا ورصيناً. وبالطبع، بعد استشهاده، عرفت الكثير عنه وأصبحت أكثر دراية بشخصيته كقائد لقوة القدس.
كان لقاسم سليماني رحمه الله خصائص فريدة جداً، وقام بحمايتنا من داعش في كل زمان ومكان، خاصةً في وقت كنا فيه تحت الضغط، وكان يساندنا على الصعيد المعنوي والتسليحي، حتى أنه أتى شخصيًا إلى معاقلنا والتقى بقواتنا، وبشكل عام، ساندنا في جميع المراحل التي احتاجت فيها قوات البيشمركة الكردية إلى المساعدة.
تسنيم: نعود إلى نفس الصورة الشهيرة لك وللواء سليماني والتي التقطت في إحدى مناطق كركوك، فما أهمية تلك المنطقة وما هو حجم التهديد الذي تعرضت له من قبل داعش؟
بختيار: لقد سيطر نظام البعث لصدام على هذه المناطق لسنوات عديدة، وهذه المرة مع احتلال إرهابيي داعش لتلك المناطق، اتبعوا مرة أخرى نفس السلوك والإجراءات اللاإنسانية، سعياً للهيمنة الدائمة على أراضينا ولنهب ثرواتنا التي أعطانا اياها الله. وقد أرادوا أن يستعبدوا نسائنا وأطفالنا. الأمر المهم هو أننا دافعنا عن أراضينا بكل قوتنا ولم نسمح للأيدي القذرة لداعش والأعداء بالوصول إلى أراضينا.
وبالطبع، فهم حتى الان يهاجمون قوات البيشمركة وأهالي منطقتي طوز خورماتو وداقوق بين الحين والآخر، حتى انهم يهاجمون قوات الحشد الشعبي العراقية والجيش العراقي، ولكن بتعداد وقدرات أقل.
تسنيم: كيف علمت بطريقة استشهاد اللواء سليماني، وما هو تحليلك لما فعله الأميركيون على الأراضي العراقية؟
بختيار: لقد سمعت بهذا النبأ من خلال وسائل الإعلام والأخبار والشبكات الاجتماعية مثل Facebook. كان هذا الحدث غير سار اطلاقاً بالنسبة لنا لأننا نقدر أولئك الذين عملوا معنا في وئام. فالأكراد شعب مخلص، خاصة وأنه عمل معنا خلال ثلاث إلى أربع سنوات من الحرب ضد داعش.
تسنيم: لو أردت قول جملة قصيرة مخاطباً بها اللواء سليماني، فماذا ستقول له؟
بختيار: سأقول له أن إرهابيي داعش انتهوا بجهود معاليك وحلفاءك، شكراً لك لأنك كنت داعماً وزميلًا لنا في ذلك الوقت.
/انتهى/