مجموعة "وكيل" في مدينة شيراز.. عمارة من العهد الزندي + صور


مدينة شيراز مدينة عريقة وجميلة جدا ومعروفة بمدينة الحدائق والعصافير ويزورها السائحين من جميع انحاء العالم سنويا ويوجد فيها الكثير من الأماكن التاريخية مثل مجموعة وكيل الذي تشمل بازار وكيل وحمام وكيل ومسجد وكيل وقلعة كريم خان.

سوق وكيل

سوق وكيل هذا السوق التراثي قديم ويعرف بأسم (بازار وكيل)، وهو أحد أشهر الأسواق التراثية والتاريخية في ايران، والذي يعتبر واحد من أقدم و أجمل الأسواق لمدينة شيراز و يرجع تاريخه للعهد الحكومة الزندية (الحاكم الشهير كريم خان زند) وهو تحفة اثرية حيوية لهذا السوق التراثي الي عصرنا الحاضر.

يقع هذا السوق المسقف في مركز مدينة شيراز, ويعتبر هذا السوق التراثي بأنه أفضل و أروع الاثار التي يعود عهدها الي (الملك كريم خان زند) الملقب (بوكيل الرعايا)، "كلمة وكيل تعني الوصي وهو اللقب الذي اطلق علي كريم خان زند“ وتم بنائه علي امره خلال عام (1172-1193 سنة هجرية قمرية) وهو مؤسس سلسلة الزندية وبني بجانب هذا السوق حمام و جامع وكيل وقلعة كريم خان زند الأثرية بالقرب منه, التي يرجع تاريخهما للعصر الزندي.

حيث تم بناء هذا السوق على النمط والفن المعماري فريد من نوعة حيث كان نظام تكييف الهواء في هذا السوق يعمل بالكامل وذلك بسبب الارتفاع العالي لسقف السوق. حيث كانت النوافذ وفوهات الموجودة تحت السقف والمسماة بـ «جامخانه» أو «هورنور» توفر للسوق ما يكفيه من تيار الهواء وإلاضاءة غير أنّ هذه النوافذ أغلقت بعد عملية تحديث وترميم شهدها السوق.

فن العمارة المتبع في هذا السوق التراثي الذي يعتبرمن روائع الهندسة المعمارية للقرن الثاني عشر الهجري قد تم تصميمه بأقتباس من "سوق مدينة لار القديم" و"سوق اصفهان القديم" . ويتميز السوق بعمارته الفنية المبهرة أنه أكثر عرضاً من سائر الأسواق التراثية في ايران. يمكن تقسيم الفن المعماري لهذا السوق في ثلاثة أقسام أساسية،أحدها الممر الخاص الذي يسير فيه المتسوقون،والإخر عمارة اطراف المتاجر المشيدة فيه علي هيئة غرف والتي ترتفع عن السطح الأرض بمستوي درجتين، والثالث القسم الداخلي لهذه المتاجر مخصص لعرض وبيع السلع التجارية.

يميز طراز عمارة هذا السوق التراثي بخمسة أبواب رئيسية وهي مثال مبهر على عبقرية صانعية وموهبتهم الفنية, يرحب بقدومكم عبر أربعة مداخل و أسهلها هو مدخل شارع كريم خان بالإضافة ممران أحدهما ممتد من الشمال الي الجنوب والإخر من الشرق الي الغرب، يتقاطعان علي شكل هندسي زائد (+) وجراء هذا التقاطع ينقسم الي اربعة أسواق مجمعات تجارية (تسمي چهار بازار) ،متمتعا من قوس مرتفع جداً وزخارف معقدة جميلة.

بضائع ومنتوجات سوق وكيل

اليوم هذا السوق التراثي الحي مركزاً رئيسياً لجميع الشؤون التجارية بما فيها وأحد أفضلها جذاباً للسائحين لاسيما الراغبين منهم في التسوق مستمتعين بالإجواء جميلة ومتمتعة بالروح التاريخية والذي يتم عثورهم علي مجموعة فاخرة من المنتجات التي يتم تصنيعها محلياً والمصنوعات الزجاجية والصناعات اليدوية خاصة حياكة السجاد الإيراني الشهير اليدوية، نسج الأقمشة، صناعة الحصير والفخار، والحفر والنحت علي الخشب و أفضل أنواع خلاصات الأعشاب الطبية والغذائية.

وهناك سوق خاص لخياطة ولبيع الأقمشه والقبعات القديمة والحديثة. والي هذا اليوم نحن نحتفظ بهيبته وموضعه التجارية ويرتاده الناس من كافة انحاء العالم لشراء ما يحتاج اليه من السلع حتي الان فاذا كنت من عشاق التسوق فلن تنسى جولتك داخل سوق الوكيل وسط الإجواء الهادئة و التاريخية الرائعة.

مسجد وكيل

يعتبر هذا المسجد التراثي أحد أجمل واروع المباني في مدينة شيراز وايران بأسرها، والفن المعماري الإسلامي الإيراني الذي شيد على أساسه فريد من نوعه، وهو كبير بحيث تبلغ مساحته 8660 متراً مربعاً، فقد دامت عمليات البناء فيه مدة عشر سنوات، وهو محفوف في كل أجزائه بزخارف الفسيفساء الجميلة ذات الألوان الزاهية ويوجد فيه أيضاً صوراً معمارية يرجع تاريخها إلى العهد الصفوي الذي ازدهر فن العمارة فيه. حيث تم بناء جنب سوق وكيل ويقع في غرب المسجد مزار وكيل عند مدخله وتم بناءه في عام 1751 و عام 1773، خلال العهد الدولة الزندية وتم ترميمه في القرن 19 في عهد الدولة القاجارية وكلمة وكيل تعني الوصي، وهو اللقب الذي اطلق على كريم خان، مؤسس الدولة الزندية.

حمام وكيل

حمام وكيل في شيراز عمارة مثمنة الاضلاع تم بناؤها في عهد كريم خان وهو من أسرة الزند في شيراز، تم بناؤه بأمر من كريم خان زند بجانب مسجد وكيل . ومن الأمور التي تبعث على التعجب هي قسم من الحمام يدعى بمجلس الأمراء والتي كانت مخصصة لجلوس الشاه فقط. وقد تم بناؤه بأحدث الوسائل والطرق المتاحة في ذلك الوقت. مدخل الحمام يقع تحت مستوى سطح الأرض بخط متوسط الانحدار.

اما المدخل لغرفة تبديل الملابس فهو مبني بشكل حاد الزاوية وذلك لمنع دخول الهواء البارد وخروج الهواء الدافئ. الصالة الاساسية للحمام على شكل مثمن الأضلاع وترتفع في وسطه قبة فوق ثمانية أعمدة متشابهة من الحجر. غرفة النار مفروشة بالحصى وفتحات التهوية تقود الانبعاثات الناتجة عن الاحتراق الى خارج الحمام عن طريق أنابيب ممددة تحت أرض الحمام حتى تستخدم حرارة الدخان في تسخين أرض الحمام. بعد غرفة التسخين هناك مكان يدعي الخزينة فيه يتم تسخين الماء بقدور كبيرة. على جانبي غرفة النار مجلسان للشاه وعلى جانبي الخزينة مجلسان للحاكم . في وسط غرفة مجلس الحاكم نافورة . وتحت القبة لوحات زينة من الجص منقوش عليها رسومات مأخوذة عن قصص وأساطير وأحلام ودين ومذهب شعوب تلك المنطقة . كان الحمام يحتوي على أربع أقسام مرتبطة مع بعضها، إلى الآن لا تزال الأسرار الهندسية المستخدمة في بناء الحمام مكانا لجذب السياح ولغزا محيرا لهم . زيارة هذا الحمام التاريخي تظهر لكم جانبا من جوانب فن العمارة الإيراني القديم في ذلك الزمان.

تمّ بناء حمام وكيل في العهد الزندي وبأمر من كريمخان زند حيث يقع هذه الحمام في وسط مدينة شيراز وقريب لسوق ومسجد وكيل ومن أقسام هذا الحمام التاريخي التي تلفت الأنظار، قسم مخصص للملوك وتمّ بناء هذا الحمام الكبير على تقنية عالية من الهندسة المعمارية في تلك الفترة حيث يوجد بها المدخل الصغير للحمام والذي ينتهي عبر منحدر خفيف، إلى دهليز دون مستوى سطح الأرض. كما أن هناك اماكن خاصة في الحمام لتغير الملابس كلّ هذه الملاحظات العملية في بناء الحمام جاءت من أجل حفظ الحرارة المناسبة المطلوبة في الداخل والحيلولة دون تسرّب البرودة والحرارة من والى داخل الحمام وخارجه. والجدير بالذكر ان بناء الحمام من اجمل ما تم بناؤه في العصر الزندي.

قلعة كريم خان

لقد أمست هذه القلعة معلماً أثرياً يقصده الآلاف من السائحين من إيران وسائر البلدان، ونظراً لموقعه الهام في قلب مدينة شيراز فهو اليوم أصبح مقراً لإقامة المعارض الفنية والثقافية المختلفة للحرف والصناعات اليدوية والمحلية طوال العام.

البناء التاريخي الذي خلفه كريم خان زند في مدينة شيراز يعد واحداً من أهم المعالم التاريخية التي تضرب بجذورها في العهد الزندي لمحافظة فارس حيث كان مقراً لمختلف النشاطات على مر العصور، واليوم أمسى معلماً أثرياً يقصده الآلاف من السائحين من إيران وسائر البلدان، ونظراً لموقعه الهام في قلب مدينة شيراز فهو اليوم أصبح مقراً لإقامة المعارض الفنية والثقافية المختلفة للحرف والصناعات اليدوية والمحلية طوال العام.

يذكر أن كريم خان زند كان متأثراً بفن العمارة الصفوية لذلك شيد هذا المبنى الجميل بين عامي 1766م و 1767م وفق أفضل الخرائط المعمارية وأفضل مواد البناء حيث كان في بادئ تشييده مقراً لإقامة القادة والمسؤولين المحليين لأنه ذو بعدين أحدهما مدني والآخر عسكري.

يتضمن هذا المبنى غرفاً وأروقة عديدة وعدة حدائق تم تنسيقها في إطار جذاب للغاية كما فيه حمام كبير وبعض المرافق الخدمية والعسكرية وبما فيها خندق يحيط به قد حفر لأغراض دفاعية وسمك جدرانه من الأسفل يبلغ ثلاثة أمتار ومن الأعلى يبلغ مترين وثمانين سنتيمتراً، والبروج المشيدة فيه يبلغ ارتفاعها 15 متراً وأحدها يناظر برج بيزا في إيطاليا لكون مائلاً مما يثير إعجاب السائحين الذين يقصدونه طوال العام.

في داخل هذا المبنى يوجد قصر تم تشييده للقائد كريم خان زند وأسرته، إضافة أنه محاط بأربعة أبراج مراقبة في أركانه الأربعة التي يبلغ ارتفاعها 15 متراً تقريباً وارتفاع الجدران يبلغ 12 متراً وقد تم تشييده بطريقة فن العمارة الأصفهاني وهو مزين بزخارف وفسيفساء وتصاوير رائعة، وتقع في جانبه الشمالي باحة تحيط بها عدة غرف منفصلة عن سائر أجزاء المبنى.

/انتهى/