اعلامي يمني لـ"تسنيم": تكتيك السعودية لمنع سقوط مأرب / رؤية أنصار الله الشاملة لحل الأزمة اليمنية
أشار مدير البرامج السياسية بقناة المسيرة اليمنية حميد رزق، إلى هدف السعودية من وقف اطلاق النار، قائلا، ان السعودية تحاول ان تحول دون سقوط مأرب في يد الجيش واللجان الشعبية تحت مظلة المبادرة والدعوة الى وقف الحرب.
وقال حميد رزق في حوار خاص مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء ان السعودية تحاول ان تحول دون سقوط مأرب في يد الجيش واللجان الشعبية تحت مظلة المبادرة والدعوة الى وقف الحرب ريثما تعيد ترتيب أوراقها وريثما تستبدل بعض ادواتها التي ثبت أنها لم تعد صالحة للاستخدام.
وأوضح رزق انه لا يمكن لأي طرف من اطراف اليمن لا انصار الله ولا غيرهم ان يعطوا السعودية صك براءة او ان يوفروا لها سلماً للنزول من الورطة التي اوقعت نفسها فيها.
ونوه مدير البرامج السياسية بقناة المسيرة اليمنية إلى ان السعودية في مأزق لا هي قادرة ان تستجيب لنداءات السلام الفعلية والحقيقة ولا هي قادرة على الاستمرار بالعدوان والحرب.
وفي ما يلي نص الحوار:
تسنيم: ما الذي تسعى إليه السعودية من إعلان وقف إطلاق النار في اليمن؟ وهل يتعلق الأمر حقاً بإنهاء الحرب أم لديها أهداف أخرى؟
حميد رزق : المبادرة التي اطلقتها السعودية تحت عنوان وقف اطلاق النار لمدة اسبوعين هي ليست خطوة جادة وليس الهدف منها ما هو معلن في الإعلام. في الحقيقة ان السعودية تعاني من تراكم المآزق خاصة بعد مرض كورونا وكذلك هبوط أسعار النفط في سياق الأزمة الروسية السعودية التي دخلت على خطها الولايات المتحدة الأمريكية.
الجانب الأهم، أن العدوان على اليمن بعد 5 سنوات لم تحقق منه السعودية سوى الفشل. هناك انهيارات متتالية لجبهات المرتزقة في الداخل اليمني وهناك استمرار وتواصل للقصف بالطيران المسير والصواريخ الباليستية لمدن السعودية والعمق السعودي وبالتالي ان الموازين تغيرت وباتت النتائج عكس أهداف السعودية بشكل جذري فمن الطبيعي ان تنزل السعودية الآن من الشجرة مستغلة وباء كورونا لكي تظهر في ثوب انساني وأنها تستجيب لمبادرة الامم المتحدة لمواجهة فيروس كورونا، لكن في الحقيقة تريد الهروب من مآزقها.
لكن السعودية تكابر وتحاول ان تنتزع نصرا شكليا ووهميا وتريد من اليمنيين ان يوفروا لها فرصة الخروج منتصرة وهذا مستحيل. لذلك كان موقف المجلس السياسي الأعلى في صنعاء وموقف انصار الله هو الرفض للمبادرة السعودية والتوجه الى الأمم المتحدة في مبادرة تشمل تصورا لحل حقيقي في حال كان هناك جدية لوقف اطلاق النار ولطي صفحة الحرب وبدء مرحلة سياسية تضم على حوار يمني –يمني دون تدخل خارجي ودون الاستمرار السعودي في التدخل في الملف اليمني بشكل سلبي سواء سياسياً أو عسكرياً أو أمنياً
تسنيم: هناك العديد من الخبراء والمراقبين يؤكدون على أن السعودية لها أهداف أخرى من إعلان وقف إطلاق النار ، و أن هناك أسباب أخرى وراء هذا القرار. في الواقع هل تعتزم الرياض تحضير نفسها لهجمات أخرى؟.
حميد رزق : السعودية كما هو واضح خلال الأيام الماضية لم تلتزم بوقف اطلاق النار، اليوم قبل قليل هناك 15 غارة في الجوف ومأرب وصعدة، منذ اللحظة الأولى النظام السعودية لم يكن صادقاً وملتزماً بما اعلنه هو، وبالتالي هو يواصل محاولات لخداع اليمنيين ويتلمس مخرجاً ونقطة ضعف ولو سياسية ومعنوية ويعتقد ان الأطراف الوطنية في صنعاء ستهلل وستهرول نحو النظام السعودي الذي قدم عرضاً مفاده ان تتحول السعودية الى ما يشبه الراعي او الوسيط و أن تقبل صنعاء ان تنضوي تحت الجناح السعودي كمشرف وراعي لحوار يمني – يمني فكان الرد ان السعودية هي زائدة الحرب و لا يمكن لمن هو زائد للحرب ان يكون طرفاً للسلام او وسيطاً للعملية السياسية وبالتالي السعودية هي فعلا تسعى كحد أدنى من مبادرتها على العمل لشراء الوقت لإعادة ترتيب صفوفها.
كما كان من اهداف اعلان وقف اطلاق النار هو احراج انصار الله والجيش واللجان الشعبية حتى لا يواصلوا معركة استعادة مأرب، هذه المعركة مهمة جداً ومفصلية فيما يخص الحرب اليمنية السعودية.
السعودية تحاول ان تحول دون سقوط مأرب في يد الجيش واللجان الشعبية تحت مظلة المبادرة والدعوة الى وقف الحرب ريثما تعيد ترتيب أوراقها وريثما تستبدل بعض ادواتها التي ثبت أنها لم تعد صالحة للاستخدام.
تجربتنا مع السعودية أفادتنا بفهم طريقة تفكير النظام وتحركه بمساراته الامنية والعسكرية والسياسية. المعركة مستمرة والجيش واللجان الشعبية يواصلون تطويق مأرب وفرض حصار خانق وتضييق الخناق على المرتزقة في مناطق الجوف المتبقية. ونحن على موعد مع عودتها الى حضن الوطن وستكون خسارة السعودية مدوية وكبيرة جداً.
تسنيم: وافق أنصار الله على دعوة الأمم المتحدة لإنهاء الحرب ، لكن في المقابل اعلنت السعودية وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين، فهل يمكن أن يؤدي وقف إطلاق النار هذا الى نهاية الحرب وما هي شروطكم؟
حميد رزق : أنصار الله وحلفائهم قدموا رؤية للحل الشامل وأرسلوها للأمم المتحدة، أبرز ما تضمنته هذه الرؤية أولاً يجب الوقف الفعلي والعملي لإطلاق النار في كافة الجبهات والمحاور، الشرط الثاني يجب رفع الحصار الجوي والبري والبحري على الجمهورية اليمنية، الشرط الثالث يجب سحب القوات الاجنبية من الأراضي اليمنية، تضمنت الرؤية ايضاً ضرورة ان تقوم دول العدوان وعلى رأسها السعودية اعادة صرف مرتبات الموظفين اليمنيين بسبب العدوان. من بنود الرؤية ان تلتزم دول العدوان بإعادة الاعمار وتعويض المتضررين جراء الحرب.
فهي رؤية متكاملة بعد ان يتم وقف اطلاق النار ورفع الحصار بإشراف الامم المتحدة ويجب ان يرسل مراقبون من مجلس الامن لمراقبة الاتفاق لكي يكون ملزماً لكل الاطراف ثم بعد ذلك تلتقي الاطراف اليمنية في حوار سياسي تنتج عنه رؤية لمرحلة انتقالية، المرحلة الانتقالية تطرح للاستفتاء الشعبي في الداخل اليمني دون تدخل سلبي من الدول الاقليمية سواء السعودية او غير السعودية.
ما لم تستجب السعودية لهذه الرؤية من المستحيل ان يكون هناك وقف لإطلاق النار وفق الشروط والرؤية التي هي فقط للمراوغة وشراء الوقف ولمحاولة التنصل من تبعات الحرب والعدوان والخروج من المعركة دون تحمل تبعاتها وتداعياتها.
السعودية ملزمة بإعادة الاعمار وفاتورة العدوان على الشعب اليمني. السعودية ارتكبت جرائم عدوان ولا يمكن لأي طرف من اطراف اليمن لا انصار الله ولا غيرهم ان يعطوا السعودية صك براءة او ان يوفروا لها سلماً للنزول من الورطة التي اوقعت نفسها فيها وبالتالي السعودية في مأزق لا هي قادرة ان تستجيب لنداءات السلام الفعلية والحقيقة ولا هي قادرة على الاستمرار بالعدوان والحرب.
/انتهى/