خبير عسكري سوري لـ"تسنيم": أسباب الاعتداءات الصهيونية..هناك غرفة عمليات مشتركة واحدة تقود الحرب على سوريا

تحدث الخبير العسكري و اللواء المتقاعد في الجيش السوري محمد عباس، عن أسباب الاعتداءات الصهيونية المتكررة على سوريا، منوها الى ان هناك غرفة عمليات مشتركة واحدة تقود الحرب على سوريا.

وحول الاعتداءات الصهيونية المتكررة على سوريا، قال الخبير العسكري و اللواء المتقاعد في الجيش السوري محمد عباس في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، ان الكيان الصهيوني يوجه غارات متتالية ومستمرة إلى سوريا تحت ذريعة أنه يوجه ضربات إلى المقاومة الوطنية اللبنانية حزب الله او مستشارين او خبراء ايرانيين متواجدين في سوريا.

وأضاف، هذه الذريعة يستثمرها نتنياهو بشكل دائم من أجل ان يوجه رسائل باتجاهات متعددة، باتجاه الداخل الاسرائيلي يريد ان يقول نتنياهو أنه الأقدر على قيادة الكيان الصهيوني في المرحلة القادمة والأقدر على تنفيذ السياسات التي تضمن للكيان الصهيوني الأمن مستقبلاً وأيضاً يريد أن يقول لداعميه من ناخبين او مترددين في الانتخابات أنه عليكم انتخاب نتنياهو لأن أزرق – أبيض لن يحقق لكم الامن والاطمئنان.

وتابع، من ناحية ثانية، هناك اعمال قتالية تدور اليوم على الأرض السورية في الشمال والجنوب والشرق. في الشمال الاحتلال التركي وفي الشرق الاحتلال الأمريكي وفي الجنوب الاحتلال الصهيوني. وهنالك غرفة عمليات مشتركة واحدة تقود الحرب على سوريا هي غرفة العمليات الامريكية التي تستثمر في الوجود الامريكي من اجل الهيمنة على الموقع الجيو - استراتيجي لسوريا التي تشكل معابر خطوط الطاقة وشرق متوسط وبوابة الصين وايران وروسيا الى المياه الدافئة في المتوسط، سوريا التي تشكل نقطة وقاعدة ارتكاز مقاومة الإرهاب الأمريكي في المنطقة حيث تشكل سوريا عقدة استراتيجية في مقاومة الكيان الصهيوني ولكون سوريا الاقدر اليوم على دعم المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية وتشكل خندق متقدم في مواجهة العدوان الصهيو- أمريكي في المنطقة.

ونوه اللواء عباس الى ان غرفة العمليات الامريكية التركية الاسرائيلية المشتركة تقاد من واشنطن لكنها تدار من العدو الصهيوني وتنفذ بأيدي واصابع تركية. قائلا، تركيا لها دور في العدوان على سوريا لكونها رأس الحربة الصهيونية الامريكية في العدوان على سوريا وبالتالي عندما توجه اسرائيل ضربة صاروخية الى الجنوب فهذا يتزامن مع توجيه ضربات أمريكية في الشرق وتوجيه عدوان تركي في الشمال.

ولفت الخبير العسكري السوري الى ان الهدف والغاية الاستراتيجية من العدوان الاسرائيلي هو افشال الدولة السورية وانهاك القدرة القتالية للجيش العربي السوري وتدمير البنى التحتية والمجتمعية والوطنية السورية والوصول الى الحالة التي تستطيع من خلالها اسرائيل ان تهيمن على هذه المنطقة وتفككها وتريد انتاجها ضمن كانتونات متصارعة تضمن لها تشكيل المنطقة من جديد وفق المنظور التركي.

وأضاف، المنظور التركي يبحث عن اقامة الدولة العثمانية السلجوقية الطورانية الجديدة بهوية اخوانية وبفكر وولاء تلمودي تقودها المخابرات الامريكية ضمن مصطلح ما يسمى الشرق الاوسط الكبير والشرق الاوسط الجديد الذي يحقق لأمريكا مشروعها ويحقق لإسرائيل هيمنتها على المنطقة في ظل هيمنتها على المشروع التركي المسمى الدولة العثمانية الجديدة الممتدة من المغرب الى سنغافورة.

وتابع، في هذا الاطار ان تركيا واسرائيل وامريكا تتكامل في العدوان على سوريا. والعدوان باتجاه دمشق والاعتداءات المتواصلة باتجاه دمشق والمنطقة الوسطى من قبل الكيان الصهيوني تتكامل مع الاعتداء والمشروع التركي بالدعم الامريكي المتواجد في الشرق.

واكد اللواء عباس ان نتنياهو اليوم يعبر عن حالة الخوف والحذر والهلع التي تواجه اسرائيل نتيجة فشلها في الحرب على سوريا، سيما ان الحرب على سوريا امتدت الى 10 سنوات وبنتيجة هذه الحرب لا تزال الدولة السورية قادرة على المقاومة والصمود ولم تصبح دولة فاشلة ولم تفكك بفعل القيادة الحكيمة والجيش القوي والشعب المتلاحم والاصدقاء الاوفياء الذي وقفوا الى جانب سوريا "ايران وروسيا والصين" الدول التي تقف في محور مكافحة الارهاب.

ولفت اللواء عباس الى ان الحرب التي تدور اليوم في سوريا في مسرح الصراع المسلح الذي يمتد من سوريا الى غزة وبغداد وبيروت وصولا الى طهران وصنعاء، اعتقد ان تكامل الاعتداءات الاسرائيلية التركية الامريكية في سوريا هي محاولة من قبل غرفة العمليات لتشتيت القدرات القتالية السورية وللتحضير لعدوان على الحشد الشعبي العراقي وللتحضير لاستهداف مواقع المقاومة والمناطق التي يمكن ان يتواجد فيها خبراء ايرانيون في سوريا باستهداف واسع وشامل بتنسيق كامل بين اسرائيل وتركيا وامريكا مما يضمن لهم توجيه ضربات لاحقة- فيها الكثير من الحماقة الامريكية.

ونوه الخبير العسكري السوري الى ان الكيان الصهيوني يحاول ويريد تأكيد وتثبيت مقولة ان المنطقة عديمة الاستقرار والمنطقة لا استقرار وأمان واطمئنان فيها بسبب أنها منطقة مقاومة ويحاول من اجل اجهاض وتفكيك قوى وارادة المقاومة في هذه المنطقة.

/انتهى/