مزايا حامل الأقمار الصناعية الإيراني الجديد المدهشة + صور
يعد حامل الأقمار الصناعية "قاصد"، أول صاروخ يحمل أول قمر صناعي عسكري إيراني إلى المدار 425 كم، وهو أول صاروخ ذو ثلاث مراحل تم صنعه في البلاد وقد تم استخدامه في مجال العمليات.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء ان قوات الجوفضائية التابعة لحرس الثورة الإسلامية أطلقت يوم الأربعاء المصادف ل 22 نيسان الماضي، أول قمر صناعي عسكري إيراني باسم "نور" بواسطة الصاروخ حامل الأقمار الصناعية "قاصد" الى المدار الارضي 425 كيلو متر، حيث تصدرت أنباء حامل الأقمار الصناعية قاصد والذي يعتبر أول صاروخ إيراني ذو ثلاثة مراحل، الصحف المحلية والعالمية.
تشكلت القوات الجوفضائية، من تغيير في تعريفات مهمة القوات الجوية لحرس الثورة الإسلامية في عام 2009 ، ومع تشكيل قيادة الفضاء، تم البدء في وضع خارطة طريق لخلق القوة اللازمة في مجال الفضاء خاصة في مجال الدفاع عن الجمهورية الإسلامية الايرانية.
حيث كان أحد أهداف القوات الجوفضائية التابعة لحرس الثورة هو ايجاد القدرة على إطلاق الأقمار الصناعية بسبب الحاجة الواسعة للخدمات الفضائية، والتي أصبحت اليوم بالتأكيد ضرورة ملحة من أجل اكتساب القوة واثبات الذات.
وكما ذكرنا آنفاً، فإن حامل الأقمار الصناعية ذو المراحل الثلاث "قاصد"، قد تم بناؤه وإطلاقه دون أي أخبار مسبقة، وهو أول حامل للأقمار الصناعية لحرس الثورة الإسلامية، حيث قام بوضع أول قمر صناعي عسكري إيراني، باسم "نور1" بنجاح على مسافة حوالي 425 كم في إطلاقه الأول. وسنبحث في هذا التقرير النقاط المختلفة حول هذا الصاروخ الحامل للأقمار الصناعية والتطرق لبعض أهم ميزاته.
هيكل قاصد
يتكون الصاروخ الحامل للأقمار الصناعية "قاصد" من ثلاث مراحل: المرحلة الأولى وهي الدفع الصاروخي بالوقود السائل، والمرحلة الثانية بالوقود الصلب، والمرحلة الثالثة بالوقود السائل، وهذا وفقًا للأدلة المتاحة.
يتم ترتيب هذه المراحل الثلاث في هيكلية خطية طولية، ففي المرحلة الأولى من قاصد، استخدم حرس الثورة الاسلامية، ابتكاراً مختبراً على أرض الواقع في العالم، وهو استخدام صاروخ باليستي عسكري لإطلاق قمر صناعي بدلاً من تطوير نظام دفع جديد للصاروخ.
في الماضي، وخاصة عقب نهاية الحرب الباردة وانخفاض حدة التوترات العسكرية بين الدول، تم استخدام العديد من الصواريخ البالستية العابرة للقارات بهدف وضع الأقمار الصناعية في مداراتها الأرضية، كما استخدم حرس الثورة في المرحلة الأولى، صاروخ "قدر" لهذا الغرض، مما قضى تمامًا على تكلفة البحث والتطوير والتصميم والمحاكاة والبناء والاختبار واكتساب المصداقية للمرحلة الأولى من الصاروخ الحامل للقمر الصناعي.
ونتيجة لذلك، تم الانتهاء من جزء كبير من المشروع مع انخفاض كبير في التكلفة والوقت وباستخدام منتجات التكنولوجيا الفائقة (TRL).
ويوجد في الجزء العلوي من صواريخ "قدر" قسم تنسيق بين قطر الهيكل البالغ 1.25 متر والقطر الأصغر لرأس الصاروخ، وفي قاصد، بسبب القطر الأصغر للمرحلتين الثانية والثالثة، كانت هناك حاجة لمثل هذا الجزء والذي أعيد تصميمه مجدداً لأن قطر المرحلتين الثانية والثالثة في قاصد أكبر من قطر قاعدة الرأس الحربي في صاروخ قدر.
كما ان صاروخ قدر يزن في أشكاله المختلفة حوالي 17000 إلى 17250 كيلو غرامًا ويحمل عادةً رأسًا حربيًا يبلغ وزنها 650 كيلو جرامًا، ونتيجة لذلك، يمكن تقدير الكتلة المتبقية المستخدمة في المرحلة الأولى من قاصد -1 بنحو 16350 إلى 16600 كجم، عن طريق إزالة الرأس الحربي للصاروخ.
وتجدر الإشارة إلى أن القاذف الذي يعمل بالوقود السائل في صواريخ قدر هو أحد النماذج المحسنة في صواريخ شهاب -3 وهو مشابه للمحرك الأول في صاروخ حامل الأقمار الصناعية سفير 1.
تم استخدام هذا القاذف في عمليات الإطلاق الفضائية المختلفة للصواريخ الحاملة الأقمار الصناعية مثل سفير-1 وسيمرغ (الذي يحتوي على 4 محركات من هذا النوع في مرحلته الأولى) وكذلك في إطلاق صواريخ شهاب -3 الباليستية وأنواع مختلفة من صواريخ "قدر" منذ حوالي عقدين، حيث يعمل هذا النوع بشكل جيد وموثوقية جيدة.
سلمان، العضو الجديد المدهش
لكن في المرحلة الثانية، يستخدم صاروخ قاصد القاذف الذي يعمل بالوقود الصلب الخاص بالقاذف سلمان. حيث تم إزاحة الستار عن هذا القاذف في فبراير 2020 وهو أحد الإنجازات الجديدة لقوات الجوفضائية في حرس الثورة الاسلامية.
وثمة هناك ميزتان مهمتان في القاذف سلمان، الأولى أنه مجهز بمنظومة تغيير شعاع الدفع بالاعتماد على تحريك فوهة القاذف.
في السابق، استخدمت كل من مجموعة صواريخ شهاب وقدر وقيام وسجيل طريقة التحكم في شعاع الدفع، ولكن بناءً على الأجنحة الصغيرة المركبة عند مخرج قاذف الصاروخ.
في هذه الطريقة، يتم وضع أربع أجنحة صغيرة، مصنوعة من مواد متينة للغاية وبشكل عام من مادة الجرافيت، عند مخرج الدفع وتقوم بتغيير اتجاه غازات العادم وخلق القوة اللازمة لتغيير مسار الصاروخ.
وعلى الرغم من أن الطريقة المذكورة أعلاه لديها تعقيد تقني أقل من حيث بناء القطع والأجزاء، إلا أنها تهدر دائمًا بعضًا من قوة دفع المحرك، مما يقلل بشكل مباشر من كفاءة الصاروخ الذي من الممكن أن يصل اليها، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون مادة الأجنحة الصغيرة المثبتة عند مخرج دفع المحرك متينة للغاية لأنها يجب أن تتعرض لحرارة الغازات الساخنة بسرعة عالية جدًا لعدة دقائق.
وهناك طريقة أخرى للاستفادة من طريقة التحكم في شعاع الدفع وهي تحريك مخرج الدفع بشكل كامل أو فوهة الدفع، وفي هذه الطريقة، يتم تثبيت المحركات خارج الفوهة، والتي تقوم بتغيير شعاع دفع القاذف عن طريق تحريك الفوهة في الاتجاه المطلوب، ونتيجة لذلك، تغير اتجاه الصاروخ حيث انه في هذه الطريقة، لا يتم إهدار أي كمية من قوة الدفع.
يتطلب تطوير هذه التقنية أعناق فوهات خاصة، بالإضافة إلى تعديل زوايا الفوهة بعناية فائقة أثناء التعامل مع غازات العادم الساخنة للغاية، كما يتطلب الأمر عوامل تشغيل عالية الأداء ومقاومة عالية.
أما السمة الثانية للقاذف الفضائي سلمان هي أن جسم حجرة المحرك والهيكل الخارجي لنظام الدفع مصنوعان من مواد مركبة غير معدنية بدلاً من المعدن، والتي تملك وزناً أقل بكثير من وزن المواد المعدنية، الامر الذي يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير وزيادة كفاءة الدفع أثناء أداء المهمة الموكلة اليه، حيث يخلق هذا الوزن الموفر المزيد من التسارع أو إمكانية حمل المزيد من الحمولة في المهمة.
وبعد القاذف سلمان، تأتي المرحلة الثالثة في حامل الأقمار الصناعية قاصد، والتي تتكون وفقًا للدليل والشواهد المتاحة من دافع يعمل بالوقود السائل صغير، ويتم وضع القمر الصناعي في الجزء العلوي من هذا القاذف الصغير، حيث يعمل هذا الدافع حتى اللحظات الأخيرة لوصول القمر الصناعي إلى السرعة والزاوية المطلوبة للمدار المنظور، ثم تقوم آلية الفصل بفصل القمر الصناعي عن الحامل.
يقوم حامل الأقمار الصناعية قاصد-1، أثناء عملية المهمة والتي تستغرق 510 ثانية، بإجراء عملية فصل الخطوات الثلاث، بالإضافة إلى فصل التغطية الديناميكية الهوائية أعلى الصاروخ حامل القمر الصناعي.
تتعلق الصور المنشورة من غرفة التحكم بحامل القمر الصناعي قاصد-1 باللحظات بعد إيقاف تشغيل محرك المرحلة الثانية وقبل تشغيل محرك المرحلة الثالثة، حيث يمكن رؤية نقاط مثيرة للاهتمام.
وتوضح الصورة أدناه مخطط الاندفاع الكلي (مقياس الدفع) المتوقع من أداء حامل القمر الصناعي أثناء الرحلة، حيث ينقسم الخط الأفقي الذي يشير إلى وقت الرحلة إلى وحدات من 100 ثانية.
ويوضح الرسم البياني، أنه ثمة هناك فاصل زمني محدد بين فصل مرحلة العمل الفعلية وبدء عمل محرك الدفع للمرحلة التالية.
وفقًا للصورة أعلاه، استغرقت الخطوة الأولى من المهمة، وهي وقت العمل للمرحلة الأولى حتى لحظة انفصالها، 117 ثانية، وفي الخطوة الثانية، لم يتم تشغيل المحرك الثاني لمدة 42 ثانية حيث يتحرك الصاروخ حامل القمر الصناعي بطاقته الحركية فقط.
وان أحد الأحداث التي تقع خلال هذه الفترة التي مدتها 42 ثانية هو فصل الغطاء العلوي لحامل القمر الصناعي، والذي يقع على كل من القمر الصناعي ومحرك المرحلة الثالثة.
وفي الثانية 159 من لحظة الإطلاق، تبدأ الخطوة الثالثة، أي لحظة عمل محرك المرحلة الثانية، وتستغرق هذه الخطوة حوالي 50 إلى 55 ثانية، وعندما يتم إيقاف تشغيل محرك القاذف سلمان، يتم فصل المرحلة الثانية ويدخل حامل القمر الصناعي المرحلة الرابعة.
وفي هذه المرحلة الطويلة نسبيًا، لم يبدأ محرك دفع المرحلة الثالثة في العمل بعد، وفي حوالي الثانية 430 من بداية الإطلاق، يدخل دفع المرحلة الثالثة النشاط ويعمل حتى الثانية 510، أي حتى إتمام المهمة وفصل القمر الصناعي.
وأثناء تصوير رحلة قاصد- 1 من غرفة التحكم، على الرغم من مرور الوقت وزيادة المسافة المكانية من 1320 كم إلى 1331 كم من موقع الإطلاق في حوالي ثانيتين، وكذلك الزيادة في الارتفاع من 402.9 إلى 404.2 كم، انخفضت سرعة الصاروخ حامل القمر الصناعي بمقدار 2 متر في الثانية.
حيث يشير هذا الامر إلى أن دفع المرحلة الثالثة لم يتم تشغيله بعد على الأرجح (أو ان قوة الدفع لم تصل الى ذروتها بعد وهو احتمال ضعيف) لأنه في هذه الحالة لن يكون هناك تباطؤ في السرعة.
يشير المؤشر على مخطط الدفع الموضح سابقًا في الصورة المقابلة أيضًا إلى نقطة قرب 400 ثانية وأن الرسم البياني أفقي ويشير إلى أن قوة الدفع ثابتة.
ونقطة الأخرى المهمة للغاية هي سرعة قاصد-1 في هذه البرهة من زمن الرحلة، استنادًا إلى طي مسافة أفقية تبلغ 11 كم في ثانيتين، وهو ما يعادل 5500 مترًا في الثانية، بالإضافة إلى البيانات المستلمة، والتي تُظهر السرعة بحوالي 5220 مترًا في الثانية، فان سرعة قاصد تبلغ حوالي 18.5 إلى 19.5 ماخ (حسب سرعة الصوت عند الارتفاع 400 كم).
والنقطة المهمة الأخرى التي يمكن رؤيتها في صور غرفة التحكم بحامل الأقمار الصناعية قاصد هي بنية محرك الدفع للمرحلة الثالثة. وفقًا للصورة، فإن هذا القاذف مكون في الواقع من مزيج من 6 فوهات مختلفة خلقت زاوية 90 درجة مع بعضها البعض في عرض الرسومات المنشور.
ومن المؤكد أن هذه الفوهات لديها زاوية للأسفل أيضاً لكي يتسبب محور الدفع الخاص بها بزيادة ارتفاع القمر الصناعي، ولكن الأمر المهم هو أن تكون قادرًا على ضبط زاوية وسرعة حقن القمر الصناعي بدقة مع ضبط كمية الدفع الناتجة في كل من الفوهات الستة. حيث ان هذه المجموعة أكثر تعقيدًا من محرك المرحلة الثانية لحامل الأقمار سفير-1 1ذو الفوهتين مع حامل الأقمار سيمرغ ذو الأربع فوهات.
الإطلاق السريع والمفاجئ
تم تنفيذ العمل على إنشاء دورة فضائية كاملة، بما في ذلك بناء الأقمار الصناعية، وصناعة حوامل الأقمار الصناعية، وقواعد الإطلاق ومحطات التحكم بالأقمار الصناعية، في صمت إخباري وبالامتثال الكامل لمبادئ الحماية، حيث تم اطلاق حامل الأقمار الصناعية قاصد التابع لحرس الثورة الإسلامية بسرعة فائقة وفي قمة السرية المعلوماتية.
وفي الواقع، وبصرف النظر عن قاعدة الإطلاق الفضائية التابعة لحرس الثورة الاسلامية في الصحراء الوسطى الإيرانية، والتي تم كشفها سابقًا بسبب الحجم الكبير لمنصة الإطلاق، فإن الأجزاء الأخرى من دورة الفضاء لحرس الثورة بقيت مخفية عن العدو، الامر الذي فاجأ المحللين والمراقبين الأجانب.
والنقطة المهمة للغاية حول قاصد هي أنه تم إطلاقه من قاذفة متحركة تشبه الصواريخ البالستية، وهذا بالطبع يتطلب اعتبارات ومتطلبات تقنية مهمة لخلق مثل هذه القدرة، ومن بينها، عامل الأمان الكبير في المراحل العليا، وعدم الحاجة إلى دعم خاص حتى لحظة ما قبل الإطلاق، وما إلى ذلك هي من بعض الحالات التي تسببت في عدم حاجة قاصد إلى منصة إطلاق ثابتة أو برج خدمة.
ونتيجة لذلك، يمتلك قاصد القدرة على الإطلاق من أي مكان، وفي المستقبل يمكنه بدء مهمته من مكان آخر غير قاعدة الإطلاق الفضائية، وإن القدرة على إعادة تزويد صواريخ حرس الثورة بالوقود أفقياً هي أيضًا أحد الأشياء التي تم تحقيقها منذ سنوات عديدة، وقد ساعد ذلك على تنفيذ عمليات إطلاقه بسرعة قبل أن يتم تحديدها بواسطة الأقمار الصناعية المعادية والإعلان عنها.
ومن المثير للاهتمام، انه على الرغم من استخدام قاذفة متحركة، فقد تم إطلاق قاصد من نفس القاعدة المعروفة لحرس الثورة، والتي تتم مراقبتها يوميًا من قبل أقمار التجسس المعادية، لتشهد على قدرتها على تنفيذ عملية إطلاق صاروخية بسرعة.
صواريخ قاصد اللاحقة
ان ما يمكن استخلاصه من ملخص خطاب قائد القوات الجوفضائية وقائد وحدة الفضاء في الأيام التي تلت إطلاق قاصد هو أنه، أولاً، تم وضع خارطة طريق لتطوير تكنولوجيا الفضاء العسكرية في هذه القوة وسيتم اتباع الخطط وفقاً لهذه الخارطة.
وتم تجهيز القمر الصناعي نور-1، كخطوة أولى، بمستشعرات معرفة قادرة على استقبال وإرسال الإشارات التي تختبر العديد من التقنيات المهمة والأنظمة الفرعية الرئيسية والتي تمهد الطريق لإطلاق الأقمار الصناعية المستقبلية.
ووفقًا للأدلة المتاحة وتصريحات مسؤولي حرس الثورة الإسلامية، فان القمر الصناعي نور-2 جاهز للعمل مع إمكانيات أعلى وفي مدار أعلى، ولكن سيتم حقنه في مستوى Leo.
وفي نهاية المطاف، سيدخل حرس الثورة في المدار الأوسط والمدار الأرضي الجغرافي المتزامن للاستفادة من خدمات الملاحة والاتصالات المتقدمة. وبطبيعة الحال، تتطلب المدارات الأعلى والحمولات الأكبر حجمًا، صواريخ حاملة للأقمار الصناعية أكثر قوة.
والنقطة المهمة الأخرى هي أن النموذج التالي لحامل الأقمار الصناعية قاصد، وفقا لقائد قوات الجوفضائية في حرس الثورة، العميد "حاجي زاده"، من المفترض أن يستخدم الوقود الصلب في مرحلة الدفع الأولى أيضاً.
إن دافعات التي تعمل بالوقود السائل والصلب لها مزاياها وعيوبها الخاصة، وعلى الرغم من التقدم الكبير في المعرفة والتكنولوجيا في مجال الفضاء، لا يزال كلاهما مستخدمًا في المهام الفضائية. لكن بالنظر إلى نهج القوات الجوفضائية في حرس الثورة في عدم تطوير دافعة جديدة للمرحلة الأولى من قاصد -1، فمن المحتمل أن يتم استخدام الوقود الدافع الصلب في المرحلة الأولى من الصاروخ الحامل التالي فقط لزيادة سعة الحمولة.
ووفقًا للأدلة المتوفرة حالياً، فإن أكثر الصواريخ الجاهزة بعيدة المدى والتي تعتمد الوقود الصلب في العمل هي صاروخ سجيل، والذي تم صناعة نسلين منه من قبل وزارة الدفاع وتم وضعه في خدمة قوة الجوفضاء منذ اكثر من عقد من الزمان.
ونتيجة لذلك، فإن هذا الصاروخ هو المرشح الأول لكي يتم استخدامه كمرحلة أولى في حامل القمر الصناعي التالي. وبالطبع، تجدر الإشارة إلى أن سجيل نفسه صاروخ ذو مرحلتين، ونتيجة لذلك، إذا تم استخدامه بالكامل في حامل القمر الصناعي القادم لحرس الثورة والاحتفاظ ببقية هيكل قاصد-1، فسينتج لدينا صاروخاً حاملاً للأقمار الصناعية ذو أربع مراحل.
وان المراحل المستخدمة في حامل الأقمار "قائم" والذي يعمل بالوقود الصلب هي أيضًا أحد الخيارات المتاحة للاستخدام في حامل الأقمار الصناعية القادم لحرس الثورة الاسلامية.
وبسبب عدم وجود معلومات محددة عن المراحل من 2 إلى 4 الخاصة بالصاروخ قائم، فلا يمكن التكهن بالقطر والطول، لكن الصور والمعلومات الحالية تقلل من احتمال استخدام أجزاء من قائم بدلاً من المرحلة الأولى من الوقود السائل الحالي في الصاروخ قاصد.
إحدى النقاط المهمة التي يجب ملاحظتها هنا هي أنه في السنوات السابقة، وفي مناسبات مختلفة، تحدث قادة حرس الثورة عن دخول جيل جديد من الصواريخ البالستية التي تعمل بالوقود السائل والصلب إلى الخدمة في قوات حرس الثورة.
كما ان صواريخ خرمشهر 1 و 2 كانت من الجيل الجديد في مجال الوقود السائل، والتي لها محرك مختلف عن عائلتي شهاب وقدر. ونتيجة لذلك، هناك رغبة في سحب الصواريخ القديمة من الخدمة التشغيلية بمرور الوقت.
وقد أدى استخدام هذه الصواريخ في مهمات الإطلاق الفضائية إلى استهلاك بعض الصواريخ الجاهزة للخروج من الخدمة العسكرية، وبالطبع، تم تخفيض تكاليف عمليات إطلاق حرس الثورة الفضائية بشكل كبير.
وكما حدث في إطلاق حوامل الأقمار الصناعية سفير-1 وسيمرغ، سعى الأعداء بسرعة إلى اعتبار ان صاروخ قاصد هو صاروخ باليستي وعابر للقارات أيضاً، حيث تُظهر الطريقة التي تطورت بها قوات الجوفضائية التابعة لحرس الثورة، وكيفية إطلاقها، وكمية الموارد المتاحة لها، أن هذه القوة لديها القدرة على صناعة عدد كبير من صواريخ قاصد-1، أي بعدد صواريخ "قدر" الموجودة في المدن تحت الأرض.
فمهما علا صراخ الأعداء، فقد تم تحقيق قدرة صاروخية جديدة داخل القوات المسلحة الإيرانية، ومن الأفضل لهم قبول ما رأوه، سواء كان قاصد صاروخاً لحمل الأقمار الصناعية أو لاستخدامات أخرى.
وإن ما دعم نجاح حرس الثورة الإسلامية في إطلاقها الأول للفضاء، هو الإيمان الراسخ بمُثُل الثورة الإسلامية والنصر الإلهي، بالإضافة الى جهودهم اليومية، وخاصة في القوات الجوفضائية، على مدى العقود الثلاثة الماضية.
ومع هذه التفسيرات، من المتوقع أن يتخذ حرس الثورة الإسلامية الخطوات اللازمة لاستغلال تكنولوجيا الفضاء هذه بهدف زيادة قوة القوات المسلحة بالسرعة والأمان اللازمين.
/انتهى/