حطيط لـ"تسنيم": التحركات في الشارع اللبناني لا علاقة لها بمطالب الناس

وحول عودة تحركات بعض اللبنانيين يوم السبت في الشوارع وتحول الاحتجاجات الى اشتباكات و ما هي الاهداف من وراء ذلك، قال الكاتب والباحث السياسي اللبناني الدكتور نسيب حطيط، في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، عاد بعض اللبنانيين الى ساحة الشهداء والتظاهر بدعوة من بعض القوى السياسية المسيحية اليمينية وبعض الشخصيات السنية خاصة من طرابلس يدعمها بهاء الحريري شقيق الرئيس سعد الحريري وكانت الدعوة قد اثارت الشبهات بسبب تاريخها الموافق للاجتياح الاسرائيلي للبنان في 6 حزيران عام 1982 وبالتالي قد طرحت موضوع خلافي في لبنان وهو مسألة تسليم السلاح ونزع سلاح المقاومة وتطبيق القرار الدولي 1559 القاضي بتسليم كل الميليشيات اللبنانية اسلحتها دون استثناء لحركات المقاومة وهذا ما اتفق عليه اللبنانيون أن المقاومة ليست ميليشية وانما هي قوة رديفة تتكامل مع الجيش اللبناني والشعب للدفاع عن لبنان وتحرير ارضه ومنع الاعتداءات الاسرائيلية التي تعرض لها لبنان منذ عام 1948 تاريخ احتلال فلسطين من قبل الكيان الصهيوني.

واضاف، هذا الشعار الخلافي والذي جاء بأمر من الخارج و بشكل خاص من الادارة الامريكية فقد كان رأس الحربة فيه القوات اللبنانية و الكتائب اللبنانية وبعض هيئات المجتمع المدني من الحزب 7 وغيره متجاوزين المطالب المعيشية وفي لحظة مفصلية في لبنان لا يمكن اعتبار السلاح سببا فيما يتعرض له لبنان من ضائقة اقتصادية وغيرها وانما الحصار الامريكي الذي فرضته الادارة الامريكية على المقاومة واهلها.

وبشأن من يقف وراء تحريك الشارع اللبناني، قال الدكتور نسيب حطيط، هذه العناوين الخلافية والتي في غير السياق الطبيعي اثارت واستفذت الجمهور المؤيد للمقاومة وبالتالي حتى لا يكون هناك صوت واحد يقرأه الاعلام الغربي ويحاول الارتكاز عليه بأن الشعب اللبناني يحاول نزع سلاح المقاومة في ذكرى الاجتياح الاسرائيلي كان لا بد من صوت اخر متناقض ومضاد لهذا الصوت المشؤوم فكان هناك ردة فعل بمعنى مقاومة مدنية لحماية السلاح الذي يدافع عن لبنان فكانت هناك استفزازات و اشتباكات كانت بالحجارة بداية ثم تم اثارت بعض الامور الخلافية عقائديا من بعض وسائل اعلام الفتنة بما يحرض الشارع ضد بعضه البعض على المستوى الاسلامي وعلى المستوى المسيحي والجهات التي دعت كانت واضحة الاسماء و مع ان كل احزاب اليسار هو هيئات مجتمع مدني غيرها قد انسحبت من المظاهرة عندما تجاوزت مطالبها المعيشية الى مطالب سياسية لا يتفق عليها اللبنانيون وبالتالي جاءت من خارج السياق اللبناني الداخلي لتكون من ضمن السياق الخارجي والتدخل الخارجي الامريكي.

وبالنسبة للفرق بين تظاهرة السبت والحراك الذي بدأ في 17 اكتوبر الماضي، قال الكاتب والباحث السياسي اللبناني، الفارق بينهما ان تحرك 17 اكتوبر كان طبيعيا لمطالب معيشية لوقف الفساد والهدر واستعادة الاموال المنهوبة وشعاره الاصلاح الداخلي واعادة بناء الدولة الشفافة و الراعية للجمهور و للمواطنين لكن في 6 / 6 / 2020 كان التحرك سياسي بامتياز لا علاقة له بمطالب الناس ولا علاقة له بالموضوع الاقتصادي وانما جاء بشكل مخادع وخبيث ليستغل جوع الناس وفقرهم وحصار امريكا للبنان ليطرح مطالب سياسية لاختراق الوعي الجماهيري مع ان النتيجة كانت احباطا وفشلا ذريعا للقائمين على هذه المظاهرة وبعد ان اثبتوا فشلهم وعجزهم عن طرح هذه المسائل الخلافية عادوا وتنصلوا من شعاراتهم ثم اتجهوا الى احداث فتن سواء بين الشيعة والمسيحيين او بين السنة والشيعة في اكثر من منطقة في بيروت وعلى الساحل معتمدين على فبركة بعض الفيديوهات وبعض الاشاعات ومحاولة اثارت الفتنة عبر بعض الفضائيات اللبنانية المشبوهة والمعروفة.

/انتهى/