خبير بارز بالشؤون الإقليمية: حكومة الكاظمي لا يمكنها تجاهل مطلب خروج القوات الأميركية


يرى خبير بارز في شؤون غرب آسيا، أن المحادثات الإستراتيجية بين العراق وأميركا لن تؤدي إلى إتفاق، ولكن استغراقها فترة طويلة يصب في مصلحة أميركا، لأنه يؤخر موضوع خروج قواتها من العراق والذي هو مطلب شعبي.

وفي مقابلة أجرتها معه وكالة تسنيم الدولية للأنباء، بشأن المحادثات الإستراتيجية بين العراق وأميركا، قال الخبير البارز في شؤون غرب آسيا سعد الله زارعي: إن كلا الجانبين لديه أجندة خاصة في المحادثات، فأولوية العراقيين تتمثل في تسوية قضية التدخلات الأمنية الأميركي في شؤون بلدهم والمثال البارز على ذلك، قيام أميركا باغتيال القائد قاسم سليماني وابو مهدي المهندس وكذلك الهجمات بين الحين والآخر على مقرات قوات المقاومة العراقية التي تمارس نشاطها بشكل قانوني، لذلك يريد الجانب العراقي ان يدير هذه المحادثات بشكل تتم فيه السيطرة على التدخلات الأمنية الأميركية او إنهاؤها.

وبيّن: إن الجانب العراقي يطلب من الأميركان إيضاحات بشأن تعيين الجدول الزمني لخروج قواتهم من العراق، وإذا لم يتمكنوا من تنظيم هذا الموضوع، سيجرون محادثات بشأن تنظيم نشاطات الأميركان في العراق.

وأضاف زارعي: إن لدى الأميركان جدول أعمال لهذه المحادثات مبني على تخويف الجانب العراقي ليضطر للموافقة على إستمرار تواجد القوات الأميركية في العراق، لذلك فإن الأميركان اعتمدوا سياسة "الجزرة والعصا" ففي محادثاتهم مع العراق، ويسعون لتصوير ظروف مستقبلية خطيرة، لإقناع الجانب العراقي على الإتفاق مع أميركا.

وتابع: إذا ذهب الجانب العراقي إلى المفاوضات بتحليل خاطئ، فمن المؤكد لن تسفر طاولة المفاوضات عن أي مكسب للعراق، وستنتهي لصالح أميركا تماما.

وواصل هذا الخبير قوله: ان العراقيين ليست لديهم مشكلة أمنية، ولكن الأميركان يسعون أن يقولوا لهم، أنكم ستواجهون مشكلة أمنية في المستقبل القريب، ولذلك ستكونون بحاجة لنا لنبقى، وبما أنكم ستواجهون مشكلة أمنية لذلك فإن أولويتكم ليست أن تنفذوا قرار البرلمان بشأن خروج القوات الأميركية من العراق.

وتوقع الخبير زارعي أن لا يتوصل الأميركان والعراقيون إلى صيغة وإتفاق، وبالتالي فإن وضع كلا الجانبين سيكتنفه الغموض. ومع ذلك فإن إطالة فترة المفاوضات ستصب في مصلحة الأميركان لأنهم سيكون بإمكانهم تأخير موضوع خروج قواتهم من العراق خلال فترة المفاوضات.

/ انتهى /