حسن حيدر لـ "تسنيم": الدول العربية المحورية تشجع الاحتلال على صفقة القرن وضم الأراضي الفلسطينية.. الأردن ترفض قرار الضم بكل قوة

واوضح عضو الامانة العامة لمنتدى فلسطين حسن حيدر في حوار مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء ان "هناك دول عربية محورية، يبدو أنها لا تمانع القرار الإسرائيلي، إن لم تكن تدعمه، ضمن كواليس صفقة القرن"، منوها "لا يوجد شيء يهدد الأمتين العربية والإسلامية في هويتها وحضارتها مثل خطر الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين".

واشاد المدير التنفيذي السابق لقدس برس بالموقف الاردني الرافض لصفقة القرن وتنفيذ خطة الضم من قبل كيان الاحتلال، مؤكد ان "قرار الاحتلال الإسرائيلي الاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين، يتم مواجهته بقوة اليوم من قبل الأردن، التي ترفض هذا القرار بكل قوتها وتحاول أن تمارس ضغوطات دبلوماسية وسياسية على الاحتلال".

وفي هذا السياق أكد عضو الامانة العامة لمنتدى فلسطين ان "إيران التي تعتبر فلسطين قضيتها المركزية، مازالت ترفض الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه جملة وتفصيلا، لكنه للأسف، تم خلق مسافة وهمية بين الشعوب المسلمة وإيران تحت ذرائع مذهبية وطائفية".

وفي مايلي نص الحوار مع المدير التنفيذي السابق لقدس برس، وعضو الامانة العامة لمنتدى فلسطين حسن حيدر:

تسنيم: هل يمكن القول ان السلطة الفلسطينة وصلت الى نتيجة مفادها ان المفاوضات مع الكيان الصهيوني كانت مضيعة للوقت وادت الى ضياع المزيد من الأراضي الفلسطينية وهذا شكل مدخلا لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع حماس على برنامج مقاومت الاحتلال بالسلاح ام انها لازالت تؤمن بالمفاوضات مع الاحتلال وعلاقاتها مع حماس ستكون مقطعية؟

حسن حيدر: حتى لو أدركت السلطة الفلسطينية أن المفاوضات أمست مضيعة للوقت، هي لا تستطيع إعلان انسحابا نهائيا منها، أساس تكوين السلطة الفلسطينية، قائم على استمرارية التفاوض والتنسيق الأمني مع الاحتلال.

ويأتي المؤتمر الصحفي الأخير بين "فتح" و "حماس"، كورقة ضغط تحاول السلطة الفلسطينية ممارستها على الاحتلال الصهيوني، في محاولة منها لتحقيق تراجع عن قرار سلب أراضي الأغوار، هي ورقة ضغط لا أكثر ولا أتوقع أن يبنى على ذلك أي خطوات تصالحية حقيقية.

وبالتأكيد فإن حركة "حماس" تدرك أن كل ما تقوم به السلطة ما هو إلا ورقة ضغط، لكنها تدرك في الوقت نفسه أن ورقة الضغط هذه ربما تؤثر ولو في شيء من قرار الاحتلال. في النهاية فإن السلطة الفلسطينية تعلن رفضها للقرار الذي سيؤثر على الحلول التي وعدت بها، وأقصد هنا "حل الدولتين".

تسنيم: لماذا بعد انكشاف الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني أنه لا يفكر بشيء سوى احتلال ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وذلك بعد أكثر من ربع قرن من المفاوضات، لم تعتمد السلطة موقف واضح لمواجهة الاحتلال ولازالت تراهن عن دعم لعله يأتي من المنظمات الدولية وما تسميه بالشرعية الدولية؟

حسن حيدر:كما ذكرت، لن تستطيع السلطة أن تتخذ موقفا غير التفاوض، القوى الدولية أوجدت السلطة الفلسطينية لتتولى مهمة التفاوض مع الاحتلال، والمساعدة في تقنين هذا الاحتلال وترسيخ وجوده، فبالتالي فإن السلطة لن تستطيع سوى أن تستمر في المراهنة على "المجتمع الدولي" و "الشرعية الدولية" ومؤسساتها، حتى تأتي اللحظة التي تستنفذ فيها مهامها، ويتم الاستغناء عنها لصالح خلق كيان جديد لإدارة مرحلة احتلالية جديدة.

السلطة الفلسطينية في طبيعتها التكوينية الحالية، لن تستطيع أن تمارس أي ضغوطات حقيقية على الاحتلال، سوى ما قامت به من تقرب إلى حركة "حماس"، لذلك لا أعول كثيرا على أي تقدم ممكن أن تحرزه السلطة الفلسطينية في مجال منع الاحتلال من الاستيلاء على المزيد من الأرض الفلسطينية.

تسنيم: ما هو باعتقادك المشروع العملي الذي سيفشل مطامع الكيان الصهيوني في ابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية عبر خطة الضم؟

حسن حيدر:الرفض العربي والإسلامي من قبل الشعوب والأنظمة، أقول الرفض المصحوب بالإرادة الحقيقية، هو الكفيل بلجم قوة الاحتلال ومنعه، على الأقل، من الاستيلاء على المزيد من الأرض.

لكن في الواقع فإن هناك دول عربية محورية، يبدو أنها لا تمانع القرار الإسرائيلي، إن لم تكن تدعمه، ضمن كواليس "صفقة القرن" .. لا شيء يشجع الاحتلال على عنجهيته مثل تلك الدول، فهي دول عربية كبيرة ومؤثرة بكل المعايير، وأنا أقول لولا هذا الدعم العربي السخي لما تشجعت الإدارة الأمريكية على دعم عنجهية الاحتلال.

تسنيم: ما هو مطلوب فعله من قبل الشعوب العربية والإسلامية لمساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات التي يتعرض لها من قبل كيان الاحتلال باعتبار ان الشعب الفلسطيني يناضل نيابة عن الامة العربية والإسلامية باسرها لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك؟

حسن حيدر:على الشعوب العربية والإسلامية أولا وقبل كل شيء، أن توحد كلمتها وموقفها، أن تتخلص من عقد المذهبية والطائفية الذي صبغ مواقفها طوال السنوات الماضية، يجب أن تعود القضية الفلسطينية كقضية مركزية للعرب والمسلمين .. لا يوجد شيء يهدد الأمتين العربية والإسلامية في هويتها وحضارتها مثل خطر الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

قرار الاحتلال الإسرائيلي الاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين، يتم مواجهته بقوة اليوم من قبل الأردن، التي ترفض هذا القرار بكل قوتها وتحاول أن تمارس ضغوطات دبلوماسية وسياسية على الاحتلال، كما أن إيران التي تعتبر فلسطين قضيتها المركزية، مازالت ترفض الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه جملة وتفصيلا، لكنه للأسف، تم خلق مسافة وهمية بين الشعوب المسلمة وإيران تحت ذرائع مذهبية وطائفية.

على الشعوب أن تلتف اليوم نحو تلك الدول العربية والإسلامية التي أعلنت رفضها الكامل للقرار الإسرائيلي، وإن بقيت الشعوب العربية ترى في الوهم عدوا لها فإن الاحتلال سيزحف نحو المزيد من الأراضي العربية .. على الشعوب أن تدرك جيدا أن عدوها فقط هو الذي سلب منها أقدس المقدسات في القدس وأجمل الأراضي في فلسطين.

/انتهى/