صاروخ "قاسم" الايراني بمدى يصل عمق الاراضي المحتلة + صور


يمكن اعتبار صاروخ "قاسم" البالستي الذي يبلغ مداه 1400 كم أول صاروخ باليستي تكتيكي إيراني وصاروخ يعمل بالوقود الصلب يمكن أن يصل بسهولة إلى الأراضي المحتلة.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء انه من الإنجازات المهمة التي تم ازاحة الستار عنها، يوم الخميس الماضي 20 آب ، في مجال الصناعات الدفاعية التي حققتها وزارة الدفاع الايرانية، الصاروخ الباليستي التكتيكي "قاسم" والذي يحمل اسم اللواء الشهيد الحاج قاسم سليماني، وهو آخر منتج صاروخي تم الكشف عنه في البلاد من فئة صواريخ أرض-أرض الباليستية.

يعمل هذا الصاروخ بالوقود الصلب ويتم إطلاقه على شكل مائل. وتشمل المواصفات العامة لهذا الصاروخ ما يلي:

الطول: 11 متر

الكتلة: حوالي 7 طن

الوزن: الرأس الحربي 500 كجم

نوع الرأس الحربي: قابل للفصل وموجه حتى نهاية المسير (إمكانية الاستهداف النقطوي)

سرعة دخول الغلاف الجوي: 12 ماخ

سرعة اصابة الارض: 5 ماخ

المدى: 1400 كم

تجعل هذه المواصفات صاروخ قاسم صاروخًا قويًا يمكن لرأسه الحربي تدمير الأهداف المحمية بأسطح خرسانية متينة بسهولة. وبحسب المسؤولين، يمكن زيادة مدى هذا الصاروخ إلى حوالي 1700 و 1800 كيلومتر.

مواصفات الهيكل الخارجي

يمتلك صاروخ قاسم مرحلة دفع وقود صلب موضوعة داخل جسم أسطواني مثل الصواريخ الباليستية الأخرى. ومن السمات الأخرى لهذا الصاروخ أجنحة التثبيت الصغيرة الموجودة في نهاية جسم الصاروخ والرأس الحربي القابل للفصل والمزود بزعانف تحكم بقطر أقل من قطر جسم الصاروخ.

يبلغ طول الجسم 11 مترا وقطر الجسم حوالي 85 إلى 95 سنتيمترا وهذا ما يضع الصاروخ الجديد في فئة الصواريخ ذات نسبة الطول إلى القطر الأصغر مثل صاروخ خرمشهر. ويقدر هذا العدد بحوالي 11.6 إلى 12.4 لصاروخ قاسم.

إن تقليل نسبة الطول إلى القطر للصاروخ، والمعروف أيضًا باسم نسبة النحافة Slenderness ratio، له ميزة زيادة صلابة هيكل الصاروخ وتقليل الانثناء (buckling)، ونتيجة لذلك، لتحقيق قدرات الهيكل المحددة، يمكن تقليل وزن الهيكل إلى حد ما.

والنقطة المهمة الاخرى هي انه من خلال النظر إلى المصادر العلمية فان الصاروخ ذو نسبة الطول إلى القطر الأصغر يكون أكثر ملاءمة للطيران بسرعات عالية. وبالطبع، يزيد القطر الاكبر أيضًا من قوة السحب في مرحلة الذروة، والتي يمكن تعويضها بدفع أقوى؛ الدفع الذي يتمتع به الهيكل الأكبر للصاروخ الجديد ويتمتع بمساحة كافية لاستيعابها.

يتم إرفاق صاروخ قاسم بالرأس الحربي بعد قسم الدفع، مع قسم وسيط قطري متكيف. ويبدو أن سبب استخدام هذا الادغام القطري يشبه سبب استخدام نفس القسم في صواريخ "قيام" و"قدر" و"سجيل" الباليستية، أي استخدام رأس حربي موجود بالفعل وليس تصميم رأس حربي جديد بنفس قطر الصاروخ الجديد.

وفي الواقع، إذا توفر رأس حربي بالقدرات التشغيلية المطلوبة، فإعادة تصميم رأس حربي جديد يعد في الاساس، إهدار للموارد، وبدلاً من ذلك، فإن استخدام رأس حربي تم تصميمه واختباره وإنتاجه مسبقاً يقلل بشكل كبير من تكاليف البحث والتطوير.

ان مقدمة هذا الرأس الحربي - غير مدببة وله زاوية انحناء عالية - مثل صواريخ "ذو الفقار" و"دزفول" الأسرع من الصوت، والذي تم صُنعه بهذه الزاوية لمقاومة التسخين الديناميكي الهوائي، وبالإضافة إلى ذلك، تم استخدام مادة مدمرة للجرافيت في مقدمته.

كما تظهر القياسات أن قطر قاعدة الرأس الحربي لصاروخ "قاسم" يشبه قطر صاروخ "ذو الفقار"، وهذا يعزز فرضية استخدام نفس الرأس الحربي على الصاروخ الجديد، وإلا فإن قطر الرأس الحربي لا ينبغي أن يكون أصغر من قطر هيكل الصاروخ.

ومن الممكن أيضًا، انه مثل الرأس الحربي لصاروخ ذو الفقار، تم وضع محرك دفع داخل الرأس الحربي، والذي يتم استخدامه بعد فصل الرأس عن محرك دفع المرحلة الأولى. حيث يظهر في صور اصابة الرأس الحربي للهدف الذي تم استهدافه بصاروخ قاسم، أن الدافع لا يزال يعمل.

مزايا التصميم الجديدة

على عكس الافتراض المبدئي بأن صاروخ قاسم هو نموذج جديد لجيل صواريخ فاتح، فإن الزيادة في القطر دون زيادة كبيرة ملحوظة في الطول، والتي تسبب اختلافًا ملحوظًا في نسبة هزالة هذا الصاروخ، هو أول فرق بينها وبين فئة فاتح. في حين ان صاروخ ذو الفقار، والذي يعد نموذجاً أكبر لصاروخ فاتح، فمع زيادة الطول، زاد القطر أيضًا، ونتيجة لذلك بقيت نسبة الطول إلى القطر كما هي تقريبًا مثل صاروخ فاتح. والاختلاف الثاني بين تصميم صاروخ "قاسم" وجيل فاتح هو الاختلاف في قطر قاعدة الرأس الحربي مع الجسم الرئيسي للصاروخ والذي تمت مناقشته سابقاً.

لكن أهم ما يميز صاروخ قاسم هو استخدام تصميم جديد وفريد ​​إلى حد كبير بين الصواريخ الباليستية، واستخدام ثمانية أجنحة موازنة ثابتة صغيرة في نهاية هيكل الصاروخ.

وفي صواريخ فئة فاتح، يعتبر وجود أربع أجنحة موازنة صغيرة وأربع أجنحة مثلثة أصغر أمام المثبتات بمثابة التعريف الواضح لهذه الصواريخ. لكن لم يرد ذكر للأجنحة المثلثية الصغيرة في الصاروخ الجديد، كما زاد عدد أجنحة التثبيت من 4 إلى 8.

وقد تم فعل ذلك بالتأكيد لتوفير القوة الكافية لتحقيق الثبات المطلوب دون زيادة مساحة أجنحة التثبيت. وفي الواقع، فان لهذه الأجنحة نفسها لها تصميم مماثل لتلك المستخدمة من قبل جيل فاتح، مما يقلل مرة أخرى من وقت وتكلفة تطوير الصاروخ، لكن عددهم وزوايا ترتيبهم حول جسم الصاروخ مختلفة عن السابق، مما يعد تغييراً في التصميم.

ويعد استخدام 8 أجنحة تثبيت في هذه الفئة من الصواريخ فريدًا من نوعه تقريبًا. ونظرًا لتقليص طول الصاروخ وتقليل المسافة بين الاجنحة في نهاية جسم الصاروخ ومركز ثقله، فقد تكون هناك حاجة إلى مساحة سطح أكبر لتحقيق الثبات، لكن خبراء منظمة الصناعات الفضائية الجوية في وزارة الدفاع قاموا بزيادة عدد الاجنحة بدلاً من زيادة مساحة الاجنحة الرباعية والتي يرافقها أيضًا مشاكل في التخزين والنقل وتركيب الصواريخ على المنصات، وحاجتها أيضًا إلى إنفاق الوقت والمال لإعادة التصميم والمحاكاة.

الميزات التشغيلية

صاروخ "قاسم" هو الصاروخ الباليستي التكتيكي الأبعد مدى في البلاد بعد صواريخ "دزفول" بمدى 1000 و صواريخ "ذو الفقار" بمدى 700 كم. (تجدر الإشارة إلى أن صاروخ سجيل ذو المرحلتين الذي يبلغ مداه 2000 كيلومتر يقع ضمن فئة الصواريخ بعيدة المدى والصواريخ الاستراتيجية).

وفي الواقع، قطعت صناعة الدفاع في البلاد شوطاً كبيراً بصواريخ فاتح 110 بمدى 300 كيلومتر، وفاتح 313 بمدى 500 كيلومتر ثم ذو الفقار بمدى 700 كيلومتر، واليوم وبعد أقل من 4 سنوات بعد صناعة صاروخ ذو الفقار تستمر زيادة المدى بنسبة 100٪.

ويمكن اعتبار صاروخ "قاسم" الذي يبلغ مداه 1400 كم أول صاروخ باليستي تكتيكي إيراني وصاروخ يعمل بالوقود الصلب يمكن أن يصل بسهولة إلى الأراضي المحتلة.

ففي السابق، كان من الممكن أن يستهدف صاروخ دزفول الذي يبلغ مداه 1000 كيلومتر بعض المناطق المحدودة في الأراضي المحتلة إذا تم إطلاقه من بعض النقاط الحدودية - والتي كانت هي نفسها تعاني من مشاكل تشغيلية - ولكن اليوم مع صاروخ "قاسم" الجديد يمكن إطلاقه بسهولة من عمق البلاد واستهداف أي نقطة في الأراضي المحتلة يتمركز فيها الصهاينة بدقة لا مثيل لها.

كما ان الإطلاق من عمق آمن من داخل الدولة يقلل بشكل كبير من إمكانية اكتشاف الصواريخ قبل الإطلاق، كما أنه يمنح أنظمة الدفاع الصاروخي للعدو فرصة أقل للرد المحتمل، ولكن في هذه المرحلة أيضًا فان الرأس الحربي لصاروخ قاسم المنفصل - والذي يعكس الكثير من موجات الرادار وكونه أصغر من جسم الصاروخ وسرعته العالية في الغلاف الجوي تجعل الدفاع صعبًا للغاية بالنسبة لأنظمة صواريخ العدو وتزيد بشكل كبير من معدل نجاح الضربات الصاروخية.

وتجدر الإشارة إلى أنه إذا كانت التكهنات الواردة في هذا التقرير حول تشابه الرأس الحربي للصاروخ الجديد مع صاروخ "ذو الفقار" صحيحة، فإن الرأس الحربي المستخدم في صاروخ "قاسم"، قد اجتاز الاختبار العملي الفعلي مرتين وقد أثبت فعاليته في استهداف مواقع تنظيم داعش في سوريا بشكل جيد.

وبصرف النظر عن إمكانية زيادة مدى صاروخ "قاسم" إلى 1800 كم، فإن هذا الصاروخ يتمتع بأداء تكتيكي ولوجستي أفضل نظرًا لأبعاده ووزنه الأقل بكثير من صاروخ "سجيل"، مما يجعل من الممكن الاختباء قبل إطلاقه وتسريع عملية الإطلاق بسبب عدم الحاجة إلى جعل الصاروخ عموديًا وتثبيته في هذه الحالة. كما ان القدرة على توجيه الرأس الحربي إلى نقطة الاصابة عن طريق أجنحة التحكم الديناميكي الهوائي هي أيضًا شيء ثابت في هذا الصاروخ.

وكما ذكر سابقاً يقلل صاروخ قاسم بشكل كبير من فرص أنظمة الدفاع الصاروخي للعدو لاعتراض وتدمير ناجح بسبب السرعة العالية التي تدخل الغلاف الجوي مقارنة بالصواريخ مماثلة المدى وسرعة ماخ 5 التي تفوق سرعة الصوت في وقت الاصطدام.

بينما حقق هذا الصاروخ ضعف مدى صاروخ "ذو الفقار"، وهو أطول من صاروخ "ذو الفقار" ب 70 سم فقط، مما لا يجعله بحاجة الى منصات إطلاق أطول ومن حيث الإخفاء واللوجستيات والتنقل التكتيكي. يجب أن يكون لصاروخ قاسم أداء جيد.

كما تظهر الحسابات الأولية أن خصائص سرعة الصاروخ في الغلاف الجوي الخارجي يمكن أن تجعله خيارًا قابلاً للتطبيق للمهمات المضادة للأقمار الصناعية التي تصل إلى مدار أقل من 600 كيلومتر في المستقبل.

/انتهى/