باحث لبناني لـ "تسنيم": لم يعد هناك تاثير للعقوبات الامريكية على ايران

قال الباحث اللبناني والمتخصص في شؤون العلاقات الدولية والقانون الدولي الدكتور "علي مطر" انه لم يعد هناك أي تأثير للولايات المتحدة الامريكية فيما يتعلق بملف العقوبات على الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث ان هذه العقوبات الأحادية لم تعد تصدر الا من خلال الادارة الامريكية فقط.

وفي تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء قال الباحث اللبناني والمتخصص في شؤون العلاقات الدولية والقانون الدولي الدكتور "علي مطر" فيما يتعلق بتداعيات اعلان الولايات المتحدة أنها قد فعلت آلية الزناد لإعادة عقوبات مجلس الامن على ايران بالرغم من أن اوروبا والدول الأخرى تعارض مثل هذه السياسية الأمريكية الأحادية حيث ان رغم هذا الادعاء الأمريكي لازالت العقوبات تراوح مكانها: "اليوم لم يعد هناك أي تأثير للولايات المتحدة الامريكية فيما يتعلق بملف العقوبات على الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث ان هذه العقوبات الأحادية لم تعد تصدر الا من خلال الادارة الامريكية نفسها وهي بطبيعة الحال وان كانت مؤثرة فان تأثيرها يقتصر على ما تفرضه الولايات المتحدة الامريكية، حيث انه اليوم لا يمكن فرض عقوبات على الجمهورية الاسلامية من خلال مجلس الامن الدولي كون هناك فيتو يستخدم من قبل روسيا والصين وهذا يعطل مفعول هذه العقوبات بشكلها الاوسع كما كانت في السابق، وبالتالي هي تقتصر على ما تقوم به الولايات المتحدة الامريكية وهي وان كانت تؤثر كما ذكرنا سابقا الا انها لم تعد تؤثر بالشكل الكبير جدا كما تتوقع واشنطن على ايران التي وجدت أساليب متعددة وكذلك الدول الاخرى التي وجدت أساليب متعددة للتعامل مع ايران وكسر هذه العقوبات، فضلا عن انه هناك ثمة مسار جديد في النظام الدولي والقائم على التعدد خاصة انه بعد انتشار فيروس كورونا أصبحت صورة الولايات المتحدة الامريكية مهزوزة وأصبح تحكمها بمسار النظام الدولي متراجعاً وبالتالي تقدمت دول اخرى مثل الصين ولم تعد الولايات المتحدة الامريكية هي المسيطر فقط في النظام الدولي وبالتالي بدأت تتبدل العلاقات الدولية باتجاه بعيد نسبياً عن الولايات المتحدة الامريكية وهذا ما يخفف من وطأة ملف العقوبات على الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وحول ادعاءات أوروبا في الكلام انها تعارض الإجراءات الامريكية تجاه إيران ولكن في العمل فإنها تتماشى مع العقوبات والحظر الأمريكي والدولي ضد إيران، وعن إمكانية عدم اكتفاء إيران بهذا الدعم الأوروبي الكلامي وان تتخذ أي اجراء ضروري لتحقيق مصالحها التي أكد عليها الاتفاق النووي. خاصة اننا نعلم ان إيران باتت تتبع نهج المقاومة الفعالة منذ فترة تجاه الرغبات الامريكية وبناء على هذا تمكنت طهران من انتزاع تنازلات وامتيازات من الطرف الاخر في مجال مصالحها الوطنية بالرغم من أنها تحملت بعض التكاليف في هذا السياق، وعن الإجراءات والقرارات التي ينبغي على إيران اتخاذها في هذا المجال قال الدكتور مطر: ان مشكلة الأوروبيين اليوم انهم لا يزالون على الرغم من كل ما حصل من مسار في النظام الدولي والعلاقات الدولية خاصة بعد انتشار فيروس كورونا وما حصل في ايطاليا لا يزالون يرتهنون في خيارهم وقرارهم السياسي للولايات المتحدة الامريكية وهم من قبل ذلك رفضوا هذه العقوبات وقالوا اننا لن نأخذ بها وقالوا باننا سنذهب الى آلية محددة للتعامل مع ايران ولكسر هذه العقوبات الا ان وعودهم كانت غير كافية وتعاملهم لم يكن على قدر التطلعات حيث انهم لا يزالون متأثرين بالسياسة الامريكية وبالقرار الامريكي ولا يمكنهم اتخاذ قرارات جريئة في وجه السياسة الامريكية وفي وجه الادارة الامريكية وبالتالي لا يمكن للجمهورية الاسلامية ان تقف مكتوفة الايدي امام هذه الوعود الاوروبية التي لا تنفذ ولا بد من الوصول الى خيارات اخرى في وجه العقوبات الامريكية وبالتالي يمكن القول ان من اوجه هذه الخيارات هي مقاومة هذه العقوبات وعدم الوقوف امام انهيار الاتفاق النووي والذهاب اكثر نحو البحث عن بدائل للطاقة وغيرها من الامور بشكلها السلمي الذي لا يعارض القانون الدولي وهو ما تفعله الجمهورية الاسلامية الايرانية وذلك من اجل المحافظة على مصالحها في الدرجة الاولى لانه هناك مصالح وطنية عليا ومصالح سيادية لايران لا بد من مراعاتها على عكس ما تفعل الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية.

وأضاف انه بناءً عليه يمكن للجمهورية الاسلامية الايرانية اتباع المسار الذي اتبعته من خلال عدم العودة الى الاتفاق النووي الا بعد الالتزام الامريكي والاوروبي بهذا الاتفاق والالتزام الأممي والمجتمع الدولي بهذا الاتفاق وانها لم تعد أسيرة هذا الاتفاق لانها لم تنكث به بل دونالد ترامب هو من فعل ذلك وبالتالي يمكنها العودة الى ملفها النووي السلمي وهذا ما تقوم به بشكل تدريجي وأيضا من خلال العمل على كسر العقوبات والتعامل مع الدول الاخرى كما حصل مع فنزويلا ومع سوريا لان هذا يعتبر من حق الجمهورية الاسلامية الايرانية والانفتاح أكثر نحو الصين وروسيا ودول اخرى وهو ايضا ما تقوم حاليا بتفعيله الجمهورية الاسلامية لانه يعود بالمنفعة على مصلحتها العليا.

/انتهى/