احمد ياسين لـ "تسنيم": المبادرة الفرنسية هي مجرد فترة من الأمريكي للفرنسي لايجاد خرق وفق الشروط الامريكية

واشار الاعلامي والمحلل السياسي اللبناني احمد ياسين في حوار خاص مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أخر التطورات على الساحة اللبنانية ومنها ملف تشكيل الحكومة الجديدة أن "الولايات المتحدة لا تريد حسم اي ملف من الملفات الاساسية قبل حسم اسم الرئيس الاميركي المقبل ولبنان يشكل ساحة صراع اقليمية اساسية بالنسبة للمشروع الاميركي"، مؤكدا ان "القبول المسبق بشروط صندوق النقد الدولي على لبنان تعني بشكل وآخر تسليم لبنان اقتصاديا وماليا بشكل كامل للسياسة الاميركية".

وفي ما يلي نص الحوار الكامل مع الاعلامي والمحلل السياسي اللبناني احمد ياسين مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء:

تسنيم: لماذا هاجم سعد الحريري حزب الله خلال مقابلته الأخيرة رغم كل التعاون البناء الذي صدر من قبل حزب الله لتشكيل الحكومة الجديدة سوء برئاسة سعد الحريري او من قبل شخص أخر، هل هجومه ضد حزب الله نابع من الضغوط والتدخل الأمريكي السعودي؟

احمد ياسين: حزب الله منذ اليوم الاول كان حريصا على الاستقرار وعلى السلم الاهلي في لبنان، الرئيس الحريري منذ بداية حياته السياسية مرتبط ارتباطا وثيقا بالسعودية ومتأثر بتوجهها السياسي في لبنان. هجوم الحريري على حزب الله يندرج في سياق الحرب النفسية ووضعه تحت الضغط باعتبار انه من الممكن ان يتنازل تحت هذه الظروف ويسلم للسياسية الاميركية في لبنان. الحريري هاجم حزب الله لتقديم اوراق اعتماد جديدة للمملكة والولايات المتحدة وتقديم نفسه رجل السعودية الاول القادر على تحجيم حزب الله هذا ما لم يحصل بالتجربة. علما ان الحزب كان حريصا دائما على تقديم تنازلات ان لزم الامر للحفاظ على الاستقرار والامن في لبنان وهذا ما تكرر في الظرف الحالي.

تسنيم: هل حقا ان لبنان يواجه خطر حرب أهليه كما تحدث عن ذلك قبل ايام سعد الحريري ومن هي الجهات التي يمكن ان تفتعل مثل هذه الحرب ان كانت هناك حرب أهلية وفق ما يعتقد الحريري؟

احمد ياسين: التهديد بحرب اهلية او زوال لبنان جاء بداية على لسان الرئيس ماكرون عند زيارته لبنان بعد تفجير المرفأ معتبرا ان لبنان متوجه نحو الانهيار اذا لم يلتزم بالمبادرة الفرنسية وشروطها. واليوم الرئيس الحريري يعيد نفس الكلام لزيادة الضغط على الثنائي الوطني حزب الله وحركة امل وحلفائهم ووضعهم امام خيارين اما القبول بالشروط الاميركية واما الذهاب نحو الخراب والانهيار الشامل. والحريري اليوم يقدم نفسه كفرصة اخيرة اما المضي بها واما الانهيار.

تسنيم: هل يمكن القول أن أمريكا والسعودية هي التي أوصلت المبادرة الفرنسية الى طريق مسدود وحالت دون ان يتمكن مصطفى اديب من تشكيل الحكومة الجديدة؟

احمد ياسين: اعتقد انه منذ البداية لم يكن هناك مبادرة فرنسية بما للكلمة من معنى، هي فترة سماح اعطاها الاميركي للفرنسي لمحاولة احداث خرق ما وفق الشروط الاميركية، وعندما شعرت الولايات المتحدة ان الامور لا تسير وفق ما تشتهي بشكل كامل عمدت الى عرقلتها من خلال ادواتها في لبنان والذي لعب دور اساسي بعرقلتها ما يسمي نادي رؤوسا الحكومات السابقين. اعتقد ان الولايات المتحدة لا تريد حسم اي ملف من الملفات الاساسية قبل حسم اسم الرئيس الاميركي المقبل ولبنان يشكل ساحة صراع اقليمية اساسية بالنسبة للمشروع الاميركي. الولايات المتحدة تضع لبنان امام خيارين لا ثالث لهما اما الجوع والانهيار الشامل او القبول بنبذ المقاومة وحصارها واسقاطها وهذا ما لن يحصل وهذا ما اثبتته تجربة السنين الطويلة مع الولايات المتحدة وكيان العدو. الاسابيع المقبلة حٌبلى بالتطورات وربما المفاجأة والجميع ينتظر ما ستؤول اليه الانتخابات الاميركية المقبلة ليبنى على الشيء مقتضاه.

ما حصل خلال الاسبوعين الماضيين اتصالات فرنسي سعودي افضى الى القبول بتسمية الحريري شرط وجوده على رأس حكومة اختصاصيين دون تدخل سياسي مع تسجيل خرق بسيط بقبوله تسمية وزير المال من قبل الثنائي الوطني حزب الله وحركة امل. بالإضافة الى القبول المسبق بشروط صندوق النقد الدولي على لبنان والتي تعني بشكل وآخر تسليم لبنان اقتصاديا وماليا بشكل كامل للسياسة الاميركية وهذا ما لم يمكن القبول به. الموضوع لان بيد رئيس الجمهورية الذي دعا الى استشارات نيابية الاسبوع المقبل تؤدي الى تسمية رئيس مكلف لتشكيل الحكومة. لكن يتم ذلك ربما... شخصيا اعتقد ان خرقا كبيرا لن يحدث قبل موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الجميع ينتظر ما ستؤول اليه الامور.

تسنيم: على ماذا ستركز المحادثات القادمة المزمع عقدها بين لبنان والكيان الصهيوني حول ترسيم الحدود بين الطرفين؟

احمد ياسين: بموضوع ترسيم الحدود البحرية فالأمر ليس مستجد وعمره اكثر من عشر سنوات تحمله الرئيس بري واوصله الى خواتيمه والان الامر مرتبط بتفاوض غير مباشر برعاية رئيس الجمهورية. وهذا الامر طبعا لا يعني تطبيع العلاقات مع العدو بل الحفاظ على حق لبنان في نفطه وسيادته.

/انتهى/