الشيخ الدكتور خالد الملا لـ "تسنيم": الشهيد سليماني من ساحة الجهاد الى العمل للتقريب بين المذاهب
اكد رئيس "جماعة علماء العراق" الشيخ الدكتور الشيخ خالد الملا " ان الشهيد قاسم سليماني كان داعما لخط الدين والتوجه العقائدي والفكري المعتدل ومتابعاً لموضوع مشروع التقريب بين المذاهب الإسلامية والوحدة بين المسلمين والذي هو أساسه مشروع دعا اليه الإمام الخميني (رض) بعد انتصار الثورة الإسلامية ".
وقال الشيخ الدكتور خالد الملا في مقال خص به وكالة تسنيم الدولية للانباء :الحاج الشهيد سليماني كان يعمل جاهداً كي يرى الأمة الاسلامية متوحدة قوية متطورة محافظة على ثرواتها وجميع نشاطاتها وخاصة الدينية والعلمية لأنه كان يقول دائماً بأن المذهبية قوة وإثراء وليس ضعف وهزيمة ويقول لاتدعوا عدونا يستثمر اختلافاتنا المذهبية وعلينا أن نوظف هذه الإختلافات قوة لنا جميعاً فقد كان داعما بالمال وغيره لكل حركات العمل الإسلامي الوحدوي .
فيما يلي اليكم نص المقال:
الحاج قاسم سليماني
في عيون أهل السنة في الست السنوات الأخيرة خاصة من حياة الشهيد فقد كان الحاج القائد الشهيد سليماني قريباً جداً من العراقيين وخاصة من المناطق التي إحتلتها عصابات داعش التكفيرية ومن المؤكد كان الحاج الشهيد قريباً منذ التغيير خاصة بعد عام ٢ ٣ فهو يتمتع بعلاقات طيبة مع أهل السنة أقصد الطبقة السياسية وبعض رجال الدين ولكن بعد احتلال داعش للمناطق السنية أصبحت علاقته مع السكان المحليين بأوسع أبوابها وذلك من خلال رجال الدين والعشائر والشباب المقاتلين فاحبهم واحبوه واقترب منهم واقتربوا منه وقد رأوا منه ذلك القائد والاب والشجاع والمدافع عنهم بعد أن تخلى عنهم الجميع الا باب الجمهورية الاسلامية فقد فتحت أبوابها واعطت للعراق كل شيء من أجل أن لا تسقط بغداد.
وجميع العراقيين يتذكرون كلمة الحاج الشهيد سليماني حين قالها مدوية [لن أدع بغداد تسقط بيد عصابات داعش] وحمى بغدادَ وقدر الله له أن يُستشهد في بغدادَ وهناك ذكريات كثيرة للحاج الشهيد سليماني مع أهل السنة وواجب علينا إحياء تلك الذكريات في ظل إعلام مأجور مضلل يزيف الحقائق ويقلب الأمور ، الذي يعرفه اهل السنة في العراق وسوريا أن الحاج الشهيد سليماني هو الذي ساعدهم بالتخلص من عصابات داعش التكفير والتقتيل بعد ان فعلت بهم ما فعلت ، بل يعتبروه من أهم الشخصيات التأريخية التي ساعدت على تحريرهم من قبضة عصابات داعش مع أن هناك منهجاً سلبياً يحاول أن يظهر غير الذي ذكرنا !! ولكنه منهج معروف ومخطط مكشوف يدعمه الإستكبار العالمي والدولة والإعلام المتحالف معهم.
حب الحاج الشهيد قاسم سليماني في ضمائر أهل السنة المنصفين وجميع أحرار العالم وسوف يبقى تأريخه ناصع تطلع عليه الأجيال ويتعلم منه المتعلمون.
يظن بعضهم أن الحاج الشهيد سليماني كان مهتماً فقط بالموضوع الجهادي ومقاتلة أمريكا وإسرائيل وأدواتهم في المنطقة ولكن الحقيقة أن الحاج الشهيد سليماني كان داعما لخط الدين والتوجه العقائدي والفكري المعتدل ومتابعاً لموضوع مشروع التقريب بين المذاهب الإسلامية والوحدة بين المسلمين والذي هو أساسه مشروع دعا اليه الإمام الخميني (رض) بعد انتصار الثورة الإسلامية وتابع ودعم وشجع بعد ذلك الإمام أية الله السيد قائد الثورة الاسلامية علي الخامنئي دام ظله ولهذا كان الحاج الشهيد سليماني يعمل جاهداً كي يرى الأمة الاسلامية متوحدة قوية متطورة محافظة على ثرواتها وجميع نشاطاتها وخاصة الدينية والعلمية لأنه كان يقول دائماً بأن المذهبية قوة وإثراء وليس ضعف وهزيمة ويقول لاتدعوا عدونا يستثمر اختلافاتنا المذهبية وعلينا أن نوظف هذه الإختلافات قوة لنا جميعاً فقد كان داعما بالمال وغيره لكل حركات العمل الإسلامي الوحدوي.
ظن الأمريكان ومعهم الكيان الأسرائيلي اللقيط أنه بمقتل الحاج الشهيد قاسم سليماني سوف ينتهي كل شيء ويضعفوا مقدرات أمتنا وديننا ومذاهبنا وهم واهمون بهذا التفكير الأحمق فهم لا يعلمون أن الموت والشهادة بالنسبة لنا هي الحياة الحقيقية وما هذه الملايين التي خرجت في محافظات ومدن العراق والجمهورية الاسلامية.
في تشيع الشهداء القادة ولمدة أيام الا دليلاً واضحاً على حب الناس لهم وأن طريقهم طريق الحق وأن هذه المجاميع البشرية ما خرجت الا تأيداً لمنهجهم واحياءً لمسيرتهم وسيرتهم وهذا ما أشار اليه القائد الامام علي الخامنئي حفظه الله في لقائه مع أُسر الشهداء واعتبر ذلك صفعة بوجه الإستكبار العالمي وحلفائهم .
والصفعة الثانية هي التظاهرات المليونية التي خرجت في بغداد وطالبت بضرورة طرد القوات الأجنبية من المنطقة والعراق خصوصاً كردة فعل على إستشهاد قادة النصر وينبغي أن يكون هذا أعني الرفض لوجود القوات الامريكية في المنطقة هو ضمن الثقافة التي يحملها الجميع ونبدأ بالاعلام لنوجه خطابنا الرافض لوجود أمريكا وقواعدها وأن وجودها خطأً كبيرا وقد قال البرلمان العراقي مقولته في ذلك بقرارهم التأريخي باخراج القوات الأجنبية ونحن نطالب بتفعيل هذا القرار ومتابعته من خلال أعضاء البرلمان وخاصة أعضاء البرلمان السنة حتى ينعكس على الجماهير.
ولكن الأهم الذي ينبغي أن نبدأ به هو الجمهور العراقي جميعه شيعة وسنة من خلال أدواة الإعلام المسموع والمقروء والمشاهد وخاصة في منصات التواصل الإجتماعي وغيره لنخلق جيلاً كارهاً لهذا العدو المستكبر المتغطرس ، وسوف تبقى حرارة الحزن على هولاء القادة الشهداء في قلوبنا تحي جذوة الايمان بالله والثبات على طريق الحق .
انتهى/