رمضان في دمشق.. عادات وتقاليد توارثتها الأجيال
ارتبط شهر رمضان بصفته مناسبة دينية واجتماعية بعادات وتقاليد توارثتها الأجيال وكان لهذا الشهر طقوس خاصة في دمشق منها ما زالت قائمة ومنها ما تغيرت بتغير المجتمع واختلاف الظروف.
ويتحدث الباحث أحمد بوبس عن العادات والتقاليد الرمضانية قديماً في دمشق فيشير إلى أن اليوم الأخير من شعبان كان يرتبط مع تحلق الناس حول المذياع لإثبات بدء شهر الصوم والكرم لينطلق بعدها المنشدون وهم يؤدون الأناشيد الدينية.
ويشير بوبس إلى أن الحياة كانت تأخذ شكلاً جديداً منذ اليوم الأول في رمضان حيث كانت تغلق المطاعم نهاراً وينتشر باعة العرقسوس الذين كانوا يصنعونه أمام أعين الناس وكان ثمنه في ذلك الوقت فرنك أي خمسة قروش وكان يكفي العائلة ليوم كامل إضافة إلى باعة الناعم وهو من الحلويات الدمشقية المعروفة في رمضان الذين يسوقون له بعبارة (يلي رماك الهوى يا ناعم).
وعلى الجانب الاجتماعي يلفت بوبس إلى أن التكافل كان يظهر جلياً والذي يعد من أهم أشكاله (السكبة) إذ يقوم أغنياء الحارة بطهو كمية كبيرة من الطعام تزيد عن حاجة الأسرة وقبيل المغرب يجري إرسال صحون من الطبخة إلى باقي بيوت أبناء الحارة فيجتمع على موائدهم أصناف مختلفة من الطعام قد تصل إلى عشرة أصناف.
ومن ملامح شهر رمضان وفقاً لبوبس المسحر الذي يوقظ الناس على السحور بطبلته وصوته الشجي وله كل يوم جولتان الأولى عند السحور حيث يوقظ الناس بعبارات جميلة مثل يا نايم وحد الدايم ويدق على الأبواب وينادي باسم صاحب البيت أما الجولة الثانية فكانت عند العصر حيث يقدم له الناس هبات مختلفة مادية وعينية.
ويشير بوبس إلى أن أصحاب المحلات كانوا في الشهر الفضيل يضعون جانب دكاكينهم عند أذان المغرب خوابي الماء ليفطر عليها الذي يدركه آذان المغرب وهو في الطريق كما كانوا يضعون قصاعاً فيها تمر للغاية نفسها.
وكان الأهل يشجعون الأطفال على الصيام فيما يطلق عليه (درجات المأدنة) فكانوا يصومون نصف النهار وكل يوم تزيد مدة الصيام حتى يصلوا إلى صيام يوم بكامله.
أما سهرات رمضان فكانت كما يوضح بوبس هي الأجمل في تقاليد الشهر الفضيل إذ يجتمع الأهل والأقارب في بيت واحد وبعد تناول الإفطار تجتمع النساء للتسلية أما الرجال فيذهبون بعد صلاة التراويح إلى المقاهي ليستمعوا إلى الحكواتي.
المصدر: سانا
/انتهى/