تداعيات الاحتلال الأمريكي للعراق بلغة الاحصاء والارقام

في عام 2003 وجهت الحكومة الامريكية بقيادة جورج بوش الابن اتهامين دوليين للحكومة العراقية، وجود أسلحة دمار شامل كيماوية في العراق ووجود علاقة بين الحكومة وبين تنظيم القاعدة الارهابي، اتهامين لم يتم اثباتهما أبدا.

بوجود هذا السيناريو الأمريكي وتعاون المنظمات الدولية الأمريكية لتنفيذ خطة تم وضعها مسبقاً، بدأت الحرب على العراق في تاريخ 20 آذار 2003 تحت اسم "عمليات تحرير العراق". شارك في هذا الهجوم المفاجئ والشامل 148000 عسكري أمريكي، 45000 بريطاني، 2000 أسترالي، 194 بولندي بصورة مباشرة. وشاركت 29 دولة منها اليابان، كوريا، اسبانيا و.. بارسال مساعدات لوجستية للأمريكان. وتعاونت قوات البيشمركة في كردستان العراق مع الامريكان بالكامل، وقامت بنزع سلاح القوات العراقية في شمال العراق قبل دخول القوات الأمريكية.

دخول 60 شركة أمنية أمريكية في العراق

رغم أن الجنرال تومي فرانكس، قائد عمليات الحرب على العراق، أعلن أن من أهداف الحرب تحرير الثروات العراقية وتسخير آبار النفط لصالح الشعب العراقي، إلا أن الحكومة الأمريكية استعانت بعد سيطرتها على العراق مباشرة، بشركات أمنية، وسلمتها حقول النفط والمراكز الصناعية. من ضمنها شركات سيئة الصيت ومجرمة مثل "بلاك ووتر" التي نفذت لاحقاً كارثة قتل المدنيين العراقيين في ساحة النسور.

مافيا الاعلام الأمريكي وحلفائها في العالم، تحاول دائماً أن تخفي حجم الجرائم وعمليات القتل والخسائر التي تسببت بها الحرب على العراق، ولكن وجود نشطاء محايدين معارضين للحرب ونشطاء حقوق الإنسان، تم الكشف عن القليل من هذه الجرائم وهو قليل أدى إلى فضائح كبيرة لأمريكا.

احصائيات القتلى، الجرحى والمشردين في حرب العراق

توجد احصائيات مختلفة حول القتلى المباشرين وغير المباشرين في هذه الحرب، ولكن أكثر الاحصائيات توثيقاً هي ما ذكرته مؤسسة (Opinion Research Business) البريطانية. وفقاً لهذه الاحصائية، فقد سقط في عام 2007 بمفرده، أي بعد 4 سنوات من الحرب، مليون و 200 ألف قتيل عراقي. الأمر المؤسف في هذه الاحصائية أن حوالي 40% من هؤلاء القتلى كانوا من النساء والأطفال.

أزمة إنسانية في العراق المنكوب بالحرب

في عام 2013 كشفت مجلة شهيرة (نشينال جيوغرافيك) أي بعد 10 سنوات من الحرب، أن الغزو الأمريكي أدى إلى تشريد مليون و 100 ألف عراقي، وهؤلاء يسكنون في المخيمات، ولكن الصليب الأحمر قدر عدد المشردين العراقيين بمليونين وثلاثمائة ألف شخص. وصلت هذه الاحصائيات في عام 2015 إلى أربعة ملايين و أربعمائة ألف مشرد. وهذا نتيجة لعمليات حملت اسم "تحرير العراق"!

خلال أول 3 سنوات من الغزو الأمريكي للعراق، غادر نصف الاطباء العراقيين البلاد. وحتى عام 2007 بلغت نسبة سوء التغذية لدى الأطفال العراقيين 28 في المائة. وأشارت التقارير الرسمية إلى أن أكثر من 60% من أطفال العراق يعانون من مشاكل أعصاب ونفسية.

احصائيات الاعتداءات وتجارة الجنس الأمريكية في العراق

الجانب الاكثر إيلاماً في الخسائر التي سببتها هذه الحرب غير المتكافئة هو احصائيات العنف والاغتصاب ضد النساء والأطفال في العراق. حوادث مؤسفة تم الكشف عن جزء من وثائقها وافلامها المصورة بمرور الوقت.

تشير الاحصائيات الدولية إلى أن 40 ألف امرأة عراقية تعرضت للخطف سنوياً وتم بيعهن من قبل المقاولين الأمريكان في وجهات مجهولة.

وأعلنت جامعة بروكسل في تقرير لها أن اكثر من 10 آلاف مرأة عراقية يقبعن في السجون الأمريكية، و 95% منهن قد تعرضن للاغتصاب.

يقول ناشط في حقوق النساء أنه أبلغ أحد القادة الأمريكان رفيعي المستوى بالاحصائيات المرعبة للاغتصاب والاعتداء على النساء والأطفال، فرد القائد الأمريكي قائلاً: يجب أن تمنحوا جنودنا الحق، أنهم بعيدون عن النساء الأمريكيات منذ عدة أشهر، وهذا النوع من الممارسات طبيعي بالكامل ولا مشكلة فيه!!.

ولم يسلم الأطفال من التصرفات الوحشية الأمريكية؛ كشفت صحيفة الغارديان أنه منذ بداية الحرب وحتى عام 2005، تعرض 150 طفلاً عراقياً للخطف سنوياً، وتم بيعهم في الأسواق السوداء بأسعار مختلفة. ارتفعت هذه الاحصائية بنسبة 30% بعد عام 2005.

 

 

احصائيات الخسائر الاقتصادية للوجود الأمريكي في العراق

عند دراسة الخسائر الاقتصادية الناجمة عن هذا الغزو، هذه الدراسة تمت من قبل مجموعة دراسات دولية، تم تقدير مجموع الخسائر والتي تشمل تدمير البنى التحتية الصناعية و الزراعية والصحية والتسبب بأمراض ناجمة عن المياه غير الصالحة للشرب واستخدام الأسلحة القذرة بصورة خاصة في البصرة وجرائم من هذا النوع، تم التوصل إلى عدد خيالي وهو 25 ألف مليار دولار.

الأمر العجيب هو بالإضافة إلى الخسائر الخيالية، فإن المحاكم الدولية وبضغط أمريكي، أجبرت الحكومة العراقية على دفع 400 مليون دولار للحكومة الأمريكية كتعويضات عن الخسائر التي تعرضت لها القوات الأمريكية خلال هذه الحرب.

الخسارة الكبيرة الأخرى التي تسببت بها الحكومة الأمريكية للعراق هي تأسيس تنظيم داعش في العراق. هيلاري كلينتون و دونالد ترامب اعترفا بان الحكومة الامريكية هي المؤسس الرئيسي لهذا التنظيم الارهابي، وان امريكا عملت مسبقاً على تأسيس وتدريب عناصر التنظيم تحت اسم داعش. كما أن الاجواء غير الآمنة التي حصلت بسبب الغزو الأمريكي للعراق وفرت الحاضنة من اجل ظهور هذا التنظيم الارهابي. الخسائر التي حصلت بسبب هجمات داعش على البنى التحتية العراقية وتهريب النفط وسرقة ذهب العراق بلغت أكثر من 300 مليار دولار حسب بعض التقديرات. في الجانب الزراعي بمفرده، قضى داعش على 40% من الزراعة في العراق.

الحاج قاسم سليماني و أبو مهدي المهندس أكبر حاجز أمام الأهداف الامريكية في العراق

أمريكا شنت هذا الهجوم على الرغم من علمها بالتأثيرات السياسية، الاجتماعية والعسكرية له، لانه كان لديها هدف كبير. أن تكون موجودة في الشرق الأوسط بصورة مستدامة وأن تكون صاحبة الكلمة في المنطقة وان تسيطر على ثروات المنطقة وتسرقها وتمنع ظهور أي قوة في المنطقة. ولكن خلال هذه الحرب اصطدمت أمريكا بحاجز كبير لم يسمح لها بتحقيق أهدافها بسهولة. هذا الحاجز هو الشباب العراقي تحت قيادة الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس حيث وقفا بوجه الأهداف الأمريكية المشؤومة.

الحاج سليماني والحاج المهندس، قادا جبهات مختلفة منذ بداية الغزو والاحتلال في العراق، وقاما بجمع الناس وبصورة خاصة الشباب العراقي ليوجها ضربات قاسية لقوات الاحتلال. في عام 2006 قام الحاج قاسم بتعزيز وتدريب القوات الشعبية العراقية من أجل منع سقوط مناطق الوسط والشمال العراقي بأيدي مرتزقة تنظيم القاعدة الذين كانوا يحصلون على دعم أمريكي خفي، وبذلك أحبط خطة لتقسيم العراق.

عندما وصل داعش إلى منطقة قريبة من كربلاء والنجف وكان يذبح الرجال العراقيين ويأسر النساء، ويعتمد على الدعم اللوجستي الأمريكي في تنفيذعملياته الارهابية، ولم يرحم أحداً من السنة أو الشيعة ؛ انطلق أبو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني مع شباب عراقيين من أجل دفع داعش إلى الخلف والدفاع عن شرف أرض العراق وعرضه وأعادوا الأمن إلى المناطق العراقية المختلفة.

الحاج قاسم والحاج أبو مهدي والشباب العراقيين معهم استخدموا خططاً معقدة من أجل احباط خطط المحتلين الأمريكان وارهابيين داعش في التهريب وسرقة الثروات العراقية، وأعادوا حق الشعب للشعب.

أبو مهدي المهندس والحاج قاسم وقفا سداً منيعاً بوجه الرغبات الأمريكية وعلموا الشباب بأن امريكا يمكن هزيمتها وبالصمود يمكن أن نجعل أمريكا تركع. هذا الأمر جعل الامريكان ومنذ عام 2003 وبالأشهر الاولى للغزو الأمريكي للعراق يحاولون العثور على الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس واغتيالهما. حاولوا اغتيالهما عدة مرات ولكنهم فشلوا في ذلك إلى أن وجه القائدان ضربات متوالية للأمريكان أدت إلى هزائم أمريكية في مختلف أنحاء المنطقة، فأصدر الرئيس الأمريكي أمراً مخالفاً للقانون وانتهك المجال الجوي العراقي وقام بعملية غادرة أدت إلى استشهاد ابن العراق، الحاج أبو مهدي المهندس و ضيف العراق، الحاج قاسم سليماني.

يعلم الشعب العراقي أن امريكا أرادت قتل القائدين الكبيرين من أجل أن يستمر تواجدها السلبي في العراق. الشعب العراقي يعلم أن أمريكا تريد ان تغير شكل قوات الاحتلال ليظهروا بمظهر الدبلوماسيين والمستشارين في العراق ثم يستمرون بتنفيذ نفس الأهداف الهدامة والمعادية للعراق. لذلك يحذر الشعب العراقي الأمريكان بأن الشعب لن يصمت ما دام هناك جندي احتلال على أرضه وأن الشعب العراقي سيستمر على طريق أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني.

انتهى/