الخارجية الإيرانية: إيران تدعم سيادة القانون في روسيا
اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن ما حدث مؤخرا في روسيا شأن داخلي لهذا البلد، وأضاف؛ ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم سيادة القانون في الاتحاد الروسي.
وكان قائد مجموعة “فاغنر” قد دعا الجمعة إلى انتفاضة على قيادة الجيش الروسي بعدما اتّهمها بقتل عدد كبير من عناصره في قصف استهدف مواقع خلفية لهم في أوكرانيا، في اتّهام نفته موسكو.
وبنبرة ملؤها الغضب، قال بريغوجين في رسالة صوتية نشرها مكتبه “لقد شنّوا ضربات، ضربات صاروخية، على معسكراتنا الخلفية. قُتل عدد هائل من مقاتلينا”.
وتوعّد بريغوجين بـ”الردّ” على هذا القصف الذي أكّد أنّ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو هو الذي أصدر الأمر بتنفيذه.
وأضاف أنّ “هيئة قيادة مجموعة فاغنر قرّرت أنّه ينبغي إيقاف أولئك الذين يتحمّلون المسؤولية العسكرية في البلاد”، مؤكّداً أنّ وزير الدفاع سيتمّ “إيقافه”. كما دعا بريغوجين الجيش إلى عدم “مقاومة” قواته.
وأكّد أنّ عديد مقاتليه يبلغ 25 ألف عنصر، داعياً الروس، ولا سيّما عناصر الجيش، للانضمام إلى صفوف مقاتليه.
وقال “هناك 25 ألف منّا وسوف نحدّد سبب انتشار الفوضى في البلاد … احتياطنا الاستراتيجي هو الجيش بأسره والبلد بأسره”، مبدياً ترحيبه “بكلّ من يريد الانضمام إلينا” من أجل “إنهاء الفوضى”.
ونفى قائد “فاغنر” أن يكون بصدد تنفيذ “انقلاب عسكري”، مؤكّداً أنّه يريد قيادة “مسيرة من أجل العدالة”.
وقال “هذا ليس انقلاباً عسكرياً، بل مسيرة لتحقيق العدالة. ما نفعله لا يعوق القوات المسلّحة”.
لكنّ ردّ موسكو لم يتأخّر إذ سارعت وزارة الدفاع إلى نفي اتّهامات بريغوجين، في حين أعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب فتح تحقيق ضدّ قائد فاغنر بتهمة “الدعوة إلى تمرّد مسلّح”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنّ “الرسائل ومقاطع الفيديو التي نشرها ي. بريغوجين على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ضربات مفترضة +شنّتها وزارة الدفاع الروسية على قواعد خلفية لمجموعة فاغنر+، لا تتّفق مع الواقع وتشكّل استفزازاً”.
بدورها، قالت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في روسيا في بيان أوردته وكالات الأنباء الروسية إنّ “المزاعم التي بُثّت باسم يفغيني بريغوجين ليس لها أيّ أساس. لقد فتح جهاز الأمن الفدرالي تحقيقاً بتهمة الدعوة إلى تمرّد مسلّح”.
وفي بيان لاحق اتّهم الجهاز قائد فاغنر بالسعي إلى إشعال “حرب أهلية” في البلاد، مناشداً مقاتلي المجموعة القبض على بريغوجين.
وقال الجهاز في بيانه إنّ “تصريحات بريغوجين وأفعاله هي في الواقع دعوة لبدء نزاع أهلي مسلّح على أراضي الاتّحاد الروسي وطعنة في ظهر الجنود الروس الذين يقاتلون القوات الأوكرانية الموالية للفاشية”، مطالباً مقاتلي فاغنر بـ”اتّخاذ إجراءات لاعتقاله”.
أما الكرملين فقال على لسان المتحدّث باسمه ديمتري بيسكوف إنّ الرئيس فلاديمير بوتين “أحيط علماً بكلّ الأحداث المتعلّقة ببريغوجين. يجري حالياً اتّخاذ الإجراءات اللازمة”.
بوتين: التمرّد المسلح لمجموعة "فاغنر" طعنة في الظهر وردّنا عليه سيكون قاسياً
حذّر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مقاتلي مجموعة "فاغنر" من الخضوع للمغامرة الإجرامية في وقت تواجه فيه روسيا قتالاً صعباً، مشددًا على ضرورة تركيز الجهود على وحدة البلاد، واصفًا التمرد الأخير بأنه "طعنة في الظهر سبق أن تعرضنا لها في الحرب العالمية الأولى".
موقف بوتين جاء خلال كلمة له، السبت، وجهها للشعب الروسي على خلفية الأحداث المتعلقة بدعوة التمرد التي أطلقها مؤسس مجموعة "فاغنر"، يفغيني بريغوجين، حيث أشار الرئيس الروسي إلى أن "القوى الأجنبية كانت تستفيد من الطعنات التي نتعرض لها ولن نسمح بتكرار ذلك وسنواجه اليوم هذه الخيانة الجديدة".
ولفت بوتين إلى أن هناك من يسعى لزرع الفوضى والحرب الأهلية في روسيا، مؤكدًا "سنواجه هذا التهديد الجديد بشكل صارم وقاطع، والخونة سيتحملون المسؤولية أمام الدولة والأجهزة الأمنية تلقت أوامر صارمة بمكافحة الإرهاب وإعادة الوضع إلى طبيعته".
كما أكد الرئيس الروسي أن ردّ موسكو سيكون قاسياً على التمرد المسلّح، وأن ما يحصل هو غدر وطعنة في الظهر.
وأضاف بوتين "أعلنا نظام مكافحة الإرهاب في موسكو وعدد من المقاطعات، وسيتم اتخاذ إجراءات لإعادة الاستقرار في روستوف"، معتبرًا أن "من ينظم التمرد يحاول دفع البلاد للاستسلام والحرب الأهلية".
وإذ أعلن أن القوات المسلحة الروسية تلقت أمراً بتحييد أولئك الذين نظموا التمرد المسلّح، شدد على أن "المعركة التي تخوضها روسيا تتطلب منا الوحدة للتصدي للمخططات الخارجية".
وتابع قائلا "كرئيس لروسيا وكمواطن روسي سأقوم بكل ما بوسعي للدفاع عن روسيا ووقف هذا التمرد المسلح"، مؤكدًا على ضرورة "نبذ أي خلاف أثناء تنفيذ العملية العسكرية الخاصة".
/انتهى/