رئيسي: تواجد الأمريكيين في الخليج الفارسي يزعزع أمن المنطقة


أكد الرئيس الإيراني آية الله ابراهيم رئيسي أن تواجد الأمريكيين في الخليج الفارسي والتطاول على السفن والاستيلاء عليها يسبب زعزعة الأمن في المنطقة.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن رئيسي، الذي يزور نيويورك للمشاركة في الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تحدث خلال لقاء مجموعة من مفكري السياسة الخارجية الأمريكية، عن تاريخ انتهاك الحكومة الأمريكية للاتفاق النووي رغم التنفيذ الكامل للالتزامات من قبل الجانب الإيراني، وقال: مع تغير الحكومة في الولايات المتحدة والإعلان عن استعداد الحكومة الجديدة للعودة إلى التزاماتها، أعلنت جمهورية إيران الإسلامية أيضًا استعدادها للتوصل إلى اتفاق جيد وتابعت المفاوضات بجدية، ولكن بعد فترة تبين أن الأطراف الأخرى لم تلتزم بتعهداتها.

وأشار إلى الحسابات الخاطئة للأمريكيين في قضية أعمال الشغب في ايران العام الماضي، وقال: إن الحكومة الأمريكية، بسبب النصائح الخاطئة التي تلقتها من بعض العناصر المرتزقة التي تدعي بانها إيرانية، وكذلك التقديرات الخاطئة لأجهزة التجسس، تخلت عن المفاوضات بعقد الامل على نتائج أعمال الشغب، في حين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم عبارة عن شجرة عملاقة، لن تؤثر عليها مثل هذه الهزات.

واعتبر آية الله رئيسي انتصار الشعب الإيراني في الحرب الهجينة بمثابة استمرار للانتصارات الوطنية ضد كافة أنواع العداوات الماضية، مثل الانتصار في الدفاع المقدس (1980-1988) وكذلك التغلب على العقوبات الظالمة، وأضاف: المناوئون للشعب الإيراني سعوا إلى تكرار النموذج السوري في إيران، لكنهم أخطأوا لأنهم لم يعرفوا الشعب الإيراني والثورة الإسلامية بعد.

وأشار رئيسي إلى رغبة الولايات المتحدة المتجددة في استئناف المفاوضات بعد فشل مشروع اعمال الشغب، وقال أن المفاوضات جرت عبر بعض الدول الوسيطة، وكان من نتائجها عملية تبادل السجناء الأخيرة.

وحول جريمة ترامب باغتيال الشهيد سليماني، وصف آية الله رئيسي هذا القائد الشجاع بانه قائد مكافحة الإرهاب في المنطقة وان اغتياله هو اغتيال مكافحة الإرهاب وأضاف: الشهيد سليماني كان قائد مكافحة الإرهاب وداعش، ولو لم يتصدى لداعش، لكان الإرهاب قد انتشر في جميع أنحاء أوروبا، وبطبيعة الحال قيل عن داعش بوضوح في اميركا بانه صنيعة اميركا.

ووصف اغتيال الشهيد سليماني بأنه مثال على إرهاب الدولة وأكد على محاكمة مرتكبي هذه الجريمة النكراء.

وفي جزء آخر من هذا اللقاء أكد آية الله رئيسي على أمن الممرات المائية الدولية وقال: إن تواجد الأميركيين في الخليج الفارسي والتطاول على السفن والاستيلاء عليها يسبب زعزعة الأمن في المنطقة.

 

 

وحول آثار انضمام إيران إلى البريكس، أشار رئيسي الى البارز للدول الأعضاء في الاقتصاد والإنتاج الإجمالي في العالم، وقال: نظرا لقدرات إيران البارزة وموقعها في المنطقة، فإن انضمامها لهذه المجموعة سوف يجعلها أكثر قوة.

وأضاف، فيما يتعلق بالعقوبات، قال بايدن في بداية عمله إنه لا يقبل أسلوب ترامب في الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، لكننا لم نشهد حتى الآن أي إجراء مختلف على أرض الواقع. المتوقع من الحكومة الاميركية أنه إذا قالت إنها تلتزم بتعهداتها بالكلام، فعليها ان تظهر التزامها بالممارسة ايضا.

واعتبر آية الله رئيسي إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الأنشطة النووية الإيرانية سلمية دليلا واضحا على ظلم العقوبات ضد إيران وقال: ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قبل أي قانون أو ضوابط أو رقابة، تعتبر وفقا لفتوى سماحة قائد الثورة الإسلامية، أي إنتاج واستخدام للأسلحة النووية امرا محظورا.

وحول وضع المرأة في إيران، سرد نجاحات المرأة في مختلف المجالات العلمية والرياضية وحضورها الفعال في القطاعات السياسية والإدارية والاجتماعية، واعتبر استغلال الغرب لأحداث العام الماضي غطاء خادعا للدفاع عن المرأة وقال: في حادثة العام الماضي عندما تعرضت فتاة لحادث أظهرت جميع التحقيقات الطبية أنها لم تتعرض للضرب من قبل الشرطة ولكن هل ابدت وسائل الإعلام الغربية والأمريكية استعدادها لتبيان هذه الحقيقة؟.

وذكر آية الله رئيسي أن أكبر عدد من السجينات في العالم هو في الولايات المتحدة وأضاف: في الآونة الأخيرة ، قُتلت امرأة شابة وحامل على يد الشرطة الأمريكية للاشتباه في قيامها بالسرقة من أحد المتاجر، وهذه الحالة واحدة من 1200 حالة لاشخاص قتلتهم الشرطة الأمريكية العام الماضي، لكن لماذا لا يبحث الإعلام الأمريكي عن السبب الجذري ويوضح تفاصيل مثل هذه الجرائم؟.

وحول الحرب في أوكرانيا قال: نحن ضد الحرب في اوكرانيا وأعلنا استعدادنا للوساطة من أجل إنهائها، لكن ضرائب الشعب الأمريكي تدفع ثمن صنع الحرب وملء جيوب مصانع الأسلحة من مكان بيع الأسلحة في هذا البلد.

واعتبر آية الله رئيسي مزاعم تزويد ايران لروسيا بالأسلحة أمراً منافيا للواقع، وأضاف: نصيحتنا للحكومة الأمريكية هي وقف القتال والكف عن فرض العقوبات على الشعوب. تشير المعطيات التاريخية إلى أن أمريكا لم تكن في حالة حرب لمدة 20 عاما فقط خلال الـ 250 عاما الماضية.

وأكد رئيسي أن الجمهورية الإسلامية لم تترك طاولة المفاوضات قط لأن لديها منطقا واضحا وثابتا لتوجهاتها وتصرفاتها، وقال: اصول إيران المحررة في كوريا الجنوبية كانت من حق إيران وعلى أمريكا أن تجيب لماذا وقفت بصورة ظالمة امام احقاق حقوق شعبنا.

وأضاف، على أمريكا أن تكون قد أدركت الى الآن بأن استخدام لغة القوة، سواء في شكل عقوبات أو تهديدات ضد الشعب الإيراني، ليس أداة فعالة، وبطبيعة الحال فان حكمنا مبني على الأفعال، وما يمكن أن يؤدي الى كسب ثقتنا، هو تغيير هذا السلوك المتغطرس والعمل على اساس الالتزامات وهو امر لم تنجح أمريكا فيه حتى الآن.

/انتهى/