أزمة التمييز العنصري .. تتفاقم في اسرائيل
أعادت مشاهد المواجهات في تل أبيب طالبي اللجوء من إريتريا والشرطة الإسرائيلية ذاكرة المؤسسة الإسرائيلية عدة عقود إلى الوراء، شكل فيها الأفارقة هاجسا كبيرا لإسرائيل ، وكانوا بمثابة حركة احتجاج اجتماعية ظاهرة أحيانا وكامنة أحيانا كثيرة، وقد وصل الحد إلى وصف المكون الإفريقي بـ التخريبي والرجعي والجاهل.
وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن التظاهرات التي وقعت في مدينة تل أبيب، أدت إلى إصابة العشرات من المتظاهرين وعناصر الشرطة، وقد تم بث صور ومقاطع فيديو لطالبي اللجوء وهم يتجولون بالعصي، بينما كانوا يرشقون الشرطة بالحجارة،
وأوضح احمد الصفدي عضو هيئة العمل الوطني في القدس في حديث "لوكالة تسنيم" إن الاحتلال لا يمكن أن ينصف بين من يعتبرونهم يهود من الدرجة الثالثة واليهود من الدرجة العرقية الأولى، بالتالي هذا من الممكن أن يؤدي الى انهيار دولة الاحتلال، نتيجة التناقضات الداخلية، فالاحتلال ينقلب على تشريعاته وقوانينه فمن الممكن أن ينقلب على من يعتبرونهم من الدرجة الثانية.
حكومة الاحتلال تعمدت وخلال خمسينيات القرن الماضي على توطين يهود من شمال إفريقيا وعلى وجه التحديد من المغرب، في بيوت حي واد الصليب الذي هجّر الفلسطينيون منه وهو احد احياء حيفا القديمة ، في موقع قريب من هذا الحي، أقيمت أحياء لليهود الأوربيين (الأشكناز)، وقد كانت تختلف جذريا من حيث الخدمات والاهتمام الرسمي، وهو ما خلق شعورا طبقيا اثنيا مزدوجا لدى سكان الحي.
وحول ذلك يقول أسامة برهم الخبير بالشأن الاسرائيلي في حديث مماثل "لوكالة تسنيم" إن التمييز بين اليهودي الأبيض واليهودي الاسود ما زال موجود في دولة الاحتلال، حيث باتت صورته أوضح بكثير خصوصاً في ظل حكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو، ولا ينظر للاحتجاجات التي يقودها اليهود الافارقة في كيان الاحتلال بمعزل عن ما يعرف بمجموعة الفهود السود وهي حركة احتجاجية إسرائيلية من الجيل الثاني من المهاجرين من إسبانيا والشرق الأوسط حيث كان معظم عناصرها من الأفارقة عملت الحركة على رفع مستوى الوعي العام بالقضايا الاجتماعية في إسرائيل فيما يتعلق بالتمييز ضد الشرقيين.
وأشار عادل شديد الباحث والكاتب في الشأن الاسرائيلي "لوكالة تسنيم" إن الشكل القاسي والاستخدام المفرط للعنف ضد الارتيريين كان تجاه المعارضة بشكل اكبر من استخدامه ضد من هم ليسوا معارضين.
وبالعودة للاحتجاجات التي تجري في تل أبيب اليوم، نجد أن الرواية الإسرائيلية تتجاوز العوامل الذاتية للاحتجاج في محاولة لتصويره على أنه حركة احتجاج إرتيرية - إرتيرية. فإن السياق التاريخي لاحتجاجات الإريتريين تشير لأوسع وأبعد من ذلك. وكأن الرواية الإسرائيلية تستعير شيئا من التاريخ لتجاوز شيء في التاريخ.
/انتهى/