الجزء الأول/خاص تسنيم.. الحاج وفيق صفا يكشف خفايا أكبر صفقة تبادل للأسرى مع الكيان الإسرائيلي

أكد مسؤول وحدة الارتباط في حزب الله "الحاج وفيق صفا" أن عملية أسر الإسرائيليين سرعت بوقوع حرب تموز، منوهاً إلى أن من هم في الداخل اللبناني كانوا أشد إيلاماً على المقاومة من العدو الإسرائيلي.

وقال مسؤول وحدة الارتباط في حزب الله في حوار خاص مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن سبب حرب تموز ليس كما يعتقد البعض هو أن عملية الأسيرين التي قام بها حزب الله، كانت هي سبب الحرب، في اعتقادنا لو لم تحصل عملية الأسر، كان العدو الإسرائيلي لديه برنامج وروزنامة لهذه الحرب، لأنه أثناء الحرب توضحت المؤامرة بشكل صريح.

وأضاف، عندما كانوا يتحدثون عن شرق أوسط جديد إذن كان هناك مخطط للحرب على أن تأخدنا الحرب بغتة، ربما كانت من نعم الله -سبحانه وتعالى- حدوث عملية الأسر ونبهت المقاومة وأيضاً وكشفت المخطط الإسرائيلي الأمريكي في ذلك الحين، إذن عملية الأسر لم تكن سبباً للحرب وإنما كانت ذريعة لهذه الحرب.

وتابع، أولاً حزب الله لم يبدأ الحرب، ثانياً هذا منطقنا في جميع المراحل. إن حزب الله هو للدفاع عن المقاومة ولبنان، وعن شعب المقاومة، وعن شعب لبنان، وعن سلاح المقاومة. فإذن حزب الله والمقاومة الإسلامية هي عملية دفاعية وليست هي من بدأ الحرب. في كل السنوات التي مرت، كان العدو الإسرائيلي هو الذي يبدأ الحرب، والمقاومة كانت في موقع الدفاع في تلك المواجهة.

 

 

ولدى سؤاله عن معرفة المقاومة بأنه بعد عملية الأسر سيدخل الإحتلال في عدوان ضد لبنان أم لا، قال الحاج وفيق صفا: لا أعرف إذا كانت على يقين أم لا لكن الذي أعرفه هو بمجرد حصول عملية الأسر وصدور البيان السعودي، والبيان الأمريكي والبيان الاسرائيلي، أصبحت المقاومة متيقنة أن هناك شيء ما يُحضر له، بهذه العملية التي حصلت كشفت المخطط وسرعت الخطوات مما أحبط مخططهم. لأنه لو أخذت المقاومة على حين غرة، كانت الأمور مختلفة بالتأكيد وكذلك الصورة مختلفة، إنما بالتخطيط لهذه العملية (عملية الأسر) تصبح المقاومة كلها في حالة جهوزية.

وأكد الحاج وفيق صفا أن المقاومة كانت على أهبة الاستعداد لتلك المواجهة لكنها فوجئت، أثناء الحرب كشف هذا المشروع وأصبح واضحاً، إنما المقاومة على جهوزيتها وأحبطت ذاك المشروع.

 

 

وأضاف الحاج وفيق صفا، لم نكن نرى بوادر حرب، لأن الإسرائيلي كان يعد لها بسرية تامة على مستواه وعلى مستوى بعض الدول في الإقليم، إن عملية الأسر هي التي سرعت وأخذت بالإسرائيلي ليكمل باتجاه الحرب باعتبار مشروعه كان جاهزاً .

 

 

وتابع الحاج وفيق صفا: يجب أن نفصل بين حرب 2006 وبين اتفاق "مار مخايل" ، أولاً اتفاق "مار مخايل" كان بين حزب الله والتيار الوطني الحر وهو بالتأكيد كان تفاهم وتوافق الشرفاء في البلد، ثانياً هاتان الفئتان تلتقيان على مجموعة أمور لذلك تم هذا التفاهم، لكن ليس له علاقة ببعض من كانوا في السلطة في ذالك الوقت.

وأضاف، فوجئنا بالسياسة أن فريق 14 آذار كان يلاقي العدو، المفأجاة أن بعض من في الداخل كانوا يلاقون هذا المخطط في الحكومة اللبنانية. وهنا قلت في المقاومة السياسية التي كان على رأسها أميل لحود ودولة الرئيس نبيه بري هم الذين كان لديهم العامل الأساسي في إسقاط هذا الشرك الذي له علاقة بالمؤامرة على المقاومة، لذلك رأينا من هم في الداخل أشد إيلاماً على الحزب وعلى المقاومة من العدو الإسرائيلي.

وعن كيف استطاعت دبلوماسية المقاومة وأوراق قوتها في فرض شروطها على العدو الصهيوني، قال الحاج وفيق صفا ان المسؤول الأساسي عن لجنة التفاوض هو الأمين العام سماحة السيد حسن نصر الله. شكل لجنة وتولى عملية التفاوض، أعضاء هذه اللجنة - لم يعد سراً باعتبار أصبحوا شهداء – أعضاء اللجنة الحاج عماد مغنية، والسيد مصطفى بدر الدين (ذو الفقار) وأنا، استشهدا و بقيت أنا.

وأضاف، هذه اللجنة كانت تتوالى عملية التفاوض، الرأي النهائي كان لسماحة السيد، نحن في هذه العملية الأخيرة التي حصلت في 2008 حطمنا مجموعة أمور: أولاً تكسير الأهداف التي وضعها الإسرائيلي (دخل ليسحق حزب الله وفشل، ويسلم سلاح حزب الله وفشل، ويبعد حزب الله عن الحدود وفشل، ويسلم الأسيرين اللذان لدى حزب الله بدون شروط أيضاً وفشل. إذن العملية العسكرية فشلت).

وتابع، دخلنا عملية التبادل، هم لديهم مبدأين أساسيين، أولاً بالتبادل الإسرائيلي، الأحياء مقابل الأحياء، والأموات مقابل الأموات، ثانياً لا يطلق سراح المتورطين في الدم الإسرائيلي، تلك القاعدتان في عملية التبادل. وتلك القاعدتان لم تنفذا أيضاً. ولذلك في موضوع الأسيرين، وصلنا إلى "كشف المصير".

 

 

وأضاف، ما هو كشف المصير؟ ما هدفه؟ الهدف منه أولاً أن نربح الوقت، ثانياً أن نربح ثمن الإنسان، لأن الأسيرين الذين لدينا في الحقيقة هم أموات، إذا عرف الإسرائيلي بأنهم أموات سيقل اهتمامه، ثانياً الثمن الذي يقدمه مقابلهم سيصبح زهيداً وبالتالي لن تتم العملية.

وتابع، ذهبنا إلى "كشف المصير" وطلبنا أثماناً عالية والإسرائيلي أخذ يفكر، مقابل كشف مصير الأسير فلان، هل هو كذا؟ ومقابل الثاني هل هو كذا؟ أجرى العدو حساباته، وقال "هناك صفقة وحالة الأسيرين كيف ما كانت، أحياء أم أموات"، استغرقت عملية التفاوض سنتين وهنا كانت الصعوبة، ثالثاً أثرت شهادة الحاج عماد، لكن ايضاً سنتان من التفاوض من المفترض عدم البوح بأي كلمة، همسة، تلميح، وما هو وضع الجنود.

وأضاف، أحياناً لم نكن نعلم هل سيكون ذلك أسهل على المفاوض وأحياناً يكشف ما لديه ويصبح الأمر أصعب، طبعا نحن لا نريد التدليس والغش، لم نقل لهم أنا لدينا إثنان أحياء وهذه من القواعد التي وضعها سماحة السيد وهي الصدق، هل نقول لدينا إثنين أحياء ويتضح أنهما أموات؟ هذا غش وتدليس. نحن لا نفعل ذلك وليس من واجبنا أن نقول إن الذين لدينا أموات.

وتابع، على أساس ذلك ذهبنا لإجراء الصفقة بالحالة التي عليها الاسيرين، لو لاحظتم يوم عملية إجراء التبادل، سألني الصحفيون بما أنكم اتفقتم هل نستطيع أن نعرف مصير الجنديين؟ لم نظهر بالكلام أو الكتابة أن حالة الأسيرين هي كالتالي! ولذلك قلت الآن "كشف المصير"! انظروا بأعينكم لأنكم لم تعطوننا الثمن مقابل "كشف المصير"، لذلك لن نتكلم، اذهبوا واكشفوا المصير بأعينكم!.

وأضاف، هذه الصفقة هي من أنجح الصفقات. وكانت الارتدادات السلبية على الجيش والمجتمع الإسرائيلي وعلى المستوى السياسي الإسرائيلي سيئة جداً. لماذا؟ لأنكم قدمتم الثمن الباهظ جداً لحزب الله مقابل أسيرين ليسا على قيد الحياة.

 

/انتهى/