الامام الخميني فاتح انتصارات القدس الشريف
لقد شهد الصراع مع الكيان الصهيوني تطورات متعددة طيلة العقود التي سبقت انتصار الثورة الاسلامية الايرانية ففي (1948، 1956 ، 1967 ،1973 ، 1982) رغم تعدد الجيوش العربية المشاركة في الحرب على الكيان الاسرائيلي.
بقلم : محمد الياسري
الا انها لم تحقق تقدما يذكر امام ما تمتلكه من قدرات عسكرية وخبرات متراكمة ولكن الاداء العسكري للجيوش العربية كان رديئا جدا باستثناء حرب 1973 نوعا ما ومع ذلك لم يحقق شيئا على الارض وبقيت الاراضي المحتلة تحت تصرف الكيان الصهيوني والنهاية المريرة للجيوش العربية غالبيتها طبعت مع الاحتلال الصهيني ابتداء من مصر والاردن وختمتها منظمة التحرير باتفاق اوسلو المذل.
تغيرت خارطة المواجهة مع الكيان الصهيوني منذ العام 1979 عندما تبنت الجمهورية الاسلامية دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية ومواجهة الكيان الصهيوني رغم الحرب المفروضة عليها من النظام البعثي المقبور فقد تغيرت نتائج العمليات على الارض وتكبد الكيان الصهيوني خسائر فادحة بدءا من العام 1983 نتيجة الدعم المباشر من القيادة الايرانية للمقاومة الاسلامية عبر التسليح والتدريب وارسال افضل القيادات العسكرية الى لبنان مثل الشهيد القائد احمد متوسليان، الذي خطف مع رفاقه الثلاثة في العام 1982 فكانت النتائج هي انسحاب اسرائيلي من جنوب لبنان، تلاه تدمير مقر قوات المارينز الاميركية والقوات الفرنسية في بيروت، وصولا الى العام 2000.
حيث انسحب الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب اللبناني بعد عمليات متواصلة من حزب الله، ثم حرب تموز عام 2006 التي أنهت اصطورة الجيش الذي لايقهر. اما على مستوى فلسطين فقد شاهدنا الحرب الصهيونية على غزة بين عامي 2008 – 2009 والتي انتهت بدون تحقيق اهداف للكيان سوى المجازر بحق المدنيين العزل والاطفال والنساء، فيما تمكنت المقاومة من قتل قائد لواء غولاني المعروف بأنه اقوى الالوية في جيش الاحتلال، تلته معركة (حجارة سجيل) عام 2012 في غزة وفيها ظهرت صواريخ المقاومة وهي تدك المستوطنات وفشل الاحتلال في الحد منها وفي العام 2014 انطلقت عمليات العصف المأكول او البنيان المرصوص كما اسمتها حركة الجهاد الاسلامي، وانتهت بمئات القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال والمستوطنين.
وفي العام 2015 دعا الامام القائد السيد الخامنئي (حفظه الله تعالى) الى ادخال الضفة الغربية في الحرب على الكيان الصهيوني وقد شاركت في الانتفاضية الفلسطينية الثالثة (القدس) التي اشتهرت بعمليات الطعن للمستوطنين في الضفة والصواريخ من غزة وفي الـ 2018 انطلقت مسيرات العودة واستخدمت فيها البالونات الحارقة وصولا الى معركة سيف القدس في العام 2021 التي استخدمت فيها انواع الصواريخ ودكت ابعد المستوطنات في الكيان ومطار اللد وتل ابيب فضلا عن مستوطنات الغلاف التي تحولت الى ركام وشهدت تدمير هائل في المستوطنات واشتراك الضفة وفلسطيني الداخل المحتل والمقدسيين وهنا ظهرت بوضوح القدرات العسكرية الايرانية في فلسطين المقاومة وما حققه الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني من انموذج لايتكرر ابدا.
طوفان الاقصى
عملية تركيبية استراتيجية تكتيكية استخدم فيها الخداع للكيان الصهيوني على مدار أشهر ونفذت بشكل متقن ومدروس وعكست حجم الفشل والضعف في جيش الاحتلال لا سيما على صعيد الدفاع والرد، بل عاجز عن حماية جنوده وقادته وهو ما جعل المقاومة ان تفرض على الاحتلال نمط القتال وافقدته زمام المبادرة والمباغتة وهذا بالتأكيد سيؤثر على العقيدة العسكرية لجيش الاحتلال ، فكانت الصدمة هي الطابع العام في صفوف الجيش وسط عجز قيادة الكيان عن تقديرات الموقف طوال 6 ساعات دون الوصول الى نتيجة لهذه العمليات.
العملية بينت فشل جيش الاحتلال الاسرائيلي من "الرد السريع" وكذلك الفشل في حماية المستوطنات والهاربين منها وحتى فشلا امنيا كبيرا في جميع المعلومات الاستخبارية او استعادة الرهائن بل ظهر الكيان الذي يطلق على قدراته بالحديدة بانها "كارتونية".
اما من الناحية العسكرية ولو اخذنا عينة واحدة وهي فرقة غزة في جيش الاحتلال فنلاحظ ان مقاتلي كتائب القسام قد سيطروا على قاعدة "رعيم" العسكرية مقر قيادة الفرقة وقائد الفرقة "نمـرود ألـوني" وقع اسيرا في قبضة القسام كما قتل ايضا عددا من قادة جيش الاحتلال في الفرقة بالعملية الخاطفة منهم قائد كتيبة الاتصالات 481 المقدم سهار مخلوف خلال الاشتباكات مع كتائب القسام وفقدان الاتصال بقيادة فرقة.
اما على المستوى النفسي فكانت العملية صدمة نفسية شاملة مع اقرار بالهزيمة وفقدان امكانية الانتصار بشكل كامل فضلا عن تذمر كبير وفقدان الثقة بالمؤسسة الامنية والعسكرية .
والخلاصة نرى هذا التقدم الكبير في عمليات المقاومة الاسلامية والذي جاء من رؤية اسلامية شاملة انطلقت من طهران المنيعة وتلاقفتها المخيمات الفلسطينية وغزة والضفة الغربية مع دعم مباشر ومعلن وتبني واضح خلافا للمواقف الدولية والعربية التي طبعت علنا بعد أن أقامت علاقاتها سرا مع الاحتلال في السابق، كما اعلنت دول محور المقاومة وفي مقدمتها العراق وسورية ولبنان واليمن والقوى التحررية في العالم مساندتها للمقاومة الفلسطينية فيما اعلن رئيس تحالف "نبني" الحاج هادي العامري "موقفنا واضح تجاه القضية الفلسطينية وإذا تدخلت أمريكا سنتدخل بدون تردد".
فسلام على الامام روح الله الخميني مع كل اطلاقة وكل صاروخ وكل قذيفة تطلق على المستوطنات الصهيونية وجيش الاحتلال الاسرائيلي.
/انتهى/