طوفان الأقصى.. إمتداد لسيف القدس

باغتت المقاومة في طوفان الأقصى الكيان الصهيوني بالعودة لأسلوب رقعت الزيت بالهجوم على مستوطنات الغلاف ثم التقدم إلى الأهداف التي تليها لكن بأسلوب عسكري وتكتيك مغاير وجديد.

على ما يبدو أن التخطيط الاستراتيجي للمقاومة يقطف ثماره الآن ما بين سيف القدس وطوفان الأقصى وذلك من خلال عدة تكتيكات أهمها...

1- تغيير قواعد الحرب ما بين سيف القدس وطوفان الأقصى حيث قصفت المقاومة العمق الاراضي المحتلة في معركة سيف القدس مما استدعى وبحاجة ملحة للكيان الصهيوني أن يعمل على ترميم الجبهة الداخلية والاهتمام بأمن العمق الصهيوني وتعديل القبة الحديدية تحسباً لاي هجوم آخر من المقاومة.

لكن في طوفان الأقصى باغتت المقاومة الكيان الصهيوني بالعودة لأسلوب رقعت الزيت بالهجوم على مستوطنات الغلاف ثم التقدم إلى الأهداف التي تليها لكن بأسلوب عسكري وتكتيك مغاير وجديد.

2- الاسلوب الجديد لفصائل المقاومة حيث تبدأ العمليات بالتسلل نحو المستوطنات براً ويصاحب ذلك التسلل طيران مظلي من عناصر المقاومة مما يسهل عملية الاختراق المستوطنات، كما يصاحب ذلك الهجوم عمليات بزوارق بحرية من الفرقة الخاصة للمقاومة وهذا ما شاهدناه في عملية الابرار على سواحل عسقلان.

3- الجهد الاستخباري للمقاومة وضع الموساد والشباك في مأزق كبير حيث لم تتسرب اي معلومة عن عملية طوفان الاقصى لأجهزة أمن الكيان وذلك سيعدم الثقة بين أجهزة أمن الكيان الصهيوني ومصادرهم حيث لا تمتلك أجهزة أمن الكيان سوى تفسيرين لما حصل.

الأول: أن المقاومة كشفت عملاء الكيان الصهيوني وقامت بتضليلهم، والثاني: أن مصادر الكيان تم تجنيدهم من قبل المقاومة وقاموا بتسريب معلومات خاطئة لأجهزة أمن الكيان، وبكلا الحالتين هذا تطور خطير في مجال الأمن للمقاومة الإسلامية.

4- مصاحبة العمليات العسكرية بعمليات سيبرانية حيث أسقطت أسطورة الانذار المبكر الذي تبجح به الكيان الصهيوني كثيراً.

5- رفض الكيان الصهيوني الإعلان عن الاحصائيات الحقيقية للقتلى والأسرى في صفوف الجيش الصهيوني خوفاً من الحقيقة التي قد لا يستوعبها المدنيون الصهاينة.

6- فتح الجبهتين والذي سيجعل الكيان الصهيوني بين مطرقة الجبهة الداخلية وسندان الجبهة الخارجية ومع استمرار فقدان السيطرة الصهيونية داخل الأراضي المحتلة سيسهل من فرصة مؤاتية لاستعادة شبعا والجولان.

7- إمكانية استخدام الأسرى من جيش الكيان الصهيوني كدروع بشرية في غزة لإحراج الحكومة الصهيونية.

*الاهداف الاستراتيجية للمقاومة: وتتلخص تلك الأهداف بثلاثة أهداف رئيسية وهذا ما كان واضحاً بترجمة خطاب السينوار على أرض الواقع ومن خلال متابعتنا لعمليات المقاومة في (طوفان الأقصى) تتلخص تلك الأهداف بما يلي...

1- تحرير السجناء من سجن عسقلان من خلال العمليات العسكرية البحرية والجوية والبرية.

2- فصل النقب عن مركز القيادة في تل أبيب مما يسهل عملية اقتحام النقب والسيطرة على مفاعل ديمونة النووي وهذا من خلال تقدم العمليات من غزة بإتجاه الخليل.

3- كما أن وصول المقاومة من غزة إلى الخليل سيربط خط النار مع المجاهدين في بيت لحم ورام الله والضفة الغربية وبذلك يسهل تنفيذ الهدف الاستراتيجي الثالث وهو تطويق وتحرير القدس المحتلة.

* الرد الصهيوني: من الطبيعي جداً أن يقوم الكيان الصهيوني بعمليات عسكرية مصاحبة لحملات إعلامية لتوجيه الرأي العام بالضد من المقاومة ويكون ذلك من خلال عدة تكتيكات أهمها...

1- تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف لبنان وغزة لإقناع الجمهور داخلياً وخارجياً بأن الكيان الصهيوني ما زال يمتلك القوة للرد وبإمكانه استخدام الردع العسكري بكل الأحوال.

2- تسليط الضوء على شرعية هجماتها العسكرية على جنوب لبنان وتحميل الحكومة اللبنانية والمواطنين اللبنانيين تبعات تدخل حزب الله من خلال تنفيذ عمليات عسكرية على المدن اللبنانية وكذلك الحال في غزة.

3- محاولة تحصين الجبهة الداخلية من خلال تسليط الضوء إعلامياً على بعض عمليات جيش الكيان الصهيوني.

4- صناعة حسابات موثقة في مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء عربية من حملة الجنسية الإسرائيلية تقوم بحملات تضليل موجهة تارة للخارج بأنتظار قوة الرد للكيان الصهيوني وتارة أخرى للداخل بنشر بعض مقاطع الفيديوهات والرسائل التي تدل على تعاطف كبير من قبل بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني مما يطمئن المستوطنين اليهود في الأراضي المحتلة.

* الاهداف التي يبتغيها الكيان الصهيوني في الوضع الراهن:

1- التعتيم الكامل على جميع الاخبار الصادرة من مواقع تناصر محور المقاومة واستخدام التضليل الإعلامي بعدم ذكر الحقائق إعلامياً.

2- محاولة الاستفادة من تدخل حزب الله بالحرب لكسب الدعم من مجلس الأمن بإعتبار القضية دولية وليس عمليات داخلية من المقاومة الفلسطينية لتقصير مدة الحرب.

3- إيقاف التقدم الملحوظ للمقاومة و إستعادة السيطرة على الجبهة الداخلية من خلال تحصيل الدعم العسكري الأمريكي.

4-  تطمح إسرائيل إلى إزالة التهديد ضدها من حزب الله، لهذا السبب، ستطالب إسرائيل باتفاق أفضل فيما يتعلق بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي تم تمريره في أغسطس 2002 في نهاية حرب لبنان الثانية، والذي سيضمن على المدى القصير وقف التعزيز العسكري لحزب الله وإزالة الصواريخ الدقيقة من لبنان وذلك ما كان واضحاً من خلال تصريحات الساسة في الولايات المتحدة والكيان الصهيوني التي ركزوا فيها على حزب الله أكثر من كتائب القسام.

بهاء الخزعلي

/انتهى/