الخارجية الإيرانية: دول غربية تشجع الكيان الصهيوني الهمجي/ نقلنا إلى هنية طلب بعض الدول لإطلاق سراح الأسرى لدى حماس


قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن أمريكا منعت مجلس الأمن من القيام بواجباته فيما يتعلق بمتابعة جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني من خلال إساءة استخدام سلطتها.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن ناصر كنعاني، قال في المؤتمر الصحفي الاسبوعي فيما يتعلق بتهديد الكيان الصهيوني باستخدام القنابل النووية في غزة: إن هذا التهديد يضعف النظام الذي يحظر استخدام الأسلحة النووية، معربا عن امله في أن تهتم الأمم المتحدة بهذه القضية بالشكل المناسب والعاجل باعتبارها تهديدا للسلم الدولي.

واضاف إن الأعمال الوحشية المتنوعة التي يقوم بها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني لا يمكن إحصاؤها، وهذه الإبادة الجماعية تحدث يومياً أمام أنظار العالم وبدعم من العديد من الأنظمة الغربية، وخاصة الولايات المتحدة.

وتابع: بحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد شهداء غزة حتى أمس 9770 شهيداً، بينهم  4800 طفل و2550 امرأة، و70% من المصابين نساء وأطفال. ولا يزال 2660 شخصاً، بينهم 1270 طفلاً، تحت الأنقاض، وعدد الجرحى بلغ 24808 شخصا .

وقال:  بحسب الإحصائيات المتوفرة فإن 16 مستشفى من أصل 35 مستشفى في غزة خرجت عن الخدمة  ولا تستطيع 51 عيادة من أصل 72 عيادة موجودة في غزة تقديم الخدمات بسبب نقص الوقود. كما بلغ عدد الشهداء من الصحفيين 46 شخصا.

وأضاف كنعاني: أن كمية المتفجرات التي استخدمت ضد أهل غزة خلال هذه الفترة كانت أكبر بمرة ونصف من القنبلة الذرية التي استخدمتها أمريكا في هيروشيما، فيما بلغت مساحة هيروشيما 900 كيلومتر مربع وقال: من المؤسف أن الولايات المتحدة ضحت بالامن والسلام الدوليين وأخذت مجلس الأمن الدولي رهينة.

من المؤسف أن بعض الدول الغربية أطلقت العنان للكيان الصهيوني الهمجي

وصرح: إننا نرصد صمت الداعمين والمدافعين عما يسمى بحقوق الإنسان الغربية، الذين يصدرون ضجيجا ضد التهديدات الوهمية وغير الحقيقية منذ سنين، لكنهم ظلوا صامتين في مواجهة هذا التهديد الحقيقي، معتبرا ان هذا التهديد يدل علي مدى يأس الكيان الصهيوني تجاه المقاومة الفلسطينية، كما يثبت أنه ليس لدى الكيان حدود لجرائم الحرب التي يرتكبها ولا يتبع أي قانون دولي.

وتابع: على الولايات المتحدة والأنظمة الغربية أن يحاسبوا الكيان الصهيوني على الجرائم التي يرتكبها ضد أهل غزة، قائلا: سنتشاور ونتواصل بالتأكيد مع الأمم المتحدة وأمين عامها بهذا الخصوص، لافتا الى ان علينا أن نعتبر هذه القضية تهديداً خطيراً للسلم الدولي.

قضية غزة أحد محاور زيارة رئيس الوزراء العراقي

وحول زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى إيران قال كنعاني: لا أعلم هل يحمل السوداني معه رسالة في هذه الزيارة أم لا لكن في ظل احتمالية توسيع نطاق الازمة في المنطقة لا يستبعد ذلك.

وتابع: جميع دول المنطقة تعتبر هذا الكيان تهديدا لأمن المنطقة نظرا إلي مستوى وحجم جرائم الكيان الصهيوني خلال 75 عاما الماضية واحتلاله لمناطق من سوريا ولبنان ودعمه للعديد من الحركات الإرهابية في المنطقة.

وفيما يتعلق بسياسة باكستان تجاه المهاجرين الأفغان، أوضح كنعاني: ان هذه القضية شأن باكستاني- افغاني وعلى المسؤولين في إسلام آباد التعليق عليها، قائلا: نعتبر هذه القضية نتيجة سنوات من العدوان الأجنبي لافغانستان وعشرين عاما من الاحتلال الأمريكي لهذا البلد وعلى الحكومة الأمريكية دفع تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لافغانستان.

وتابع: الملايين من الشعب الأفغاني اضطروا إلى ترك أرضهم و بلادهم من أجل حياة أفضل، ولو بشكل مؤقت بسبب الظروف الصعبة، وقال إنها قضية إنسانية ومسؤولية دولية، وقد طرحت إيران هذه القضية دائما في المشاورات المتعددة الأطراف.

واضاف: لقد طرحنا هذه القضية امس في اجتماعنا مع وفد من حكومة طالبان في طهران، وتقرر اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل مشاكل المهاجرين.

وحول الزيارة الأخيرة للوفد الأفغاني إلى إيران قال: ما يهمنا هو ترسيخ الاستقرار والأمن في أفغانستان وحل مشاكل هذا البلد، مؤكدا ان تعاوننا مع كابول مستمر في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية.

وتابع: لا يمكن الفصل بين مصير البلدين الجارين ونحاول أن يكون لدينا تعاون أفضل ونساعد على تحسين الظروف السياسية والاقتصادية الثنائية.

واوضح ان محادثاتنا مع الوفد الأفغاني تركز بشكل أساسي على القضايا الاقتصادية، لافتا الى ان إيران كانت دائمًا الشريك التجاري الأول لأفغانستان، وتهدف زيارات المسؤولين الاقتصاديين في البلدين إلى تعزيز هذه العلاقات العريقة، معتبرا قضايا الحدود و حق ايران من مياه نهر هيرمند والصراعات الحدودية من بين القضايا الأخرى التي نوقشت في هذه الاجتماعات .

وأضاف : فيما يتعلق بتفعيل الحدود والمعابر التجارية، هناك إجماع على توفير المزيد من الأرضية للتعاون الاقتصادي.

 وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن زيارة مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية "علي باقري كني"  الي جنيف جاءت في مباحثات إيران مع الاتحاد الأوروبي والمسؤولين السياسيين الأوروبيين، مع التركيز على التطورات في فلسطين، لافتا الى إن المفاوضات النووية مستمرة ونحن نستخدم مثل هذه الفرص.

لدى أنصار الله في اليمن وجهة نظر خاصة بهم بشأن غزة

وفيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية اليمنية قال: إن الزيارة الأخيرة بين مسؤولي الجانبين كانت استمرارا للمشاورات بين إيران والأمم المتحدة للمساعدة في استكمال العملية السياسية والحفاظ على وقف إطلاق النار في اليمن وتعزيزه وإنهاء الحصار على هذا البلد.

وقال إن دخول جماعة أنصار الله اليمنية في تطورات غزة كان بسبب النهج المبدئي الذي تتبعه، ويدل علي أن المقاومة اليمنية تقف إلى جانب فلسطين.

وحول زيارة وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن إلى المنطقة وتوجيه اتهامات لإيران بالمشاركة في عملية طوفان الاقصى، قال كنعاني: ان واشنطن تحاول تشتيت الرأي العام العالمي وهي ليست طرفا محايدا في الأزمة الفلسطينية، بل جزء من الأزمة.

وأضاف: أثبتت أمريكا أنها تقف إلى جانب الكيان الصهيوني بكل قوتها خلال التطورات الحالية وقال: إذا كانت أمريكا تبحث عن حل للأزمة، فعليها أن تبدأ بسلوكها العملي، موضحا: لقد منعت أمريكا استخدام صلاحية مجلس الأمن لإنهاء جرائم كيان الاحتلال.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية: نحن لا نصدر أوامر لأي جهة، وكما أعلنت حماس وباقي الاطراف الفلسطينية، فإن عملية طوفان الاقصى قرار فلسطيني بالكامل، لافتا الى ان الاتهامات الأميركية لنا لا تقلل من مسؤوليتها عن الجرائم المرتكبة في غزة.

وقال كنعاني: لتعلم الإدارة الأميركية أن جذور الإجراءات المتخذة ضدها في المنطقة تعود إلي سلوكها وسياساتها تجاه دول المنطقة. ولو تصرفت بشكل سليم مع دول المنطقة، فلن يضطر وزير خارجيتها إلى لبس سترة واقية من الرصاص في بغداد.

وفيما يتعلق بالتهجير القسري لسكان غزة قال: أثبت اهالي غزة المظلومون أنهم حاضرون وصابرون في ارضهم ولا يريدون مغادرته رغم السلوك الهمجي الذي تمارسه قوات الاحتلال، معتبرا ترحيل السكان قسراً انتهاك لحقوق الإنسان والقوانين والأنظمة الدولية.

وطالب كنعاني بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق لتوثيق جرائم الكيان الصهيوني، مشددا على ضرورة متابعة جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني دولياً، وإحالة المسؤولين الاسرائيليين إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاكمتهم، داعيا الدول الإسلامية الى اتخاذ إجراءات جدية لوضع حد لجرائم الكيان الصهيوني.

إيران تلقت طلبات من بعض الدول للمساعدة في اطلاق سراحهم من غزة

وأشار كنعاني الى زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية الى طهران، وزيارة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان الى قطر وموضوع تبادل الاسرى، قائلا ان ايران تلقت طلبات من بعض الدول التي كان لها رعايا في فلسطين المحتلة كأيدي عاملة ، للمساعدة في اطلاق سراحهم ، كما تلقت قطر طلبات مماثلة، وخلال محادثاتنا نقلنا هذا الموضوع لمسؤولي حماس ورئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية.

وتابع، حماس مستعدة للمساعدة بنظرة انسانية، لكن المهم الان هو الاوضاع المتازمة والقصف على غزة ، فهؤلاء الاشخاص في اماكن آمنة ، وحسب ما اعلنه مسؤولو حماس فان 60 اسيرا صهيونيا كانوا لدى المقاومة قد قتلوا نتيجة القصف والصواريخ الصهيونية ، وان هذا الكيان الذي لا يأبه لقتل اسراه وجنوده ، لا يتورع ايضا عن قتل رعايا الدول الاخرى ايضا، فهو يستهدف حتى قوافل الجرحى.

وأضاف، ان حماس ابلغتنا بأن الاوضاع الراهنة لا تسمح بامكانية مناقشة الموضوع والتبادل بسبب المخاطر والقلق من استهدافهم.

زيارة أمير عبداللهيان إلى تركيا كانت بشأن غزة

وفي الختام قال كنعاني عن زيارة وزير الخارجية لتركيا: إيران وتركيا دولتان مهمتان في المنطقة ولعبتا دورا فعالا في القضايا المتعلقة بالمنطقة. وجاءت زيارة السيد أميرعبداللهيان نظرا للأوضاع التي تمر بها فلسطين، وجرى بين البلدين حوار جيد. واتفقا على أن ما يجري في غزة غير مقبول بأي شكل من الأشكال، وأنه يتعين على الدول الإسلامية اتخاذ إجراءات جدية لوضع حد لجرائم الكيان الصهيوني.

/انتهى/