حديقة ومبنى "مسعودية" في طهران
شيدت حديقة مسعودية بأمر من الأمير مسعود ميرزا الملقب بـ "ظلّ السلطان" وهو ابن الملك القاجاري ناصر الدين شاه وذلك في عام 1295 هـ بالتحديد على أرض تبلغ مساحتها 4000 متر مربع، حيث كانت على هيئة قصر عظيم بحديقة كبيرة.
ويتضمن المبنى الكبير لهذه الحديقة ديواناً كبيراً وغرفاً وصالات داخلية إلى جانب العديد من الملحقات الخاصة، وقد أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى مؤسسها، وقد بنيت على يد الخبير المعماري الشهير في العصر القاجاري الأستاذ شعبان معمار باشي.
تعتبر هذه الحديقة الجميلة التراثية واحدة من أهم المعالم النادرة في العاصمة طهران، وفيها خمسة دواوين ومطعم وحوض كبير ومبنى سيد جواد ومشير الملك وسردر، وجميع جدرانها وأروقتها وغرفها منقوشة بزخارف رائعة من الجبس ومخطوطات من الفسيفساء والكثير الكثير من النقوش النفيسة، ولكل مبنى فيها خصوصيته المعمارية والوظيفية.
وشهدت هذه الحديقة طوال عمرها أحداثاً حافلة ووقائع انتقشت في تأريخ طهران وإيران بأسرها، فخلال فترة الثورة الدستورية كانت مقراً لدعاة إقرار الدستور من المعارضين لمحمد علي شاه، فقد كانت قريبة من البلاط الملكي آنذاك، وفي تلك الآونة أيضاً حدث خلاف بين الأمير ظلّ السلطان وأخيه مظفر الدين شاه الذي حكم البلاد بعد أبيه.
في عام 1908 انفجرت عبوة ناسفة على مقربة من العربة التي كان يستقلها محمد علي شاه الأمر الذي جعله يصدر أمراً بقصف البرلمان.
تتضمن حديقة مسعودية العديد من المعالم التراثية والثقافية، فقد أسس فيها أول متحف وطني في إيران، وفي عام 1925 شيدت فيها أول مكتبة رسمية في البلاد والتي تعتبر الخلفية الأساسية لتأسيس المكتبة الوطنية الكبيرة التي هي أكبر مكتبة في الجمهورية الإسلامية في العصر الراهن، كما أنّ إحدى غرفها مخصصة للجنة المعارف، وهناك رواق مخصص فيها لحفظ الآثار القديمة التي جمعت من شتى أرجاء البلاد.
وقبل أكثر من خمسين عاماً كانت مباني هذه الحديقة تحت إمرة القوات العسكرية التي جعلت منها كلية عسكرية لمدة قصيرة وفيما بعد أنيطت إلى وزارة التربية والتعليم لتستقر فيها أول وزارة للتربية والتعليم في إيران.
بادرت بلدية العاصمة طهران إلى تشييد مباني إضافية في هذه الحديقة التراثية الكبيرة وبما فيها مبنى كبير فيه مصرف ودائرة بريد ومشتل، كذلك شيدت مبنى آخر مخصص لمكاتب مديرية التربية والتعليم.
/انتهى/