باقري كني: أي عدوان على لبنان سيقابل برد حاسم


حذر وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني الكيان الصهيوني من أي مغامرة ضد لبنان، مؤكدا أن ذلك سيقابل برد حاسم من دول المنطقة والعالم.

وأكد باقري خلال مشاركته في جلسة لمجلس الأمن أن الكيان الإسرائيلي لطالما كان المصدر الرئيس لتهديد الأمن والسلم في المنطقة.

وحث باقري كني مجلس الأمن على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية غزة وأهلها بما فيها إجراءات الفصل السابع ووضع حد للإبادة الجماعية والحرب وتهجير الفلسطينيين. معتبرا أن تقاعس مجلس الأمن شجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم، ومحملا أمريكا مسؤولية جرائم الاحتلال عبر استخدام حق الفيتو لخمسين مرة.

وألقى علي باقري اليوم الأربعاء كلمة باجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك حول "الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضية فلسطين"، حيث خاطب وزير خارجية ايران علي باقري رئيس المجلس والوفود المجتمعة، قائلا إن كيان الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الـ 285 يوماً الماضية، جرائم دولية واسعة النطاق في غزة، ومازال يواصل حملة الرعب والإرهاب بقتل المدنيين العزل في غزة، وخاصة النساء والأطفال.

وأضاف، أن في هذه الحملة المميتة، يُقتل ويُصاب حوالي 20 شخصاً كل ساعة. هذا النظام دمر أكثر من 80٪ من المناطق السكنية في غزة وجميع البنى التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمساجد والكنائس والمراكز التعليمية والأماكن التاريخية. ويستخدم هذا النظام الجوع كسلاح حرب بوحشية عن طريق حظر طرق الإغاثة.

وقال، إن الهجمات والقصف على مخيمات اللاجئين في رفح والهجوم على النازحين والمشردين في خان يونس هي أمثلة فقط على هذه الجرائم اللاإنسانية الأخيرة من قبل هذا الكيان الإرهابي.

وتابع: على الرغم من الإدانة العالمية للإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي يرتكبها كيان الاحتلال في غزة والمطالبة الموحدة للمجتمع الدولي بإنهاء فوري للإبادة الجماعية وقتل الناس في غزة، وإقامة وقف دائم لإطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية، التي انعكست في أربع قرارات للأمم المتحدة، والعديد من بيانات المنظمات الدولية، وثلاثة أوامر مؤقتة من محكمة العدل الدولية، والاحتجاجات الواسعة، يواصل الكيان الصهيوني المحتل ارتكاب جرائمه الوحشية ضد فلسطين دون أي عقاب.

كما أكد أن قادة الحرب في كيان الاحتلال الإسرائيلي وقعوا أخيرا في وهم أن توسيع الحرب إلى لبنان يمكن أن ينقذهم من مستنقع غزة. مشددا على أن الوهم باطلا وخطأ حسابي خطير وسيخرج الوضع المضطرب بالفعل في هذه المنطقة الحساسة عن السيطرة.

وحذر باقري كني بشدة من أي مغامرة وعدوان لكيان الاحتلال الإسرائيلي على لبنان، مؤكدا أنه سيواجه ردا حاسما ومؤلما من المجتمع الدولي، وشعوب المنطقة، ومحور المقاومة. كما لفت إلى أن من مسؤولية الولايات المتحدة كحليف استراتيجي والداعم الرئيسي لهذا الكيان في المنطقة لا يمكن إنكارها في أي عدوان محتمل على لبنان.

وأكد وزير الخارجية الإيراني بالوكالة أن الدعم الأخير لدول المنطقة للمقاومة الفلسطينية ينبع من الجرائم اللاإنسانية للكيان الإسرائيلي في غزة المتواصلة منذ عام 1948. وأن التطورات والمقاومة في غزة والضفة الغربية خلال الأشهر التسعة الماضية أثبتت مرة أخرى أن القضاء على المقاومة الفلسطينية وحماس، كحركة تحررية في مواجهة الاحتلال والعدوان، ليس إلا وهماً.

وشدد باقري كني على أن الدعم من جميع شعوب المنطقة وأحرار العالم للمقاومة البطولية للشعب الفلسطيني أثبت أيضاً أن هذا الشعب ليس وحيداً في تحقيق هذا الحق الطبيعي بموجب القانون الدولي. أن "إٍسرائيل" ليست دولة شرعية، بل هي كيان فقط، ومرور الزمن لن يمنح النظام المحتل الشرعية أبداً، لأن الوضع القانوني للاحتلال هو مؤقت حتى لو استمر لعقود.


وأكد وزير الخارجية الإيراني بالوكالة أن السبيل الوحيد لإعادة السلام هو إنهاء الاحتلال والعدوان وجرائم النظام بشكل فوري وكامل ودائم. محملا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مسؤولية تحقيق هذا الهدف، معربا عن أسفه لفشل هذا المجلس في مواجهة أفعال كيان الاحتلال وعدم اتخاذ الإجراءات والتقاعس خلال ما يقرب من 80 عاماً جعل كيان الاحتلال الإسرائيلي أكثر جرأة في ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني المظلوم.

وطالب باقري كني بشدة تصحيح الأخطاء التاريخية لمجلس الأمن بشأن حقوق الشعب الفلسطيني والقيام بواجباته القانونية والسياسية والإنسانية، خاصة من قبل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. قائلا أن المسؤولية الأمريكية أكبر، لأن هذا البلد بدعمه الواسع للكيان الإسرائيلي، بما في ذلك حوالي 50 فيتو، لم يساهم فقط في هذا الفشل الكبير للمجلس، بل كان شريكاً رئيسياً في ارتكاب الجرائم والاعتداءات لهذا الكيان السيء السمعة من خلال تقديم الدعم المالي والعسكري والاستخباراتي الكامل؛ لذا فإن ادعاء الولايات المتحدة بأنها تسعى لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ومحاولة الوساطة لإقامة وقف إطلاق النار هو سلوك منافق.

كما جدد وزير الخارجية الإيراني بالوكالة مطالبة طهران لمجلس الأمن باتخاذ الإجراءات الضرورية والتنفيذية، بما في ذلك من خلال تبني قرار شامل وملزم بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وإجبار كيان الاحتلال على وقف الإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد غزة بشكل كامل وغير مشروط وفوري، وتنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في غزة، والسماح بإعادة فتح جميع المعابر الحدودية بشكل كامل وغير مشروط للوصول السريع وغير المعوق للمساعدات الإنسانية.

وشدد على ضرورة الزام كيان الاحتلال من قبل مجلس الأمن بالانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط لقواته العسكرية والأمنية من غزة، ورفع الحصار عن غزة، ووقف التهجير القسري للناس، ووقف الأنشطة الاستيطانية غير القانونية، ودفع تعويضات كاملة وفورية عن جميع الأضرار التي لحقت بالشعب والبنية التحتية والمساكن وما إلى ذلك في غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى، لتمكين إعادة إعمار غزة بسرعة. كما أكد ضرورة انسحاب كيان الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، السورية واللبنانية، والامتناع عن أي هجوم عسكري على لبنان أو دول المنطقة الأخرى.

وطالب باقري كني المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية المعنية ضمان محاكمة ومعاقبة جميع مرتكبي وداعمي الجرائم الإسرائيلية في غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى.

وأكد باقري كني أن إيران كانت دائماً جزءاً إيجابياً من تطورات المنطقة، في تثبيت السلام والأمن المستدامين، بما في ذلك مكافحة الإرهاب. في المقابل، كيان الاحتلال الإسرائيلي هو العامل الرئيسي لعدم الاستقرار الإقليمي، وكانت أنشطته الشريرة دائماً تهديداً خطيراً للسلام والأمن الإقليميين والدوليين، مشددا على أن طبيعة كيان الاحتلال الإسرائيلي مبنية على العدوان والاحتلال والإرهاب والإبادة الجماعية. وأن هذا الكيان ورئيس وزرائه السيء السمعة، الذي طلبت المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف بحقه بتهمة جرائم الحرب، دائماً ما يحاولون اتهام الآخرين من خلال حملة من الأكاذيب والمعلومات المضللة، داعيا مجلس الأمن كبح جماح كيان الاحتلال الإسرائيلي الخارج عن القانون وإنهاء جذور الحرب والإبادة الجماعية في غزة وعدم الاستقرار في المنطقة.


كما أكد أن الحل الشامل والعادل والدائم لقضية فلسطين يمكن تحقيقه فقط بإنهاء احتلال جميع الأراضي الفلسطينية، والسماح للشعب الفلسطيني بتحقيق حقه في تقرير المصير من خلال إجراء استفتاء بين جميع الشعب الفلسطيني، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وموحدة السبيل العملي الوحيد لتحقيق السلام والأمن المستدامين في منطقة غرب آسيا.

المصدر: العالم

انتهى/