لتقديم خدماته للمرضى والمحتاجين؛ صيدلي في غزة يفتتح صيدليته على الرصيف

وسط الركام والدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي في مدينة رفح، ينبعث الأمل من قلب مدينة خانيونس. حيث قرر الصيدلي محمد سحويل الذي فقد صيدليته إثر القصف، ألا يستسلم للواقع المرير، فاختار أن يقيم صيدلية مؤقتة على الرصيف أمام مستشفى ناصر، ليواصل تقديم خدماته للمرضى والمحتاجين، رغم كل الصعاب.

وحول هذه الخدمة تقول مواطنة فلسطينية لمراسلة تسنيم في غزة: الحمدالله لقينا صيدليه عند دكتور محمد والحمدلله سهلت علينا كتير، بسبب انو فيش صيدليات خالص بخانيونس، كله دمار كلو مجرف الحمدلله هوا سهل علينا دايمن بلاقي الأدوية الي بدي اياها  والحمدلله.

 

 

في مشهد يعكس روح الصمود والإصرار الفلسطيني، يجلس الصيدلي محمد سحويل، البالغ من العمر ٦٥ عامًا، على الرصيف أمام مستشفى ناصر في مدينة خانيونس، ليبيع الأدوية للمرضى الذين باتوا بلا مأوى وبلا خدمات طبية كافية بعد تدمير المستشفيات والصيدليات أيضاً. محمد، الذي عُرف في مدينته بتفانيه في خدمة الآخرين، لم يستطع البقاء مكتوف الأيدي بعد أن فقد كل ما يملك.

وقال محمد سحويل صاحب الصيدلية لمراسلة تسنيم: لم اجد مكان اضع فيه ادويتي ومكان مناسب لحفظ الأدوية الا اضطرانا الي عمل كشك كما تلاحظون أمام مستشفي ناصر الحزين الذي يفتقر الى ابسط الأدوية حتي المرضى النائمين داخل المستشفى، وضعنا بعض الأدوية في الكشك الي امامك وبداينا تقديم الخدمات الطبيه لأهلنا بخانيونس.


الصيدلية المؤقتة لمحمد تتكون من طاولة صغيرة وبعض الرفوف للأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية. يحاول محمد جاهدا توفير الأدوية الضرورية بأسعار معقولة، مستعينًا بدعم من السكان المحليين.


ويضيف الدكتور محمد: عنا بعض الأدوية الي جلبناها من رفح ولكن في أدوية كثيرة فيها نقص تماما حتي المستشفي فيها أدوية ناقصة، واحنا عنا هان في نقص أدوية المزمنة والأطفال والمطويات والكثير من الأدوية لو كانت موجودة عنا مش حنقدر نتصرف فيها لانو بدها كهرباء  ثلاجة وهذا غير متوفر عنا ولكن بقدر المستطاع حاولنا نقدم خدماتنا الي تعودنا عليها لأهلنا وحبايبنا في قطاع غزة الحزين.


حكاية محمد لا تعد استثناءا في الحرب الاسرائيلية الضروس على كل ما هو حي بغزة وفي كل مرة ينفض الغزيون غبار المعركة عنهم  ليثبتوا انهم أصحاب نفس طويل مهما حاول الاحتلال قتل هذا فيهم.


قصته ليست فقط عن إعادة بناء صيدلية، بل هي رمز لصمود الشعب الفلسطيني وقدرته على التكيف مع الظروف القاسية.... وسط الدمار والخراب ينبعث الأمل مجددًا من رصيف صغير أمام مستشفى ناصر، حيث يواصل الدكتور محمد سحويل تقديم خدماته، مجسدًا قصة صمود وإصرار لا تنتهي.

/انتهى/