ما هي التبعات الاقتصادية المترتبة على افتتاح معبر أبو الزندين في سوريا؟

تعرض معبر ابو الزندين الواصل بين مناطق سيطرة مسلحي الجيش الوطني ومناطق سلطة الدولة السورية، لقصف بقذائف الهاون بعد ساعات قليلة من إعلان افتتاحه رسميا، لكن رغم ذلك يعتقد مواطنون سوريون أن افتتاح المعبر قد يساهم في تحسن الظروف الاقتصادية لعدد من المناطق السورية.

وقد اغلق المعبر مطلع الفين وتسعة عشر ، ومع اغلاقه فرضت قطيعة جزأت الجغرافيا السورية ومنعت الاهالي من التنقل بين مدن البلاد ، اليوم يعود معبر ابو الزندين ليفتتح مجددا ، جهود روسية ايرانية بذلت ومن اهم نتائجها اقناع انقرة بضرورة العمل الجاد للتقارب مع دمشق ، واولى ثمراتها افتتاح المعبر هنا ، يصل معبر ابو الزندين بين مناطق سيطرة مسلحي الجيش الوطني ومناطق سلطة الدولة السورية ، في مرحلته الاولى يفتتح تجاريا ، خطوة تبنى عليها امال كثيرة لتواصل ابناء الوطن الواحد.

 

 


ارتياح شعبي وجهود دبلوماسية لحل الازمة السورية عن طريق تقارب سوري تركي ، مشهد لم يرق لبعض اللاعبيين الدوليين ولقادة مسلحين ، فالحلول تعني بالضرورة انهاء دور وظيفي لجماعات مسلحة وتنزع الذريعة لتواجد اميركي فرنسي على الاراضي السورية ، واقع ربما يبرر مسارعة جهات مجهولة لاستهداف معبر ابو الزندين بقذائف الهاون لم يحدد مصدرها ، كما حركت قيادات بعض المسلحين ادواتها للتعبير عن رفضهم لفتح المعبر لما له من دور في قطع طرق التهريب التي تتخذها قيادات المسلحين مصدر تمويل لها.

وفي السياق قال الصحفي السوري رضا الباشا، اعتقد بان هناك جهتين ستتضرران كثيرا من اي اتفاق يفضي الى اعادة ربط الجغرافية السورية مع بعضها البعض، اولا هو العامل الاميركي الاوربي الغربي الذي سيشعر في اي تقارب سوري تركي بان الاوراق التي تبرر بقاؤه في سوريا باتت قليلة او لربما باتت تنعدم ولهذا الامر سيكون امام واقع لابديل عنه وهو اخراج القوات الامريكية او حتى اي قوات اخرى من سوريا، اضافة الى انهاء هذا الدور الذي تحاول اميركا الحفاظ عليه لتبقى داخل سوريا لذلك نلاحظ بأن الولايات المتحدة الاميركية تسعى لفتح خطوط ارتباط مباشر مع جماعات مسلحة تسعى للاستفادة من الواقع القائم، وتعمل على تحريك هذه الفصائل وهذه الجماعات ضد اي اتفاق يؤدي الى تقارب سوري تركي، اضافة الى فتح خطوط ارتباط مباشر مع هيئة تحرير الشام وابو محمد الجولاني هذا العامل الاول، وهو العامل الدولي اما العامل الثاني وهو العامل المحلي المستفيد من خطوط التهريب اضافة المستفيد من خطوط تهريب البشر لان هذا المردود المالي الضخم جدا يعتبر احد اهم مصادر تمويل بعض قيادات الفصائل المسلحة، وبعض قيادات المسلحين لذلك يسعى ايضا هؤلاء للعمل على تخريب الاتفاق وتخريب فتح معبر ابو الزندين، او حتى تخريب فتح اى معابر اخرى تؤدي الى ربط الجغرافية السورية بعضها البعض.

سلسلة اتفاقات روسية تركية تمهد لمصالحة بين انقرة ودمشق ، يسعيان من خلالها إلى تجفيف منابع التمويل لـهيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة ، عبر فتح معابر بديلة عن تلك المعابر الخاضعة لسيطرة الجولاني ، الى جانب اتفاقات أخرى قد تشمل طريق الـM4  وفي مرحلة لاحقة فتح الطريق من تركيا حتى الأردن لعبور الشاحنات التجارية مروراً بالأراضي السورية.

/انتهى/