تضحيات الأطباء الفلسطينيين تنقذ أرواح عشرات آلاف المصابين في غزة

بالرغم من انهيار المنظومة الصحية في غزة بفعل العدوان الصهيوني ومنعه وصول الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفيات، استطاع الأطباء الفلسطينيون في غزة عبر تضحيات جسام، انقاذ أرواح عشرات الآلاف من المصابين والجرحى الذين استهدفتهم آلة القتل والاجرام الصهيوني منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة في الـ 7 من أكتوبر الماضي.

يسابق الاطباء في غزة الزمن  لتقديم ما يلزم لجريح وصل المستشفى بعد غارة إسرائيلية استهدفته وعائلته وسط قطاع غزة، لكن الانتهاء من حالة المصاب لاتعني خلاص المهمة بالنسبة للطبيب، ففي  قائمة الانتظار مصابون وجرحى لا يزالون ينتظرون دورهم في العلاج على الرغم من حالاتهم الحرجة.

ويقول الطبيب منار فياض لمراسلة وكالة تسنيم الدولية للأنباء في غزة حول الجهود التي يبذلها الاطباء الفلسطينييون من أجل انقاذ أرواح الجرحى الذين يأتون للمستشفيات: في بداية العدوان عملت في مستشفى الشفاء قبل ان يخرج عن الخدمة ثم انتقلت الى العمل في مستشفى ناصر الطبي في جنوب قطاع غزة، تلقيت خبر استشهاد أخي الاول في تاريخ  27/12 بتاريخ 16/1 تلقيت خبر استشهاد اخي الثاني وانا أيضا على راس عملي، لكن حاولت ان اتلاشى هذا الشئ وابقى على راس عملي، نرى حالات حروق حالات بتر حالات بلاتين كسر معظم الاستهدافات للاحتلال الاسرائيلي تكون من الاطفال شئ جدا صعب ومؤثر ان تشوف طفل بيصرخ قدامك نتيجة هذه الاستهدافات وانت مشقادر احيانا تكون تعملو اشي، شعور صعب اكون هان موجود بالمستشفى وخايف على اهلي، اهلي طبعا موجودين في خيمة النزوح بكون خايف انهم يجوني مصابين لانو الشعور هاد انا جربتو لما كنت في مستشفى ناصر، اجوني اخواني شهداء ف باجي هان وانا خايف قلبي معهم كل شوي بحاول اطمن عليهم ب اي فرصة في بعض الاحيان م بيكون في تواصل لانو الارسال ضعيف ف بقلق كتير لما يكون في قصف في المنطقة الي هما موجودين فيها.

 

 

تأخيرُ .. تقديمِ الخدمةِ  العلاجيةِ للجرحى و المصابين لا يعد بأي شكل من الأشكال تقصيرا من الأطباء  بل إنهم يتألمون احيانا اكثر من المصابين.. لكنها اليد القصيرة التي لم تعد تقوى على مجابهة كل التحديات التي تسببت بها الحرب.. والتي كانت أول ما كانت حربا معلنة على المستشفيات والمنظومة الصحيه بأكملها.


ويقول الطبيب اسماعيل ريان لـ تسنيم حول النقص الحاد الذي تعاني منه مستشفيات قطاع غزة في شتى المجالات والتي لا تزال الاستمرار بمحاولة تقديم ما امكنها من خدمات طبية للمصابين: الضغط الذي يتعرض له الكادر الطبي داخل قسم الاستقبال  والطوارئ جوانبو متعددة جدا جدا ومن اهمها ايضا كمية الاصابات التي تأتي المستشفى المستشفى غير مهيأ لاستقبال لا عُشر ولا واحد بلمئة من عدد الحالات الي بنستقبلها، بنستقبل عدد حالات كبير جدا ضخم جدا ايضا هذا المستشفى الوحيد الذي يقدم الخدمة لما يزيد عن مليون مواطن ونازح في المنطقة الوسطى، المعاناة اكبر ايضا ان غالبية المعدات والمستلزمات الطبية غير متوفرة واحيانا المرضى يحتاجون الي تقديم الخدمة والرعاية، يحتاجون الى اقل القليل من المستلزمات هذه اصبحت غير موجودة ف انت تصبح ك موظف على رأس عملك مريض يفقد حياته لانك انت ك طبيب ك ممرض ك مقدم خدمة صحية في المستشفى لا تستطيع ان تقدم له الخدمة، تجد ان المصاب ممكن ان يفقد حياته امام عينك لانك انت لم توفر له لعدم التوفر بشكل عام في قطاع غزة.


ان صمود العاملين في المجال الصحي و  أهميتهم ودورهم لا يقل عن صمود ودور المقاومه في مواجهه المحتلين.. خروج أكثر من ٧٥ بالمئة من مستشفيات القطاع عن الخدمة هو أصعب مايواجه المنظومة الصحيه والعاملين فيها مايعني تزايد أعداد المرضى والمصابين بمعنى آخر تضاعف لحجم المسؤليه اتجاههم.


حجمُ التضحيةِ التي بذلها الأطباءُ  لم تكن فقط مجرد وقتٍ وجهد، بل إنهم لم يخرجوا  طيلةَ ايامِ الحربِ من  دائرةِ الاستهدافِ الاسرائيلة. و رغم هذا اختار  من تبقى منهم أن يواصلَ العمل حتى تخرج هذه الحرب انفاسها الأخيرة.

/انتهى/