الخارجية الإيرانية: دعم فلسطين هو دعم لشعوب المنطقة.. مدرسة الشهيد نصرالله حية

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن مطالبة الدول الإسلامية باتخاذ إجراءات حاسمة ضد الكيان الصهيوني هي مطلب مستمر من إيران. ونحن على يقين من أن الدول الإسلامية لديها قدرات لا حصر لها لمعاقبة هذا الكيان المعتدي.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن كنعاني قدم في بداية مؤتمره الصحفي اليوم الإثنين، التعازي باستشهاد الأمين العام لحزب الله في لبنان، وقال: أتقدم بالتعازي والتبريكات للبنان العزيز والحكومة والشعب وحزب الله وخاصة أسرة الشهيد الكبير نصرالله.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: استشهد السيد حسن نصر الله، لكن مدرسته حية وستبقى عقيدته ومدرسته حية. ولا شك لدينا أن جبهة المقاومة والشعب اللبناني سيحتفلان بذكرى موت الصهيونية والاحتفال بتحرير القدس الشريف في المستقبل القريب.

وأضاف، إن الكيان الصهيوني الغاصب لن يوقف مثل هذه الجرائم ولن يصلح أبدا فشله الذي لا يمكن إصلاحه باللجوء إلى هذه الجرائم. ولن تكسب أمريكا شيئاً من كل هذه الجرائم، ولن تعوض إخفاقاتها الطويلة في المنطقة.

وأضاف: أحيي روح الشهيد العميد عباس نيلفروشان الذي استشهد على طريق تحرير القدس الشريف وذلك في الهجوم الإرهابي الصهيوني على الضاحية. ونتمنى ألا تضيع دماء شهدائنا الطاهرة أبدا.

واشار كنعاني الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية قامت وعلى الفور بوضع الإجراءات الدولية والقانونية على جدول أعمالها تزامنا مع حضور وزير خارجيتها في نيويورك لاعلان مواقف ايران مباشرة بعد العمل الإجرامي الذي قام به الكيان الصهيوني باستهداف ضاحية بيروت الجنوبية واستخدام القنابل التي قدمتها الولايات المتحدة لهذا الكيان بهدف اغتيال السيد حسن نصر الله.

واضاف بأن وزارة الخارجية الايرانية اصدرت بيان تنديد بهذا الخصوص، كما ادان عراقجي اثناء تواجده في نيويورك هذا العمل الاجرامي وطالب طالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن باتخاذ إجراءات فورية، كما ان عراقجي تحدث مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وطلب عقد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الدول الإسلامية.

بالاضافة الى ذلك وجهت ايران عبر سفيرها ومندوبها الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن مطالبة فيها عقد اجتماع طارئ لهذا المجلس لاتخاذ اجراءات فورية وحاسمة لوقف العدوان الاسرائيلي ومنع جر المنطقة الى حرب شاملة، وجاء في هذه الرسالة أن إيران ستدافع عن حقوقها.

وذكر كنعاني انه وفي هذه الرسالة اعتبرت ايران بان هذه الأعمال العدوانية الواضحة واغتيال امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله و العميد نيلفروشان مستشار حرس الثورة الاسلامية تعتبر تهديدا خطيرا للسلم والأمن الإقليميين والدوليين، وتؤدي بالمنطقة برمتها إلى كارثة واسعة النطاق.

كما اضاف بأنه يجب على الأمين العام للأمم المتحدة ان يستجيب لطلبات المجتمع الدولي وفلسطين ولبنان وإيران باتخاذ إجراءات فورية من قبل الأمم المتحدة، موضحا بأن سلسلة الإجراءات التي تتخذها إيران مستمرة وهي على اتصال وتشاور وثيق مع السلطات اللبنانية بهذا الصدد.

أعمال الكيان الصهيوني لن تمر دون رد

واشار المتحدث باسم الخارجية الايرانية بأن المستشار الاول للرئيس الايراني تواصل مع رئيس الوزراء اللبناني ميقاتي للتشاور حول سبل وضع إجراءات جدية على جدول أعمال لبنان وإيران، مؤكدا على مواصلة ايران لجهودها السياسية والقانونية ، موضحا انه مما لاشك فيه أن أيا من أعمال الكيان الصهيوني لن تمر دون رد او دون توبيخ ومعاقبة على الجرائم التي ارتكبها، وستتخذ إيران الإجراءات المناسبة والحاسمة في هذا الشأن.

وتابع كنعاني انه مما الاشك فيه ايضا أن الدول الإسلامية لديها قدرة كبيرة على معاقبة الكيان الصهيوني، وهذا هو مطلب وتوقع الشعب الفلسطيني من الدول الإسلامية في استخدام أدواتها ومرافقها للضغط على الكيان الصهيوني، في حين ان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يمكن من منع الكيان الصهيوني في ظل الدور المدمر الذي تلعبه الولايات المتحدة .

وبالاشارة الى ان  تجربة لبنان الحالية وتجارب الاعتداءات السابقة لهذا الكيان قد أظهرت لبعض دول الجوار أن اعتداءات الكيان الصهيوني لن تقتصر على منطقة جغرافية محددة، بيّن كنعاني ان العقلانية السياسية تقتضي أن تستخدم الدول الإسلامية قدراتها للضغط على الكيان الصهيوني، لافتا الى ان جهود الشعوب والمنظمات المدنية في تقديم مطالب للحكومات الإسلامية يمكن أن تكون مفيدة ايضا.

وبالمقابل نجد ان أمريكا تستخدم العقوبات كسلاح ضد الدول الإسلامية  في حين ان الدول الإسلامية لم تستخدم قدراتها ضد الكيان الصهيوني وأمريكا.

وذكر كنعاني انه ومنذ بداية الأزمة والحرب في غزة، كانت لإيران وجهات نظر واضحة بشأن ضرورة دعم فلسطين والحفاظ على الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة، وبالتالي اتخذت إجراءات دبلوماسية واسعة النطاق بهدف وقف الحرب ضد شعب فلسطين المظلوم ومنع توسيع نطاق الحرب.

وأوضح أن إيران ليست دولة تسعى للاقتتال والحرب انما تسعى لتحقيق السلام والاستقرار والأمن، ولم تكن ولن تنغلق أبدا على أي مغامرة ضد مصالحها الوطنية وأمنها الوطني،مؤكدا على ان ايران لا تطلق شعارات فقط وانما تتحرك بالوقت المناسب واظهرت انها تواجه المعتدين بحزم وان الكيان الصهيوني ومن يريد زعزعة الامن القومي الايراني سيتلقى الرد ولن تبقى مغامراته وافعاله دون رد.

واشار الى ان الكيان الصهيوني والعالم يعرف بأن ايران تتحرك وتفعل ولا تطلق شعارات ، لذا لا ينبغي أن يشكك أحد في قدرة إيران على الرد على المعتدين وإذا اقتضت الظروف ذلك فسنواصل طريقنا الى القدس الشريف.

ورأى كنعاني أن هذه الاغتيالات والجرائم لن تنقذ الكيان الصهيوني، ولن تعيد الأمن إلى المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولن تصلح انقساماتها الداخلية، ولن تعيد ثقة جيش الكيان الصهيوني المعدومة في نفسه، ولن تبيّض سمعته السيئة الملطخة بالاجرام امام الرأي العام العالمي.

اكد كنعاني على ان العقوبات المفروضة على إيران غير قانونية وتستخدم كأداة غير مشروعة لتحقيق أهداف سياسية، ومقابل ذلك تستخدم إيران قدرتها على حضور المنتديات الدولية و جهودها الدبلوماسية لرفع العقوبات.

اجتماع وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا في نيويورك والمفاوضات بشأن سوريا

وردا على سؤال تسنيم حول اجتماع وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا في نيويورك والمفاوضات بشأن سوريا، قال كنعاني: الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت دائما فرصة للاجتماعات المتعددة الأطراف. هذا العام، كما العام الماضي، عُقد اجتماع مشترك في إطار عملية أستانا بين إيران وروسيا وتركيا لدعم سوريا. وبطبيعة الحال، وفي إطار وجود الإرادة المشتركة، ستستمر هذه اللقاءات والخطط لمواصلة المحادثات.

وفيما يتعلق بالمفاوضات النووية، اعتبر كنعاني ان لها هدف واطار محدد ولا تتعلق بقضايا أخرى وقد جرت محادثات ومفاوضات بشأن زيارة غروسي الى إيران وهي ليست مستبعدة مبينا بان هذه الزيارات كانت موجودة في السابق وستبقى مستمرة.

اوضح كنعاني بأنه كما تم التأكيد عليه مرارا وتكرارا ان ليس لايران وكلاء في المنطقة ، انما حركات المقاومة في المنطقة تمثل شعوبها ودولها في مواجة احتلال وعدوان الأجانب، وبالتالي فهي تعمل في إطار مصالح شعبها ووطنها وبطريقة ما لضمان أمنها وهي جزء من العملية السياسية لبلدانها.

واضاف بأن ايران تقوم بدعم فصائل المقاومة المناهضة للصهيونية في المنطقة من أجل دعم حقوق الشعب الفلسطيني وخلق الردع ضد تهديدات هذا الكيان، موضحا بأن ايران تتحرك بشكل حاسم في طريق حماية امنها ، مضيفا بأن إطالة أمد بعض الإجراءات لا يعني تجاهل تصرفات المعتدين، ولن يتم حذف أي عمل معتدٍ من قائمة الإجراءات المضادة لإيران بل على العكس ستتحرك ايران بشكل حاسم.

وتابع كنعاني انه من الطبيعي أن ما حدث في فلسطين خلال العام الماضي كان بمثابة إذلال تام للمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمتشدقين بحقوق الانسان بحيث شاهد العالم اجمع أسوأ حالة من انتهاكات حقوق الإنسان في غزة والتزموا الصمت تجاه ماحدث حتى ان بعضهم دعم الكيان المحتل والمعتدي.

وهنا تساءل كنعاني عن ماهية رد المتشدقين بحقوق الإنسان على ازهاق ارواح أكثر من 41 ألف بريء، وقصف المستشفيات والمدارس ودور العبادة ، مضيفا بأن إيران لا تنتظر من أحد أن يدافع عن الشعب الفلسطيني وقد كانت سباقة في الدفاع عن القضية الفلسطينية منذ بداية الثورة ودفعت ومازالت تدفع ثمن ذلك فهي صادقة في شعاراتها.ورأى كنعاني ان القضية الفلسطينية لا تقلل من مسؤولية الدول المستقلة الاخرى من خارج المنطقة .

واعتبر كنعاني إن الكيان الصهيوني يشن عدوانا على لبنان ويهدد بتوسيع واستمرار عدوانه في ظل دعم أمريكا لهذا الكيان ،مؤكدا على ان هذا الخزي والعار سيبقى في تاريخ أمريكا التي تدافع عن قتل الأبرياء والمظلومين وتعتبر هذا العدوان المكشوف بمثابة دفاع عن الكيان الصهيوني نفسه.

واضاف ان الاعتراف بأن الولايات المتحدة قدمت قنابل تزن طنا واحدا للكيان الصهيوني لا يدل إلا على مشاركة أمريكا في جرائم الكيان الصهيوني.

وفي اشارة الى ان الجماعات الإرهابية في المنطقة هي أدوات نظام الهيمنة في العالم لتحقيق أهدافه، اكد كنعاني على ان لدى إيران وباكستان نهج مشترك وتعاون في مكافحة الإرهاب لأن عدم الاستقرار في المنطقة يشكل عائقا أمام الأمن المشترك لكلا الجانبين.

واوضح بأن التعامل مع عوامل عدم الاستقرار في المنطقة ومحاولة إيقاف آلة جرائم الحرب التابعة للكيان الصهيوني من قبل إيران لا يتعارض مع مواصلة جهود ايران لإجراء حوارات بناءة مع العالم ومن يرغب في التفاعل معها لحل المشاكل وتبديد وسوء الفهم.

واكد على مواصلة ايران دعمها حكومات ودول المنطقة ضد عدوان وتهديدات الكيان الصهيوني الذي يعد السبب الرئيسي لانعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة، موضحا بأن ايران تعتبر أن هذه الممارسة الإجرامية والاحتلالية التي يمارسها الكيان الصهيوني يجب أن تنتهي وسيتم مواصلة الدفاع عن شعب لبنان وفلسطين.

واشار كنعاني الى ان ايران تواصل إجراءاتها المكثفة لإحلال وتوسيع رقعة السلام والاستقرار والأمن في المنطقة ، موضحا بأن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت فرصة جيدة للرئيس ووزير الخارجية للتعبير عن اراء ومواقف إيران بحيث تم طرح وتبادل وجهات النظر مع الاخرين في الحوارات الخارجية.

وفيما يتعلق بزيارة رئيس الوزراء الروسي الى ايران، اوضح كنعاني بأن هذه الزيارة ستتم اليوم وسيرافقه وفدا يضم عدد من المديرين الاقتصاديين ونشطاء الأعمال الروس، وسيلتقي بالرئيس الايراني ومستشاره الاول وسيتم تبادل التنسيق لدفع الخطط الاقتصادية والتجارية للجانبين في مختلف المجالات قدما.

ولفت الى انه قد تم التخطيط ووضع رؤية للوثيقة الاستراتيجية للتعاون المشترك بين طهران وموسكو في الوقت المناسب وعلى المستوى المحدد.

وتابع بأن ايران تتصرف بشكل حاسم في دعم مصالحها وأمنها القومي، وكونها دولة إقليمية مهمة في الخليج الفارسي وغرب آسيا،وانطلاقا من ايمانها الجدي بالتعاون مع دول المنطقة،فهي تعتبر هذا التعاون مبدأ أساسيا لإحلال السلام والاستقرار والأمن الدائم في المنطقة.

رأى كنعاني أن حكومات ودول المنطقة لديها القدرة والسلطة اللازمة للدفاع عن نفسها ضد عدوان الكيان الصهيوني وليس هناك حاجة لإرسال قوات تطوعية من إيران، ولم تتلق أي طلب من أي شخص وتعلم أنهم لا يحتاجون الى إرسال قوات دعم بشرية.

وأضاف، إن الكيان الصهيوني غير قادر على مواجهة المقاومة بسبب اخفاقاته العديدة في السنوات الاخيرة  لذلك لجأ الى استخدام القوة الجوية واستخدام القنابل الأميركية مؤخرا في لبنان وعلى الرغم من ذلك فان الشعب اللبناني ومقاومته قادرين على الصمود والانتصار على هذا الكيان الهمجي كما اثبتت التجربة عام 2006 حيث الحقت المقاومة الاسلامية اللبنانية بالكيان هزيمة فادحة واجبرته على الانسحاب والتراجع.

/انتهى/