مندوب إيران في الأمم المتحدة: مستعدون للدفاع عن سيادتنا


قال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد ايرواني، في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن حول لبنان، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للدفاع عن نفسها ضد أي عدوان.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن أمير سعيد إيرواني، قال خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن لبنان: نحن لا نسعى للحرب، ولكننا مستعدون للدفاع عن أنفسنا ضد أي اعتداء يمس أمننا ومصالحنا.

وأكد: نؤكد على حقنا الطبيعي في الدفاع عن أنفسنا وفقاً للقوانين الدولية ضد أي هجوم؛ إسرائيل تشكل خطراً على السلام والأمن الدوليين، وأعمالها العدوانية تدفع المنطقة نحو حرب شاملة.

وأشار الدبلوماسي الإيراني في الأمم المتحدة إلى أن لبنان على شفا انهيار إنساني، وينبغي للمجتمع الدولي ألا يسمح بأن تتفاقم هذه الكارثة.

وفي ما يلي النص الكامل لكلمة أمير سعيد إيرواني في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن حول موضوع "الوضع في الشرق الأوسط: لبنان بتاريخ 10 أكتوبر 2024":

بسم الله الرحمن الرحيم

السيدة الرئيسة، أشكركم على عقد هذه الجلسة الطارئة المهمة. كما أود أن أعبر عن تقديري للتقارير المقدمة من المتحدثين. نحن نعلن عن تضامننا العميق وغير المحدود مع حكومة وشعب لبنان؛ شعب يواجه باستمرار أعمالاً عدوانية وجرائم حرب من قبل أكثر الأنظمة الإرهابية سيئة السمعة في العالم. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف بحزم إلى جانب لبنان، وتتعهد بدعم الحكومة والشعب والمقاومة.

وتدين الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشدة استمرار تواطؤ الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الغربية في تمكين الكيان الإسرائيلي من ارتكاب جرائم حرب ممنهجة وحرب إبادة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني من خلال تزويده بالأسلحة المتطورة.

السيدة الرئيسة،

بعد أكثر من عام من حرب الإبادة التي شنها الكيان الإسرائيلي على غزة، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة ودفن أكثر من مئتي ألف شخص تحت الأنقاض، بدأ هذا الكيان الآن حملته الحربية والإبادة ضد لبنان، ويعيد تكرار حملته الوحشية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، ولكن هذه المرة في لبنان.

إن الاستهداف المتعمد للمدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية هو أكثر من مجرد انتهاك للقانون الدولي؛ إنه جريمة حرب واضحة، وجريمة ضد الإنسانية، وإبادة جماعية. هذا الكيان دمر البنية التحتية الحيوية، وقتل المدنيين الأبرياء، ودفع لبنان نحو كارثة إنسانية أعمق. لقد تجاوز الكيان كل الخطوط الحمراء، وأثبت أنه لا يحترم القانون الدولي.

السيدة الرئيسة،

إن شعب لبنان ضحية لحملة إرهاب وعنف ممنهجة، خطط لها الكيان الإسرائيلي لشل هذا الشعب وإضعاف سيادته وفرض معاناة مستمرة على شعبه. أصبح الكيان الإسرائيلي الآن تهديداً خطيراً للسلام والأمن الدوليين. إن أفعاله العدوانية والإرهابية المستمرة تهدد المنطقة بأسرها وتدفع بها نحو حرب شاملة.

يجب على مجلس الأمن، المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين، أن لا يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الجرائم. للمجلس التزام أخلاقي وقانوني بالتدخل. يجب ألا يُسمح لجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي تحت غطاء الدفاع عن النفس أو الأمن، وهو ما يروج له ممثلو الولايات المتحدة وبريطانيا في هذا المجلس، بالبقاء بدون رد. الإفلات من العقاب الذي يتمتع به الكيان الإسرائيلي هو وصمة على ضميرنا الجماعي.

السيدة الرئيسة، بدعم لا يتزعزع من الولايات المتحدة تحت مسمى "الدعم الحديدي"، أصبح مسؤولو الكيان الإسرائيلي أكثر وقاحة. ليس فقط أن جرائمهم تُبرر، بل يتم الإشادة بها وتطبيعها بشكل مستمر دون خجل أمام أعين العالم. لقد اعتمدوا على دعم الولايات المتحدة لمواصلة حملتهم الإرهابية وتدميرهم.

السيدة الرئيسة، على الرغم من أن حكومة لبنان، بما في ذلك حزب الله، قد وافقت على اقتراح هدنة مؤقتة لمدة 21 يوماً، إلا أن الكيان الإسرائيلي رفض ذلك بوقاحة وشن هجوماً واسع النطاق على لبنان، مستهدفاً المدنيين الأبرياء بوحشية. لقد اغتال الكيان الإسرائيلي السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذي كان شخصية بارزة في العالم الإسلامي وعنصراً حيوياً لتحقيق السلام والاستقرار في لبنان، بهدف القضاء على أي فرصة للهدنة. كان الأمل المتبقي لدفع عملية الهدنة إلى الأمام. هذا الاغتيال الجبان يذكرنا بشكل مرير بعملية اغتيال مروعة سابقة قام بها الكيان الإسرائيلي: اغتيال السيد إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحماس ورئيس وزراء فلسطين السابق، في طهران؛ وهو اغتيال أدى إلى تدمير أي أمل في الهدنة لغزة. هذه الأفعال الشنيعة تظهر أن الكيان الإسرائيلي ليس لديه أي اهتمام بالسلام أو الهدنة. هدفه الحقيقي هو إشعال حرب شاملة في جميع أنحاء المنطقة.

السيدة الرئيسة، الأعضاء المحترمون في المجلس... لبنان على وشك الانهيار الإنساني، ولا يجب أن يسمح المجتمع الدولي بأن تتفاقم هذه الكارثة. من الضروري أن تصل المساعدات الإنسانية إلى لبنان دون عوائق. يجب على المجتمع الدولي أن يقدم فوراً الدعم المالي واللوجستي اللازم لضمان وصول المستلزمات الضرورية إلى السكان المتضررين. إن مصداقية هذا المجلس على المحك. الجمهورية الإسلامية الإيرانية تطالب باتخاذ إجراءات عاجلة وفرض هدنة فورية. الهدنة ليست مجرد طلب، بل ضرورة. بالإضافة إلى ذلك، تدعو الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجلس الأمن إلى محاسبة الكيان الإسرائيلي على ارتكاب حرب إبادة وجرائم ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني.

يجب على هذا المجلس إرسال رسالة حازمة: "يجب أن تنتهي احتلال واعتداءات الكيان الإسرائيلي." يجب على الكيان الإسرائيلي تنفيذ القرار 1701 (2006) بشكل كامل. الحل العادل لهذه الأزمة يتطلب الاعتراف بسيادة واستقلال لبنان، وإنهاء الاحتلال غير القانوني والاعتداءات الإسرائيلية، واحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

في الختام، السيدة الرئيسة، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسعى للحرب أو لتصعيد التوتر في المنطقة، لكنها مستعدة تماماً للدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها ضد أي اعتداء يستهدف مصالحها الحيوية وأمنها. ستستخدم إيران حقها الأصيل في الدفاع المشروع، وفقاً تماماً للقانون الدولي، وستبلغ مجلس الأمن بردها القانوني.

/انتهى/