جواد غوك لـ "تسنيم": الهجمات الإيرانية أخبرت العالم أن "إسرائيل" مهزومة وجبهات الإسناد أحرجته

أكّد المحلل السياسي التركي جواد غوك أن الشهيد السيد حسن نصرالله كان أهم قادة محور المقاومة، وأن دم السيد حسن نصرالله توحّد مع دم الشهيد اسماعيل هنية، وهذه الدماء وحّدت صفوف المسلمين السنّة والشيعة بشكل أكثر منذ بداية معركة طوفان الأقصى.

أكّد المحلل السياسي التركي من اسطنبول جواد غوك في حوار خاص لوكالة تسنيم الدولية للأنباء أن الشهيد السيد حسن نصرالله كان أهم قادة محور المقاومة، وأن دم السيد حسن نصرالله توحّد مع دم الشهيد اسماعيل هنية، وهذه الدماء وحّدت صفوف المسلمين السنّة والشيعة بشكل أكثر منذ بداية معركة طوفان الأقصى.

وهذه  الإغتيالات لكل من الشهيدين السيد حسن نصرالله واسماعيل هنية كانت غباءاً اسرائيلياً، فصفوف المسلمين توحّدت بشكل لم يكن له سابق في التاريخ، ومحور المقاومة اليوم أقوى بكثير من السنوات الماضية، ولا يجب أن ننسى انه منذ البداية كان هناك قلق من قبل الصهيانية أن تكون الهدنة بين "إسرائيل" ولبنان مشروطاً بعدم اسناد لغزة، والسيد حسن نصرالله ( يرحمه الله) في اخر خطاب له قال أنهم "يريدون منّا التخلي عن قضية فلسطين ووقف كل الهجمات الإسرائيلية، لكننا لن ترك الإسناد ولن نترك الإخوة في فلسطين"،  وهذا القرار بالإسناد من طهران الى صنعاء والى بيروت والعراق.

 

منذ بداية طوفان الأقصى في السابع من أوكتوبر/ تشرين الأول 2023، الذي بدأ من غزة فلسطين وإمتد الى لبنان وما حمله من اهوال وإعتداءات وإغتيالات وقتل وهمجية اسرائيلية صهيونية، وقوة وعزة وثبات وإرادة عند المقاومة، دخلت المقاومة مجدداً التاريخ من بابه العريض، وشغلت أعلام دول محور المقاومة الساحات العالمية والعربية وكل البلدان والجامعات والشوارع من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب وهي تتكلم لغة المقاومة وفلسطين ولبنان واليمن وجبهات الإسناد التي وقفت داعمة لفلسطين أمام الإجرام الإسرائيلي.

لا يسمع العالم للمظلومين الساكتين الخانعين القابلين للهوان، بل يسمع للمظلومين الذين يقاومون ويضحّون ويبذلون الدم من أجل قضيتهم، لهم يسمع أحرار العالم اليوم  ولأجلهم ايضاً ظهر النفاق الأوروبي والأميركي في أقبح وجوهه دبلوماسياً وسياسياً وعسكرياً وإعلامياً.

 

من فلسطين الى لبنان الحال واحد، والحرب واحدة والمعتدي واحد... ومن طوفان الأقصى، الى جبهات الإسناد من اليمن والعراق ولبنان الذي يواجه اليوم أبشع أنواع الإرهاب والإغتيالات، والموقف التركي من جرائم الكيان وغيرها من الملفات كانت  محور حديثنا مع ضيفنا المحلل السياسي جواد غوك من تركيا.

 

طوفان الأقصى غيّر المعادلة في العالم، وشعوب كلها تقف الى جانب الإنسانية

من بشاعة الجرائم في المنطقة وفي العالم بعد الحرب العالمية الثانية كانت بداية اللقاء، حيث رأى غوك أن الكيان الصهيوني هو محتل وجزّار، مارس أبشع أنواع المجازر الجماعية في فلسطين ولبنان وهو يتلقى الدعم من الدول الغربية وأميركا منذ زمن، وفي المقابل لا يوجد ولم نر أي دعم من الدول العربية الإسلامية لكل من فلسطين ولبنان كما تدعم أصدقاءها في الكيان الصهيوني، لكن رغم ذلك فإن المعادلة تغيرت مع عملية طوفان الأقصى، وهذا التغيير لم يطرأ فقط على كل من لبنان وفلسطين، بل على على كل دول العالم، فالعالم إستيقظ ورأى بعينه المجازر الصهيونية في فلسطين ولبنان، ورأينا ان كل أحرار العالم واقفين مع إخواننا في فلسطين ولبنان، وانا رأيت في شوارع بعض الدول الغربية الدعم لكل من فلسطين ولبنان ولم أر مثل هذا الدعم في بلداننا الإسلامية، لكن بشكل عام الإنسانية وقفت الى جانب لبنان وفلسطين.

 

جبهات المقاومة ككل أوقعت "الكيان الصهيوني" في حرج شديد

الى الموقف الغربي والأميركي من كل ما يحدث ضمن الحرب الدائرة، قال غوك أن الإزدواجية باتت واضحة جداً عند الأوروبيين والأميركان اليوم فيما يخص الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني ضد فلسطين ولبنان، لكن وقوف الإخواة اللبنانيين في إسناد الشعب الفلسطيني والمشاركة القوية من اليمن العراق وايران وسوريا، أوقع "إسرائيل" في حرج شديد  جداً، بحيث أن الكيان الصهيوني لم يشهد في تاريخه مواجهة جماعية لجبهات متععددة في وقت واحد من قبل حزب الله وايران، وهذا ما يجعلهم مستمرون في هذه الحرب في المنطقة.

 

إغتيال الشهيدين السيد حسن نصرالله وإسماعيل هنيّة وحّد صفوف المسلمين سنة وشيعة

الى جريمة إغتيال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، قال جواد غوك أن الشهيد السيد حسن نصرالله كان أهم قادة محور المقاومة، مشيراً الى توحّد دم السيد حسن نصرالله مع دم الشهيد اسماعيل هنية، وكيف توحّدت صفوف المسلمين السنّة والشيعة بشكل أكثر منذ بداية معركة طوفان الأقصى، لذلك فإن هذه الإغتيالات لكل من الشهيدين السيد حسن نصرالله واسماعيل هنية كان غباءاً اسرائيلياً، فصفوف المسلمين توحّدت بشكل لم يكن له سابق في التاريخ، ومحور المقاومة اليوم أقوى بكثير من السنوات الماضية، ولا يجب أن ننسى انه منذ البداية كان هناك قلق من قبل الصهيانية أن تكون الهدنة بين "إسرائيل" ولبنان مشروطاً بعدم اسناد لغزة، والسيد حسن نصرالله ( يرحمه الله) في اخر خطاب له قال أنهم "يريدون منّا التخلي عن قضية فلسطين ووقف كل الهجمات الإسرائيلية، لكننا لن ترك الإسناد ولن نترك الإخوة في فلسطين"،  وهذا القرار بالإسناد من طهران الى صنعاء والى بيروت والعراق.

 

ارتكاب المجازر في لبنان وفلسطين لم ولن يمنع المقاومة من مواصلة طريقها

وفيما يتعلق بلبنان وما يجري من اعتداءات واغتيالات واستهدافات تطال المواطنين والأطفال التي أصبحت هي بنك أهداف هذا الغاصب، أكّد غوك بأن هذه الأفعال لم تختلف عن افعال داعش في السنوات السابقة، فداعش الإرهابي ارتكب مثل هذه المجازر وكان يتعمّد نشر مثل الصور من قتل وذبح وحرق ،واليوم نفس الإسلوب يتّبعه الصهاينة وذلك لنشر الخوف في المنطقة ككل بشكل عام كي يتراجع المقاومون عن مقاومتهم ضد العدو الصهيوني، وهذا بالطبع لم ينفع وكل ممارسات الإرهاب لم يمنع المقاومة من ممارسة حقها في الدفاع عن حقها، ولكن من المؤكد أن ابناء المنطقة كما دفعوا خطر داعش من المنطقة، سوف يدفعون هؤلاء الإرهابيين الصهاينة من المنطقة بشكل عام، ورغم اعتماد وإتّباع الصهاينة لنفس الإسلوب من قتل الأطفال والنساء والشيوخ، لكن الفارق أن المقاومين صامدون في هذه المرة بشكل أقوى جداً.

 

الدول العربية لم تقف موقف يدين الكيان الصهيوني لأنها خارج منطقة التغطية

أما لماذا لم نر اي تحرك او اي موقف من دول الجوار يدين ما يقوم به الكيان الصهيوني، يقول غوك بأن "هؤلاء خارج منطقة التغطية بشكل عام"، مضيفاً بأن هؤلاء المقاومين لا ينتظرون ولا يتوقعون توحّد هذه الدول اليوم حول محور المقاومة، وبالرغم من كل ذلك فإنهم يردون فقط أن لا يطعنهم أحد من الخلف، يعني "نحن كمقاومون مشغلون بالحرب لا نريد دعماً من هذه الأنظمة، نريد ان لا يقتلوننا ولا يضربوننا من الحلف"، ولا أمل من الأنظمة إلاّ إذا صار اجتماع رباعي بين المملكة العربية السعودية ومصر وايران وتركيا، وبدون إجتماع هذه الدول الأربعة لا يمكن أن نصل الى نتيجة المطلوبة سياسياً.

 

الكيان الصهيوني بُني على الحرب ويتغذى بالحرب ولا علاقة له بالمواطنية

وحول عدم استجابة المجرم نتنياهو للتحذيرات التي تنذر بالكارثة نتيجة غطرسته في المنطقة، قال غوك بأن بنية الكيان الصهيوني من الأساس لم تُبن على المواطنية، اي أن هؤلاء ليسوا وطنيين، فعند أول خطر يهاجرون ويعودون الى بلادهم، ذلك أن "اسرائيل ليس بلداً آمناً كما يعترفون"، لكن هؤلاء محاصرون في عدة جبهات ويقاتلون فيها من جبهة فلسطين إلى جبهة لبنان وجبهة الجولان وجبهة اليمن والعراق، وهذا موضوع صعب جداً بالنسبة إليهم، لكن كل الحكومات في "اسرائيل" تعيش على الحرب ومن خلالها، ونحن نعلم أنه تمّ بناء هذا الكيان على الحرب وليس على السلام، ولهذا يتغذّون من الحرب لإقامة شعبيتهم، وأيضاً الشعب الصهيوني يساندهم ويدعمهم بشكل عام لأن وجودهم وتواجدهم في المنطقة يمر عبر الحرب، والغباء هو عدم معرفتهم بأنهم لا يملكون القدرة على الإستمرار بهذه الحرب لعدة سنوات.

 

الهجمات الإيرانية ضد الكيان أخبرت العالم أن "إسرائيل" قابلة للهزيمة والقبة الحديدية مهزوزة

والى الرد الإيراني والتوعد الإيراني بالرد القاسي اذا ما تجرأ هذا الكيان على ارتكاب اي حماقة تجاه ايران، إنتقلنا في حوارنا مع المحلل السياسي التركي جواد غوك، حيث قال أن هذا الموضوع بالتحديد يحتاج الى نقاش، لأن السؤال الأهم هو: هل الصهاينة قادرون على الهجوم الواسع ضد ايران؟ فأنا لا اعتقد ذلك، لأن الهجمات الإيرانية الأخيرة أخبرت العالم أن "إسرائيل" قابلة للهزيمة والقبة الحديدية ليست كما كان متوقعاً، ولهذا السبب الخطر قائم، ولا اتوقع هجوماً واسعاً إلاّ إذا حدث بعد الإنتخابات الأميركية وتغيرت السياسة الأميركية، فمن الممكن عندها ان يكون هناك هجمات واسعة، لكن حالياً الكيان الصهيوني ليس لديه القدرة على مواجهة ايران.

 

المواقف الأوروبية مختلفة تجاه أفعال الكيان وألمانيا اليوم تدفع ثمن الحرب العالمية الثانية

وعن مواقف الدول الغربية والأوروبية التي تعطي الكيان الإسرائيلي الحق والشرعية بكل ما يقوم به ويمارسه من ارهاب امام اعين العالم، أجاب غوك بأن هناك تفاوت وإختلاف في المواقف، ذلك أن الموقف الفرنسي يختلف عن الموقف الألماني، ألمانيا اليوم وكأنها تدفع ثمن الحرب العالمية الثانية وغير ذلك، ووقفت بقوة الى جانب الكيان الصهيوني، لكن الموقف الفرنسي مختلف بسبب علاقاته مع الدول العربية وإيران، لذا من الممكن أن تتخذ مواقف مختلفة، لكن بشكل عام يعترفون ويعرفون أن هذه الحكومات باعت أنفسها ومواقفها لمطالب  الصهيونية ومصالحها، اللوبيات الصهيونية تتحرك بقوة في الدول الأوروبية رغم عدم سيطرتها عليها، وبالتالي هناك مصالح كبيرة بين الطرفين ولا يهتمون لأي ردة فعل اسلامية أو عربية تجاه هذه البلاد، لكن الشعوب في اوروبا كانت درود افعالهم قوية تجاه حكوماتهم.

 

جبهات الإسناد في اليمن والعراق هي تحصين قوي للمقاومة

وعن جبهات الإسناد في كل من اليمن والعراق أضاف غوك أن الجميع تفاجأ بقوة الإسناد، فعلى صعيد جبهة اليمن نحن نعتقد ونرى بانها ما قام به الإخوة في اليمن هي بشارات لأحداث آخر الزمان، والعراق العريق فإن دعمه العسكري واللوجستي من ارسال المسيرات والصواريخ من الأراضي العراقية الى الكيان وقواعده، وايضاً اليوم استضافة النازحين والضيوف اللبنانيين، يعني هذا الإسنا هو تحصين قوي جداً للمقاومة، الكل يبذل جهوده تجاه ما يجري في المنطقة ويريدون أن يؤدّون وظيفتهم ، فهذين البلدين بلدين عريقين.

 

الصوت التركي لدعم المقاومة قوي جداً، ونريد من المسؤولين أن تكون قلوبهم وسيوفهم مع فلسطين

وفي الجانب التركي، واعتراف الريس التركي أردوغان بأن  الكيان الصهيوني هو منظمة صهيونية إرهابية، أكّد غوك أن الشعب التركي صوته قوي جداً، والمظاهرات والتنديد ضد الكيان الصهيوني والمطالبة بسبب عدم وقوف الحكومة التركية مع المقاومة بالمستوى المطلوب، والكلام حول عدم تظاهر الحكومة التركية، كلها كانت تأكيد على خيار المقاومة، وأضيف هنا بأن الحكومة لا تتظاهر بل هي تخطو خطوات عملية لتأخذ نتائج ملموسة، ونحن نعرف أن هؤلاء المسؤولين ليسوا من أدوات الصهيونية في المنطقة، قلوبهم مع فلسطين، لكن نحن نريد أن تكون قلوبهم وسيوفهم مع فلسطين، ونحن نعرف انهم تربطهم علاقة متينة مع حركة حماس .

 

اي خلل في وحدة سوريا يهدد الأمن القومي التركي وتركيا تقف الى جانب المقاومة

وحول التهديدات الصهيونية بأن الهدف التالي لـ "إسرائيل" هو تركيا، أجاب غوك بأن من الممكن ان تكون تركيا بعد سوريا، وذلك بسبب إمكانية تحريك لحزب العمال الكردستاني الإرهابي وقوات قسد بالهجمات على الأراضي التركية، وايضاً في حال وجود تقسيم للأراضي السورية وخلل في وحدة الأراضي السورية، فإن هذا يهدد الأمن القومي التركي، ولهذا السبب رأينا أن الحكومة التركية بدأت تنشر قلقها مما يجري ولهذا السبب إذا كان هناك هجوم على ايران فسوف تعتبره تركيا هجوماً عليها في نفس الوقت، لأنه رأينا الخطر قادم الى جميع البلاد بشكل عام وخاصة لبنان سوريا والعراق.

ورغم ان هذه التهديدات كانت بين نتنياهو وأردوغان، إلاّ أن اللوبي الصهيوني كان يتحرك في تركيا عبر جماعة فتح الله غولن "الإرهابي" الذي قام بمحاولة الإنقلاب العسكري في تركيا قبل سنوات، لذا فإن الحكومة التركية ترى الخطر من الجانبين، اذا كان هناك نزوح جماعي ماذا سنفعل في المستقبل، واذا كان هناك هجوم اسرائيلي على ايران وهجوم يوناني على تركيا في نفس الوقت، مثل هذه المخططات موجودة في المنطقة، لهذا فهمت الحكومة التركية أنها يجب أن تكون الى جانب محور المقاومة.

 

دعم القضية الفلسطينية يمر عبر دمشق والمواقف التركية ككل داعمة للمقاومة

وحول العلاقة بين تركيا وسوريا، يرى غوك أن الطريق الوحيد لدعم الإخوة في لبنان وفلسطين، لا سيما الدعم اللوجستي، يمر عبر سوريا، وسوريا منذ البداية كانت داعمة للقضية الفلسطينية ومحور المقاومة وهي إحدى عواصم المحور القوية، وأي نظام يريد أن يكون داعماً لفلسطين لا بد أن يكون متصالحاً مع الحكومة السورية ووحدة سوريا، فالدعم للقضية يمر عبر دمشق، لذا لا بد من عودة العلاقات بين تركيا وسوريا ودعم دمشق.

وحول المواقف التركية قال غوك بأن الشعب التركي والحكومة التركية اليوم تقف الى جانب ايران وضد الهجمات التي من الممكن ان تقوم بها الصهاينة، فإيران دولة صديقة والكيان الى زوال، وكل الأحزاب التركية المعارضة والحكومة توحدوا لدعم المقاومة في لبنان واليمن وفلسطين ونأمل ان يكون هناك تحرك فعلي وعملي لدعم المقاومة اذا كان هناك قرار اسلامي لنصرة المقاومة وتركيا ستنضم الى ايران في قرارها، المقاومة منتصرة وسنشهد نزوح جماعي من الأراضي المحتلة من قبل الصهاينة.

 

إنتهى/