أفيخاي أدرعي و"إنذاراته المسبقة": زيف الإخبار وقتل المدنيين

تقرير يلقي الضوء على إسلوب أدرعي وثقة الشعب بالمقاومة الذي ينشر كل مساء خرائط من قلب ضاحية بيروت الجنوبية محاولاً أن يمارس على الشعب اللبناني نوعاً من الحرب النفسية وكلها تكشف أهدافاً يزعم أنها "الانذار المسبق" الذي يتلطى خلفه لممارسة جرائمه المفضلة باستهداف المدنيين.

 

 

أفيخاي أدرعي، المتحدث بإسم جيش الاحتلال الصهيوني الناطق باللغة العربية، يطالعنا بإسلوبه المقزّز كل مساء وهو يحاول أن يمارس على الشعب اللبناني نوعاً من الحرب النفسية ، مرة من خلال فيديوهات يبثها الى أهالي الجنوب، وتارة ناشراً لخرائط مجهّزة عن أماكن الاستهداف في ساعات الليل المتأخرة، وكلها تكشف أهدافاً يزعم أنها "الانذار المسبق" الذي يتلطى خلفه لممارسة جرائمه المفضلة باستهداف المدنيين،  قبل دقائق معدودة من الاستهداف بحيث يصعب مغادرة المكان بسهولة، وما الإنذار سوى اثارة للهلع عند المستهدفين قبل لحظات من قتلهم بدم بارد مباشرة على شاشات التلفزة.

 

ينشر أدرعي خرائط بعض الأحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت مدعياً حرصه على المدنيين وحثّهم على الابتعاد عن دائرة الخطر بمسافة لا تقل عن 500 متر من المكان المستهدف، وما هذه الإنذارات سوى أداة من التفكير النازي راغباً بتصوير الضاحية الجنوبية على أنها مكان غير قابل للسكن أو العيش، ولا مكان فيها ينبض بالحياة، وهي عرضة للاستهداف بأي لحظة.

يحرص أدرعي هذا النوع من الإبلاغ عن الاستهداف قبل حدوثه ليرى اللبنانيون بيوتهم تدمّر وتحترق مباشرة على الهواء من خلال البث التلفزيوني الذي تقوم بها بعض وسائل الإعلام، أما عن مصطلحاته "من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم أنتم مضطرون لإخلاء هذه المباني" فإن اللبنانيين لا يثقون بهذه الكلمات من عدو يرتكب يومياً المزيد من المجازر في مناطق لبنانية أخرى، وكل هذا يحبط اي ادعاء "بالانسانية" الذي يريد من خلالها تبرئة نفسه أمام المجتمع الدولي.

على المقلب الآخر، يسعى أدرعي جاهداً الى تأليب البيئة الحاضنة على المقاومة من خلال الاشارة إلى أن النقاط المستهدفة هي "منشآت تابعة لحزب الله". في حين أصبحت البيانات التي ينشرها عبارة عن مقدمة و"تبرير" الهدف التالي، ولعل أخطر ما في الأمر أنه بات يلمح إلى المدارس والمساجد والجامعات زاعماً بأن المقاومة تستعملها للانتاج والتصنيع، وهو ما لا يمتّ الى الحقيقة بصلة.

إذاً، لا يترك الاحتلال الصهيوني اي سبيل لرفع مستوى الحرب النفسية التي يهدف من خلالها ضرب ثقة البيئة الحاضنة بمقاومتها من جهة، إلاّ أن كل هذه الأساليب فارغة من محتواها، في وقت تبقى باسلة المقاومين في الخطوط الأمامية دلالة على أنها مطمئنة بأنها محمية الظهر كما كانت على مدى أكثر من 32 عاماً.

 

إنتهى/