الشاهنامه.. الملحمة الوطنية للإيرانيين واهتمام الحكام العرب بجوانبها الحكيمة

عُقد المؤتمر الدولي حول "إيران والدراسات الإيرانية في التاريخ والثقافة العربية" بمشاركة وحضور واسع من الباحثين والأكاديميين والمتخصصين في الدراسات الإيرانية من داخل إيران وخارجها، وذلك في جامعة الإمام الخميني (رض) الدولية بمدينة قزوين. 

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن المؤتمر المنعقد في جامعة الإمام الخميني (رض) الدولية بمدينة قزوين شهد تقديم أكثر من 150 بحثاً حول هذه الفعالية الثقافية التي تناولت إيران والثقافة الإيرانية.

وافتتح الدكتور سيد علي قاسم زاده، رئيس جامعة الإمام الخميني (رض) الدولية، المؤتمر مشيداً بتاريخ إيران ومكانتها في الثقافة العربية، وقال: الشاهنامه، الملحمة الوطنية للإيرانيين، ليست فقط وثيقة للهوية، بل تمتاز بجانب فلسفي حكمي عميق غالباً ما أغفله الباحثون الغربيون عمداً أو سهواً، بينما نجد أن الباحثين العرب يعترفون بهذا الجانب ويقدرونه، وقد أبدى الحكام العرب اهتماماً خاصاً بالجانب الفلسفي للشاهنامه.

من جانبه، أكد الدكتور عبدالعلي آل بويه لنكرودي، رئيس المؤتمر، أن اللغة العربية بفضل الكتاب السماوي (القرآن) واللغة الفارسية بفضل الشعراء والكتّاب الإيرانيين استمرتا وتطورتا. 

كما أضاف أحد أساتذة جامعة الإمام الخميني أن "اللغة هي بوابة إلى الثقافة" وأشار إلى تداخل البنية اللغوية بين العربية والفارسية مما يبرز أهمية هذا المؤتمر في تعزيز ودراسة هذا التفاعل الثقافي.

وأشار الدكتور حسيني، الأمين العلمي للمؤتمر، إلى المكانة العريقة للغة الفارسية في التاريخ، موضحاً أن اللغة كانت دوماً أداة فعّالة في التواصل بين الشعوب، وأن اللغة الفارسية كان لها تأثير كبير على اللغة العربية مقارنةً بلغات أخرى. 

وأضاف أن إيران وشعبها لطالما كانوا محط اهتمام الكتّاب والمفكرين العرب، ومنذ العصور الإسلامية انخرط العديد من المفكرين الإيرانيين في إثراء الثقافة العربية، إلا أن هذا الإرث الضخم لم يحظَ بالدراسة الكافية.

وأضاف حسيني أن الأدب مرآة تعكس الحياة الاجتماعية للأمم وتجسدها في الشعر، القصة، المسرحية وسائر الفنون، وقد كانت الفارسية على مر العصور لغة القلب والعلم والسياسة والسلام. 

وحول المؤتمر الأول في الدراسات الإيرانية، أفاد بأن المؤتمر تلقى 150 مقالاً، وجرى تحكيم 135 منها، بمشاركات من دول مختلفة، من بينها تركيا وكندا والسعودية والعراق وسوريا وأوزبكستان ولبنان.

واختتم الأستاذ الدكتور محمد علي آذرشب من جامعة طهران، كأحد المتحدثين، بتأكيده على أهمية التواصل الثقافي والحضاري بين الدول الإسلامية، مشيراً إلى وجود أقسام متخصصة باللغة والأدب الفارسي في الجامعات المصرية، وذكر تجربة أحد المفكرين المصريين الذي اتجه لدراسة الشاهنامه بعد تعمقه في الثقافة والأدب الفارسي، وسعى لنقلها إلى العالم العربي وخاصة مصر.

وقد تناول المؤتمر عدة محاور، من أبرزها "إيران والإيرانيون في النصوص التاريخية والجغرافية العربية،" و"إيران والإيرانيون في النصوص الدينية والفلسفية العربية،" و"الإيرانيون والعرب في الأدب والتفاعل الثقافي،" وذلك عبر خمسة جلسات تخصصية شهدت مشاركة واسعة من الباحثين والخبراء في هذا المجال.

/انتهى/