تقرير/ تسنيم.. مشاعر وفاء رسامة فلسطينية للسيد حسن نصر الله.. هو "الرمز" و"الفكر" و"القضية" و"التاريخ" و"المستقبل"

لَوحاتُ أَيِّ مِنَ الْفَنَّانِينَ الْفِلَسْطِينِيِّينَ مِنَ اللَّوْنِ الْأَحْمَرِ إِشَارَةً إِلَى دِمَاءِ الشُّهَدَاءِ أَوِ الْکُوفِيَّةِ إِشَارَةً إِلَى الْهُوِيَّةِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ، وَفِي هَذَا السِّياقِ قُمْنَا بِزِيَارَةٍ خَاصَّةٍ لِلْفَنَّانَةِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ مَيْسٍ أَبُو صَاعٍ لِلْحَدِيثِ أَکْثَرَ عَنْ الفن والمقاومة".

في حوار مع الفنانة الفلسطينية "ميس أبو صاع" لوكالة تسنيم:" الفن شكل من أشكال المقاومة الفلسطينية وليس بالضرورة ان أحمل سلاح حتى أواجه هذا المحتل، أنني بالريشة واللون يمكنني أن اوصل الرسالة لكل العالم ويجب ان يكون الفنان صاحب قضية ومبدأ والثوابت موجودة والفكر موجود لدي"..

 

 

ونحن نتجول في معرضنا المليء بصور الشخصيات المقاومة والمناضلة تقول لنا سبب رسمها لهم:" أنا كفنانة أطرح قضايا وليس فقط انا أضع لون او كمشاهد أنظر للجمال، يوجد لدي رسالة لايصالها ودوري توثيق التاريخ وطرح القضايا التي تعيشها وتخليد الشخصيات الفلسطينية التي قدمت لهذا البلد".

 وَفِي جَوْلَةٍ دَاخِلَ مَعْرِضِ الْفَنَّانَةِ الفلسطينية مَيْسٍ.. نَرَى الْعَدِيدَ مِنَ اللَّوحاتِ لِشَخْصِيَّاتٍ مُقَاوِمَةٍ وَثَائِرَةٍ وَغَيْرِهَا الَّتِي تُعَبِّرُ عَنْ النِّضَالِ الْفِلَسْطِينِيِّ..  لكن آخِرُهَا تِلْكَ.. لِسَمَاحَةِ السَّيِّدِ حَسَنٍ نَصْرِ اللَّهِ الَّتِي انْتَهَتْ مِن رَسْمِهَا لِلْتُّوِّ..ففِي هَذِهِ اللَّوْحَةِ، تَجَسَّدَتْ قُوَّةُ الْكَلِمَةِ وَالْفِكْرِ..

بدموعها التي تسقط من أعينها عند سماعها خبر استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله:" عند سماعي خبر استشهاد سماحة السيد انا لما أصدق ذلك لأننا نعلم الحكمة والقدرة على التخطيط وتقييم الأمور لديه فأنا استبعدت هذا الخبر مثل الكثير من الناس، ولكن لزم الأمر أن أدخل إلى غرفة رسمي واتوحد مع ذاتي لأرسمه وأتمنى أنني لم أرسمه، أتمنى انه باقي وموجود بيننا ويدعمنا ويعطينا الأمل، وهو الشخص الوحيد الذي أعطانا الدعم وهو قضية وتاريخ ومستقبل بالنسبة لي كفلسطينية وهو مختلف عن جميع الشخصيات التي لن تتكرر"...  

وَمَعَ تَصَاعُدِ الْأَحْدَاثِ فِي حَرْبِ أُكْتُوبَرَ، تَحَوَّلَتْ لَوحاتُ الْفَنَّانِينَ الْفِلَسْطِينِيِّينَ إِلَى أَهْدَافٍ لِلِاحْتِلَالِ، إِذْ تَعَرَّضُوا لِلِاعْتِقَالِ وَصُودِرَتْ أَعْمَالُهُمْ الْفَنِّيَّةُ، وَمُنِعُوا مِنَ السَّفَرِ لِيُعَبِّرُوا عَنْ الْحَقِيقَةِ الْأَلِيمَةِ لِلْعَالَمِ.

وتضيف الفنانة ابو صاع:" نسأل العالم انه لمتى هذا الظلم؟..  76 عام في هذا الظلم ومن يدعمنا يمحونه عن الوجود، لا أريد الإبتعاد أكثر والدي سجن بسبب لوحاته التي كانت تتكلم عن النكبة ومعاناة الشعب الفلسطيني ، حبس وتم مصادرة اللوحات، وتزايد الأمر بعد حرب أكتوبر وتم تقييد حساباتي وحذف رسوماتي لكن نحن شعب عنيد نرجع نصور ونرسم ونتكلم عن القضية، وأن أي شخصية فلسطينية أو داعمة للقضية كنصر الله تم دفنهم فهم يخيفونهم حتى بمماتهم".

 لَكِنَّ رَغْمَ كُلِّ ذَٰلِكَ، لَمْ تَتَوَقَّفْ رِيشتُ الْفَنَّانِ الْفِلَسْطِينِيِّ عَنْ تَسْجِيلِ أَلْوَانِ الْمَعَانَاةِ وَالْعَذَابِ، بَلْ أَضْحَتْ أَدَاةً تُعَبِّرُ عَنْ صُمُودِ الشَّعْبِ الْفِلَسْطِينِيِّ وَإِصْرَارِهِ عَلَى الْبَقَاءِ.

انتهى/