مأساة الحرب الإسرائيلية على غزة تضاعف معاناة "أصحاب الهمم"

ربما تجسدُ أم محمد السرسك تجلياتِ معاناةِ الأسر النازحة في قطاعِ غزة.. بقلبِها المفتوح وطفلتين إحداهُما كفيفة والأخرى من ذواتِ الهمم يعيشنَ ثلاثتُهُن في خيمةٍ في مخيمٍ للنزوحِ في دير البلح وسطَ قطاع غزة حيثُ لا مقوماتِ حياةِ لذوي الإعاقة ولا حتى للأصحاء.

 

 

 

تقول أم مها لوكالة تسنيم الدولية الدولية للأنباء: "أنا عندي بنات اثنتين مريضات، وحدة مريضة قلب منغوليا وواحدة مشكلتها في عينيها، مشكلة اللي في عينيها ليست مشكلة مريضة القلب. مريضة القلب طبعا أنا لا استطيع ان اتحكم فيها مثل ما كنت أتحكم فيها في البيت،  هذه مايا "مريضة القلب" بتهرب مني هنا، كنت في البيت أسكر الباب وأسيبها دون ما أربطها، الآن أنا قبل ما أنام بربطها حتى ما تهرب مني. بتضيع مني باليوم يومين بالثلاثة بالساعة بالساعتين بالثلاث ساعات بالأربع ساعات".

 

 

ولا تقلُ قصةُ أم محمد ألمًا عن مأساةِ الأرملةِ أم عمر الزهارنة التي لها أربعةٌ من ذوي الهمم إلا أنها حصلت أخيرًا على منزلٍ من أهلِ الخير في مخيم النصيرات تأوي إليه برفقةِ أبنائِها بعدما خسرت منزلَها في قصفٍ احتلاليٍ خلالَ حربِ الإبادةِ المستمرة منذُ أكثرَ من اربعِمئةِ يوم.

 



ووضحت أم عمر الزهارنة لوكالة تسنيم: "أنا أم لأربعة أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وهما طبعا أيتام، بدأت معاناتي مع أولادي هؤلاء من اللحظة الأولى من بداية الحرب عانيت كثير كثير من النزوح من مكان لمكان. في الشمال تعرضنا لمجاعة كبيرة، أثرت كثيرا على أولادي نفسيا وصحيا يعني صاروا غير الأمراض التي عندهم زادت المشاكل عندهم لمشاكل حركية ايضا وزادت المسؤولية عليا وزاد الحمل  علي كثير خاصة بعد وفاة أبوهم الله يرحمه".

 

 

لم تتوقف معاناةُ أم عمر عندَ هذا الحد بل عاشت ألمًا مضاعفًا بعدما استهدف القصفُ الصهيوني منزلَها في الشجاعية وتسبب في إصابةِ ابنتِها آية وهي أيضًا من ذوي الهمم فحولتها الإصابةُ الى مُقْعَدة فتجلت معاناةُ من خانتهم أجسادُهم عندما فقدت القدرةَ على المشيِ والنزوح.

 

 

في هذا البيت تحاولُ أم عمر بلسمةَ جراحِ نزوحِها القسري في رحلةٍ سلكت خلالَها دربًا من الآلام مع ستةٍ من ذوي الهمم بلا معيلٍ أو سند.. لتكونَ قصتُها واحدةً من بين آلافِ قصصِ المعاناةِ التي يعيشُ تفاصيلَها اليومية مئاتُ آلافِ الغزيين.

/انتهى/