ظروف الحياة والموت قاسية في غزة.. مع الموت تبدء معاناة الدفن

عن بكرة أبيها امتلأت الكثير من المقابر بجثامين الشهداء في غزة، قبور جماعية لعائلات أبيدت في هذه الحرب وجثامين لشهداء مجهولي الهوية.

 

 

 

رامي عابد موظف متقاعد بعد استشهاد ابنه في الأيام الأولى للحرب وقصته بإيجاد قبر له بصعوبة... دفعه ذلك للتطوع في حفر القبور لمساعدة أهالي الشهداء لدفن أبنائهم.

 

يقول رامي إن عينه لا تلامس النوم إلا لأوقات بسيطة جدا... من هول ما يشاهده يوميا وما يشحن به عقله إثر المأساة التي يراها هناك... تحدث معنا بمرارة عما يرى من مآس في هذه المقبرة.

 

في بناء هذه القبور تستخدم حجارة المنازل التي دمرها الاحتلال... يتم استخراجها من تحت الركام... حل أوجد مع ندرة توفر مواد البناء ويتم إقامة قبور فوق أخرى قديمة كي تتسع المقبرة بالأعداد الكبيرة للشهداء.

 

هذا الرجل الذي وجد نفسه يعيش معظم ساعات يومه في هذه المقبرة... أمنيته أن تنتهي الحرب وينهي عمله التطوعي في حفر القبور ويعود لحياته حيث كانت قبل الحرب.

حتى الموت عند أهالي غزة... مأساة بحد ذاته إيجاد قبر يعتبر أمرا صعبا، كثيرة هي جثامين الشهداء لم تدفن حتى اليوم وكثيرة أيضا من أضطر الناس لدفنهم في الشوارع وبعض الساحات وعلى الأرصفة.

/انتهى/